بالفيديو: الصلتي الكفيف يجابه الصعاب ويتوّج بالنجاح

شوف الأربعاء ١٥/نوفمبر/٢٠١٧ ٢٠:٢٧ م
بالفيديو: الصلتي الكفيف يجابه الصعاب ويتوّج بالنجاح

مسقط - موزة بنت سليمان الخاطرية
تحتضن جامعة السلطان قابوس في رحابها العديد من الطلاب من مختلف الجنسيات والثقافات، وتضم أيضا ذوي الإعاقة، وعلى مقاعدها الدراسية متمتعين بكامل حقوقهم في الدراسة الجامعية بهدف الحصول على الشهادة العليا في سبيل الانخراط بكل ثقة وإنتاجية في سوق العمل.
"الشبيبة" التقت بالطالب خميس بن سالم الصلتي، وهو أحد الطلاب المكفوفين، والذي جابه الصعاب للوصول إلى مبتغاه من الإنجاز بطموح وهمة عالية، حيث تخرج الصلتي من كلية الآداب والعلوم الاجتماعية بتخصص التاريخ.

لحظة التخرج
الصلتي أكد في حديثه أن لحظة تخرجه من الجامعة فرحة لا يضاهي جمالها أي شيء آخر، ويستذكر بكل فخر وثقة الإنجازات التي رسمها على جدران الجامعة، والتي سطرت اسمه فيها، حيث حصل على المركز الثاني في بطولة كرة الهدف على مستوى الخليج في العام 2014، وكان أحد مؤسسي مشروع "عشاء تحت الظلام" والذي تم تطبيقه لأول مرة في السلطنة.
كما حصل الصلتي على المركز الثالث في كأس العمادة للعمل التطوعي، بالإضافة إلى حصول مجموعة "إبداع البصيرة" بقيادته على جائزة أفضل مجموعة طلابية في جامعة السلطان قابوس، كذلك كان ضمن الفريق الذي مثّل جامعة السلطان قابوس في مؤتمر قادرون بدولة الامارات العربية المتحدة.

التحديات
وبالحديث عن أبرز التحديات التي واجهته خلال وجوده على مقاعد الدراسة، أوضح الصلتي أن هناك اختلافا كبيرا بين الكفيف والمبصر في البيئة الجامعية، مشيرا إلى أن البيئة المكانية والدراسية كانت في السابق غير مهيئة بشكل كامل، الأمر الذي أوجد صعوبة في الحصول على الكتب والمذكرات والتي تحتوي على المادة العلمية، إلى أن جاء برنامج "بيدي أقرأ" والذي يختص بتحويل المادة العلمية من أوراق إلى مادة رقمية.

التعامل مع الكفيف
ويروي الصلتي أن ثقافة التعامل مع الكفيف لم تكن متداولة بشكل مناسب بالقدر الكافي بين الكادر التدريسي والطلاب الكفيفين، إلا أن الدورات ومجموعة "إبداع البصيرة" كان لها الدور الأكبر في تغيير العديد من المفاهيم وتعمقت ثقافة التعامل الصحيح مع ذوي الإعاقة لتكوين بيئة خصبة مثمرة.
يقول الصلتي إنه في السابق لم يتوفر للكفيف أيّ ما يساعده، إلا أن الوضع الآن تغير وأصبح هناك جهاز خاص لكل كفيف.
ويضيف بأنه سخّر وقته في خدمة الطلبة الكفيفين منذ دخوله الجامعة، من خلال الدورات المختلفة التي حرص على إقامتها والأنشطة الطلابية والملتقيات التي تناقش قضايا المكفوفين مثل "قضية التخصصات المحدودة، تهيئة البيئة المكانية وإمكانية وصول ذوي الاعلاقة للمباني المختلفة".
ويطمح لإنشاء مركز تدريب وتمكين ذوي الاعاقة في سوق العمل بعد إنهائه المرحلة الجامعية وإعداده.

رسالة إلى الشباب الجامعي
وأخيراً يوجه الصلتي نصيحته للطلاب قائلاً: "لم أجد كالجامعة أخصب بيئة تخدم الطالب، وتكون له الكنف المناسب لاحتضان مهاراته واختزال طاقاته، فاستغلوها تمام الاستغلال، إضافة إلى جهودكم في الجانب الأكاديمي الذي يعزز مستواكم التعليمي، لا تدّخروا جهداً في وضع بصمة لكم في النشاط الطلابي، وعن تجربة شخصية إن هذا المجال يصنع لكم شخصية متزنة، ويعزز لكم مهاراتكم، كالاتصال والتواصل والثقة والقيادة وغيرها وأقدم في الختام شكري لكل من ساند خميس ووقف معه طوال هذه الفترة الى أن وصلت لعتبة التخرج واستلمت شهادتي بنجاح".