شظايا.. مغشوشة

محمد بن سيف الرحبي
alrahby@gmail.com
www.facebook.com/msrahby

الغش لا يعرف صغيرا أو كبيرا.. أو بالأحرى لا يتقنه الكبير ويجهله الصغير.

عندما تشتري «كرتون طماطم» أو «سحارة برتقال» وتجد حبات سليمة في الأعلى وفاسدة في الأسفل فذلك يعني أن.. الفاسدين يغشّون.. كل بحسب إمكانياته.. وما تطاله يده!

**

أتمنى إلغاء هيئة حماية المستهلك..

كانت أمورنا قبلها تمام التمام، نأكل اللحم الفاسد والسمك الفاسد والأرز الفاسد والحلويات الفاسدة.. وكل شيء فاسد يقدم إلينا نستطيع هضمه، حتى فساد النفوس دون التعويل على جهاز الرقابة الإدارية والمالية للدولة!
أخشى أن معدتنا أصبحت فاسدة مع تقادم تعاطيها مع ذلك الفساد، ولم نعد نميز بين المعدة الجيدة.. والمعدة المغشوشة!

**

كل تلك الأطنان المصادرة أسبوعيا، من كل مكان في عُمان يعكس شيئا مهما، مهما جدا..

لا أقول، وتلافيا للمحاذير الرقابية، تراجع هيبة الدولة أمــام كل من يريد غشّنا وسرقتنـــا وتسميمنا، لكن، أستطيع القـــول - وهذا أسلم - إن الدولة أصبحت في موقع قــــوي لتقول إن هناك غشاً وفسـاداً وسرقة يمارسها حتى كبار التجار، ويا أيها الناس: لماذا تطالبون بالتشهير رسميا.. أنتم، وفي زمن مواقع التواصل الاجتماعي، تعرفون البئر وغطاه!

**

انتشار مقالي الأخير، بصورة لم أتخيلها، وضعني أمام موقف صعب:

قال أحدهم إنك أطلقت حكما والقضية لم تنظر قضائيا بعد، قلت له إنني تحدثت عن الغش بشكل عمومي، وإن لم يكن «غاشّا» فذلك يعني أني.. لا أعني أحدا محددا. وقال آخر: لو كتبت «نم فالمخاوف كلهن أمان» لكان العنوان أفضل، أجبته: لا نريد لمن يعيث في صحتنا فسادا أن يعرف.. لحظة أمان، ما دام أننا نستطيع أن نفعل عكس ذلك.

**

النقطة الأخطر في مثل هذه القضايا ربط الفساد بجنسية أو ديانة أو مذهب.. أو بأي مربع يمكن فيه وضع فئة معينة..

عُمان بلد الجميع، وطن التسامح، وفساد الغريب خطير، لكن فساد ابن الوطن.. أشد خطرا!

**

قال الرسول الكريم: «من غشّنا فليس منّا».. يصدق القول على الغريب والقريب.. لكن «المال السايب يعلم السرقة» والغش سرقة للمال تعويضها ممكن، وسرقة أعظم للصحة، وهذا خطر عظيم يستوجب عملا هائلا لوقف هذا التيار الهادر.

**

أعيد تكرار مطالبتي بإلغاء الهيئة ومن يقوم بالدور الرقابي الصحي في البلديات، بنشاط كهذا ستغلقون المطاعم والمقاهي وتفرغون المخازن من محتوياتها!!