القيم والتوجهات السياسيه

مقالات رأي و تحليلات السبت ١٤/مايو/٢٠١٦ ٢٣:٤٥ م
القيم والتوجهات السياسيه

حامد بن شظا المرجان

المتابع للشان العمانى يعرف حق المعرفه بان بانى عمان الحديثه حقق ما وعد به شعبه من تطور وازدهار اذهل به المجتمع الدولى . وبما اننى اتحدث فى هذا المقال عن التوجهات السياسه يسمح لى القارى بان اتطرق الى كيف خططت عمان بحكمه الانتقال الى دولة القانون والمؤسسات وصولا الى التطور الديموقراطى، كان الهدف بناء حكومه ونظام ديموقراطى عمانى نابع من الجذور التاريخيه لهذا المجتمع وليس نظام ديموقراطى مستورد، نظام يساعد المجتمع والدوله على اتخاذ القرارات والسياسات المناسبه التى تخدم البلد والمواطن منطلقا من معتقد سياسي بانه لا يمكن لاى منبر ديموقراطى او حوار اجتماعى ان يكون فعال الا اذا تميز بقيم وتوجهات سياسيه مثل الاعتدال فى قراراته مراعيا الظروف الاقتصاديه والسياسيه للدوله والمجتمع، والتسامح والذى هو اساس المصالحه والتعاون بين ابناء الوطن الواحد، هذا بالاظافه الى اللطف والفعاليه والمشاركه والمعرفه للقضايا الاجتماعيه ذات الابعاد المختلفه، وهذه التوجهات تحمى المجتمع من الخوض والابتعاد عن كثير من المشاكل التى تقف عائقا نحو تقدمه وازدهاره وتساعده على النمو والتطور نحو مجتمع يسوده الامن والاستقرار والامان والتماسك الوطنى. اذا رجعنا لادبيات الفكر السياسى والاقتصادى نرى بان التوجهات والقيم والمبادى التى تبناها بانى عمان الحديثه لا تخرج عن التوجهات التى ذكرناها اعلاه وهى توجهات انسانيه ذات اهداف ساميه و ابعاد مختلفه لبناء مجتمع يسوده العدل والمساواه والعطف والتماسك. النظره الثاقبه لقائد مسيره الخير تعرف تماما بان الدول والمجتمعات تختلف بشكل ملحوظ فى انماط معتقداتها وقيمها ومواقفها الوثيقة الصله بالسياسه، وان عناصر الثقافه السياسيه هذه تحدد بوضوح فى الدول فى اطار التاريخ و التجارب الحياتيه والتعليم هذا بالاظافه الى التطور الحضارى. ونحن جميعا نعرف بان الثقافه العمانيه بفضل الفكر المتنور لبانى عمان الحديثه تطورت بشكل ايجابى.واذا كانت الثقافه نتاج قوى تاريخيه عظيمه إلا ان القيم والتوجهات قد تتشكل بما يقوم به الزعماء السياسيون من اعمال مدروسه ومايومنون به من معتقدات وتعاليم. ما نلاحظه اليوم فى النخب العمانيه من خلال مشاركة الكتاب والمواطنيين فى الخطاب الاعلامى تقتدى فى اطروحاتها بالفكر السامى. وعلينا جميعا مسؤولين ومواطنيين بان نقتدى دائما هذه التوجيهات ونظرتها البعيده فى معالجه قضايا المجتمع و يجب علينا تجنب الثقافه السلبيه التى لاتخدم الوطن ولا مستقبله وان نراعى التطور التحديث وماينتج عنه من سلبيات. قد يسال القارى ما قصدنا بالثقافه الايجابيه، بان نكون متفائلين وننظر الى قضايا مجتمعنا نظره واسعه النطاق نراعى ظروف بلدنا الاقتصاديه والسياسيه، اذا كان هناك قضايا او مشاكل افرزها التطور التنموى اوالتحديات الاقتصادىه او السياسيه فنحن لا نختلف عن العالم فلابد من وجود الاخطاء فى تطبيق التنمية وبالتالى لابد من وجود الحلول بدون التأويل السلبى من قبل البعض فى وسائل التواصل الاجتماعى التى لا تخدم مصالح الوطن العليا. هناك من خطط لاجل تطوير هذا البلد المعطاء وحرص على توازن اوضاعها السياسيه والاقتصاديه من اجل رفاهية المواطن والاخذ به الى المستوى العالمى من التقدم والازدهار." ان الجميع فى هذا الوطن سواسية لا فرق بين صغير وكبير وغني وفقير فالمساواة تفرض أن يكون الكل اخوة فى ظل العدالة الاجتماعية