أعضاء بمجلس الدولة: «يوم المرأة» فرصة لتقييم الإنجازات ورصد التطلعات

بلادنا الثلاثاء ١٧/أكتوبر/٢٠١٧ ٠٤:٢٩ ص
أعضاء بمجلس الدولة: «يوم المرأة» فرصة لتقييم الإنجازات ورصد التطلعات

مسقط –
أبرزَ عدد من المكرّمين أعضاء مجلس الدولة الدلالات المهمة ليوم المرأة العُمانية باعتباره مناسبة وطنية تجسّد الاهتمام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- بالمرأة العُمانية، حيث أولى جلالته ومنذ بواكير عهد النهضة المباركة اهتماماً كبيراً لتعليمها وتدريبها وتوظيفها لتشارك في جميع مجالات التنمية، وتساهم في مسيرة بناء الوطن بكفاءة واقتدار.

وأشاروا إلى أنه واكب ذلك تعزيز مكانة المرأة في المجتمع، وتسجيل الريادة في العديد من المجالات على المستوى الإقليمي، واعتبروا أن تخصيص 17 أكتوبر من كل عام يوماً للمرأة العُمانية، مناسبة لتقييم الإنجازات والتخطيط لتحقيق التطلعات بهدف المزيد من التمكين للمرأة في المجالات كافة.

المزيد من التمكين

وقالت عضوة مجلس الدولة المكرّمة ندى بنت حسن الجمالية حول تعزيز جهود جمعيات المرأة العُمانية في سبيل المزيد من التمكين للمرأة العُمانية: لقد حظيت جمعيات المرأة العُمانية باهتمام كبير من قِبل الجهات الحكومية باعتبارها إحدى المؤسسات التي تنطلق منها النساء لخدمة المجتمع، إلا أننا نلاحظ أنها تواجه العديد من التحديات المالية والتشريعية والإدارية والمجتمعية والتي تؤثر على عملها، مؤكدة أنه يمكن لهذه الجمعيات أن تلعب دوراً أكبر في سبيل تمكين المرأة العُمانية من خلال: تفعيل ثقافة العمل التكاملي بين الجمعيات الأهلية للحد من تكرار وازدواجية الأنشطة، وتيسير الإجراءات القانونية التي تقف عقبة أمام تنفيذ الجمعيات الأهلية لأنشطتها عن طريق تعديل بعض مواد قانون الجمعيات الأهلية (14/‏‏‏‏‏‏2000)، والبعد عن البرامج النمطية والتركيز على البرامج التي لها صفة الاستدامة، وتعزيز الشراكة مع شركات القطاع الخاص لتنفيذ المزيد من البرامج الهادفة والمستدامة، ورفع المستوى المادي للجمعيات عن طريق إقامة حلقات عمل تدريبية تهدف إلى تنمية قدرات العضوات المنتسبات لها وتنفيذ أنشطة توفر لها دخلاً يمكّنها من تنفيذ برامج فعّالة لخدمة المرأة والمجتمع.

طموح وإمكانيات

وقالت عضوة مجلس الدولة المكرّمة المهندسة رحمة بنت حمد المشرفية: إن المرأة العُمانية تملك من الطموح والإمكانيات ما يمكّنها من المساهمة في التنمية الشاملة بشكل فاعل. وقد استطاعت الاستفادة من الفرص التي أُتيحت لها في خطط التنمية الخمسية فبادرت بأخذ أدوار الريادة في مجالات عدة سواء الاجتماعية والسياسية والثقافية والاقتصادية. وما زالت تساهم مع الرجل في شتى الميادين وعلى مستوى القطاعين العام والخاص.
وأضافت: نجحت المرأة -في ظل الدعم الحكومي والقطاعات الأخرى- أن تثبت جدارتها وقدرتها على المنافسة في مجال ريادة الأعمال والمساهمة في العملية الإنتاجية، وهناك نماذج ناجحة ومتميّزة بكل المقاييس لرائدات أعمال في قطاعات عديدة مثل التعليم والحرف التقليدية والصناعات الخفيفة والخدمات الهندسية والصحة. وخلصت المشرفية إلى أن نمو ريادة الأعمال لدى المرأة مرتبط ارتباطاً وثيقاً بمدى اهتمام المرأة العُمانية بهذا المجال، كما أن فتح مجالات الاستثمار المختلفة وتوفير الفرص لا يكفي لزيادة مساهمتها في منظومة الاقتصاد العُماني، بل يتطلب الأمر نشر الوعي المجتمعي بريادة الأعمال وتنمية روح المبادرة والمجازفة وزرع الثقة عند المرأة.

