أنباء عن وساطة روسية في اليمن علاج صالح.. هل يكون مخرج الطوارئ للأزمة؟

الحدث الاثنين ١٦/أكتوبر/٢٠١٧ ٠٣:٠١ ص
أنباء عن وساطة روسية في اليمن

علاج صالح.. هل يكون مخرج الطوارئ للأزمة؟

عدن - إبراهيم مجاهد

ما إنْ تداولت وسائل الإعلام اليمنية والخارجية الأنباء التي تحدّثت عن خضوع الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، لعملية جراحية، على يد فريق طبي روسي سمحت المملكة العربية السعودية دخوله اليمن لهذا الغرض، إلّا وبرزت على السطح معلومات تتحدّث عن دور وساطة روسية في ملف الأزمة اليمنية قد يسهم في أن تضع الحرب أوزارها خاصة بعد تعثر جهود المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد.

تدخل جراحي

وفي سياق متصل بهذه المعلومات يرى محللون سياسيون أن دخول روسيا على خط الأزمة اليمنية ومن نافذة إجراء عملية جراحية لصالح، بموافقة السعودية، قد يشبه أي دور روسي سياسي في اليمن حيث سيكون بمثابة تدخل جراحي اضطراري في الأزمة اليمنية، خاصة أن الحرب قد طالت مدتها وباتت دول التحالف العربي بقيادة السعودية بحاجة لإنهاء الحرب الدائرة في بلد عصفت به تداعيات الحرب الدائرة من أكثر من عامين ونصف.
ويرى المحللون أن دخول الفريق الطبي الروسي وإجراء عملية جراحية طبية لصالح -بحسب تأكيدات حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه الرجل منذ قرابة ثلاثة عقود- ما هو إلّا مقدمة لخطة روسية لإجلاء صالح ولو طبياً وإخراجه من اليمن من باب إنساني تماشياً مع القرار الأممي الذي يمنع سفر صالح إلّا لدواع إنسانية، لتتمكن بعد ذلك القوى المحلية والإقليمية والدولية من ترتيب الوضع في اليمن وإنهاء الحرب فيه، معتبرين خروج صالح بهذه الطريقة يحفظ ماء الوجه له ولحزبه المتحالف مع جماعة أنصار الله من جهة، ويقطع الطريق أمام أي قرار منع من قِبل الجماعة -الحليف الحالي لصالح- التي ترفض خروجه من اليمن من جهة ثانية.

رفض خروج صالح

جماعة أنصار الله ترى في خروج صالح من اليمن سيقلب الطاولة عليها وسيفجّر الوضع في صنعاء سيما أن حالة احتقان شعبي تشهدها العاصمة صنعاء منذ أشهر ليست بقليلة نتيجة تدهور الأوضاع في المحافظات التي ما زالت تخضع لسيطرة الجماعة ومنها العاصمة صنعاء، وتوقف رواتب الموظفين منذ سنة كاملة وتفشي المشاكل في مؤسسات الدولة التي تديرها الجماعة وارتفاع الأسعار بشكل جنوني في تلك المناطق.
كما يرى المحللون السياسيون أن خروج صالح من اليمن بوساطة روسية في هذا التوقيت وبهذه الطريقة، يعدّ بمثابة مخرج طوارئ للجميع رغم أنه هذا المخرج قد تتضرر منه بعض الأطراف المحلية والخارجية أيضاً.. لكن سيكون هذا الضرر أخف من أضرار استمرار الحرب إلى ما لا نهاية، بحسب المحللين السياسيين.
وكان مكتب الرئيس اليمني السابق قد قال يوم الجمعة إن صالح أجرى عملية جراحية «ناجحة»، في العاصمة صنعاء بوجود فريق طبي روسي، فيما نقل تلفزيون العربية أنَّ السعودية أنقذت حياته للمرة الثانية.
وأكّد مصدر مسؤول في مكتب علي عبدالله صالح، لم تُحدد هويته، أنَّ حالته الصحية «مســتقرة»، ناقلاً «شكره وتقديره للبعثة الطبية الروسية، وكل من قدّم لها التسهيلات، وللكادر الطبي والفني اليمني، الذي شارك مع البعثة الطبية الروسية في إجراء الفحوصات والعملية الجراحية.

تحذيرات من تزايد تفشي الكوليرا

إنسانياً حذّرت منظمة رعاية الأطفال أن حالات الكوليرا في اليمن ستتجاوز المليون حالة بحلول نهاية العام كما تشير المعدلات الحالية، بينهم 600 ألف طفل. وقالت إنه أكبر تفشٍ للوباء في التاريخ الحديث. وقالت المنظمة في تقرير لها: «تفشى وباء الكوليرا أكثر من أي وقت مضى منذ بداية السجلات الحالية -ويعتبر التفشي الأكبر في التاريخ الحديث».
وتابع التقرير: «تشير السجلات إلى أن هناك حوالي 4.000 حالة اشتباه تُسجل كل يوم -حيث يشكّل الأطفال دون سن الثامنة عشرة أكثر من نصف الحالات، والأطفال دون سن الخامسة 25% منها». وقد أبلغت منظمة الصحة العالمية عن 815.314 حالة اشتباه و2.156 حالة وفاة في اليمن منذ 27 أبريل من العام الجاري، ويعني ذلك أن تفشي هذا الوباء قد تعدى اليوم 815.000 حالة ويتجاوز عدد الحالات في اليمن -في أقل من ستة أشهر- الرقم الذي وصلت إليه هايتي في سبع سنوات. وتقدّر منظمة رعاية الأطفال -وفقاً للمعدلات الحالية- أن إجمالي عدد الحالات قد يتعدى المليون حالة بحلول شهر ديسمبر.
وقال المدير القطري لمنظمة رعاية الأطفال في اليمن، تامر كيرولوس، إنَّ وباء الكوليرا موجود في اليمن منذ فترة، «بيد أننا لم نرَ تفشياً بهذا الحجم والسرعة، وهو ما يحدث عندما تكون البلاد منهكة من الصراع في ظل تهالك النظام الصحي، حيــث يتضــور الأطــفال جوعاً، ولا يستطيع المواطنون تلقي الرعاية الصحية التي يحتاجونها».