الاسلامية والميزة والتفاضل بمقدار الاخلاص والكفاءة فى العمل المثمر البناء والكل مدعوون الى التنافس الشريف فى خدمة هذا الوطن العزيز" وقد أكد جلالة السلطان أيضا "اننا لانألوا جهدا ولا ندخر وسعا فى العمل على رفع مستوى الفرد العمانى الذي يتساوى مع غيره من العمانيين فى كافة الحقوق والواجبات والذى يأخذ بقدر ما يقدم من جهد وعرق وإخلاص ووفاء لهذا البلد الكريم وعمان أم تحب كل ابنائها والعمانيون كلهم أبناء لهذا الام الحنون تريدهم جميعا بررة أوفياء لذا فحبها وتقديرها يتفاوت من ابن الى ابن لكنها تحب الجميع عفا الله عما سلف مبدأ أعلناه وسنظل على وعدنا وعهدنا".وفى أول أيام تقلده للحكم خاطب بانى عمان الحديثه مواطنيه قائلا" اننا نعاهدكم بأننا سنقوم بواجبنا تجاه شعب وطننا العزيز. كما أننا نأمل، أن يقوم كل فرد منكم بواجبه لمساعدتنا على بناء المستقبل المزدهر السعيد المنشود لهذا الوطن إن الحكومة والشعب كالجسد الواحد، إذا لم يقم عضو منه بواجبه ، اختلت بقية الاجزاء فى ذلك الجسد. اننا نأمل أن نكون عند حسن ظنكم، كما نأمل كذلك، فى نفس الوقت ان تكونوا عند حسن ظننا". في هذا الصدد حققت التنميه فى السلطنة تطورا كبيرا يواكب مسيرة النهضة المباركة. ولكي تكون توجهات العمل صحيحة والبناء متكاملا كان لابد من تضحيات قدمها الجميع لاجل هذا الوطن العزيز. استطاعت السلطنة بذلك أن تحقق إنجازات مهمة فى مختلف مرافق التنميه الاقتصاديه والسياسيه والاجتماعيه هذا بالاظافة للتطور فى دولة القانون والموسسات والتى تشكل فى حد ذاتها احدى الدعامات الرئيسية فى بناء التنميه والتحديث.فى ظل الانجازات التى تطرقنا اليها اعلاه والتى غطت كل مناطق السلطنة والتى تصافح كل العيون وتحاور كل العقول وتتحدث بلغة يفهمها ويسمعها العالم أجمع فإنه من الأهمية الاشارة الى أن جلالة السلطان قابوس حفظه الله هو أول قائد عماني ينعقد له لواء الاجماع الوطني على امتداد الأرض العمانية. وهو إجماع ينعقد بالرضا والحب فهو إجماع يستوعب كل العقول والقلوب فجلالة السلطان حفظه الله قام بدور حاسم وشديد الاهمية فى تحقيق الوحدة الوطنية العمانية بكل ما تعنيه من تظافر وتماسك وتكامل ووئام بين أبناء شعبه وذلك من جوانب عظمة شخصية جلالته المؤمنة بوطنها. وقد استطاع جلالته حفظه الله أن يرسخ مفهوم الوطن ومعنى المواطنة وهو ما شكل فى الواقع نقطة تحول شديدة الاهمية فى حياة المجتمع العماني وعلى سبيل المثال لا الحصرتضمن الباب الثالث من النظام الاساسى للدولة المواد من 15 حتى40 المواطنون جميعهم سواسية أمام القانون وهم متساوون فى الحقوق والواجبات العامة ولا تميز بينهم بسبب الجنس أو الأصل أو اللون او اللغه او الدين او المذهب او الموطن او المركز الاجتماعى. المواطن العمانى يشعر بمواطنيته وبانتمائه وبتميزه فى وطنه بأنه موضع اهتمام ورعاية من كل أجهزة الدولة.
وأخيرا إن ما يميز القيادة العمانية فى عالم تحيط به المشاكل السياسية ان جلالة السلطان قابوس حدد أسس سياسة عمان الخارجية وعلاقتها مع دول العالم الشقيقة أو الصديقة وفق مبادئ محددة وثابتة ومستقرة جعلت من السياسة الخارجية وعلاقات عمان مع الدول الأخرى عنصرا يعزز حركة التنمية الوطنية ويزيد فرص عمان فى الحركة الدوليه إقليميا ودوليا. فى نهاية مقالى هذا يجب علينا جميعا مسؤولين ومواطنيين ان نكون مخلصين اوفياء لهذا الوطن العزيز وقائده مولانا صاحب الجلاله السلطان قابوس بن سعيد حفظه الله تعالى وانعم عليه بالصحه والعافيه والعمر المديد.

باحث ومستشار تنموى