نجاح باهر

وقال عضو مجلس الدولة المكرّم د.حسن بن علي المدحاني: استطاعت المرأة العُمانية خلال مسيرتها في الأعوام العشر الفائتة أن تحقق مستويات عالية ومتقدمة في التأهيل الأكاديمي والعملي والمهاري لتشارك الرجل في مختلف المجالات العلمية والعملية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والدبلوماسية وغيرها مساهمةً بذلك في تحقيق متطلبات التنمية البشرية في السلطنة، ولقد أثبتت جدارتها في مختلف المجالات ليس على مستوى السلطنة فحسب بل على مستوى العالم.
واستطرد قائلاً: يعوّل على المرأة العُمانية الكثير لتقديم المزيد من الإبداعات كونها شريكاً استراتيجياً للرجل في عملية البناء والتطوير والتنمية الوطنية في مختلف المجالات، وهي قادرة على ذلك بإذن الله لما تتميّز به من إرادة وعلم وإخلاص لهذا الوطن الغالي.

تقدير مستحق

وقال عضو مجلس الدولة المكرّم د.أحمد بن سليمان بن صالح الميمني: إن احتفاء السلطنة بيوم المرأة العُمانية ليس إجلالاً وتكريماً لدورها المحوري في المجتمع فحسب، بل أيضاً تقديراً لإنجازاتها وإسهاماتها في بناء وتنمية الوطن في ظل ما يوليه حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم -حفظه الله ورعاه- من رعاية لها.
وأضاف الميمني: إنه كلما ارتفع مستوى تأهيلها انعكس ذلك إيجاباً على مجمل حركة المجتمع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والحضارية، خاصة أنها تمثل نصف المجتمع حيث يشير تقرير المركز الوطني للإحصاء والمعلومات لعام 2016 أن نسبة الذكور إلى الإناث بالنسبة للسكان العُمانيين تتناصف (تقريباً).
ولفت إلى أنه مقابل هذه النجاحات في مستوى تأهيل المرأة العُمانية فإنه لا بد من الإشارة إلى بعض المجالات التي يمكن للمرأة أن تعزز وجودها فيها، فعلى صعيد البرلمان، مُنحت المرأة حق الترشح والتصويت في انتخابات مجلس الشورى لأهمية مشاركتها في اتخاذ القرار البرلماني، ورغم أنها تشكّل 17% في عضوية مجلس الدولة، إلا أن نسبة عضوية المرأة في مجلس الشورى ضعيفة (1%) فعليها أن تعمل جاهدة على إقناع المجتمع بقدرتها على القيام بأعباء هذه المهمة الوطنية ورفع نسبة عضويتها بمجلس الشورى ومجلس عُمان إلى أعلى نسبة.

التوفيق بين العمل والأسرة

وقالت العضوة السابقة بمجلس الدولة رحيمة بنت علي القاسمية حول نظرة البعض إلى أن نجاحات المرأة في ميادين العمل والوظيفة تعدّ خصماً من رصيد دورها كأم مربية: لقد استطاعت المرأة العُمانية ومنذ بداية دخولها ميادين العمل سواء في القطاع الحكومي أو الخاص، أن توفق بين دورها كأم وكموظفة، واستطاعت أن تثبت جدارتها في العمل.