نصف الدوري للسويق

مقالات رأي و تحليلات الأحد ٠٣/ديسمبر/٢٠١٧ ٠٤:٣٢ ص
نصف الدوري للسويق

خميس البلوشي

أحرز نادي السويق اللقب الشرفي للقسم الأول من دوري عمانتل؛ وذلك باعتلائه صدارة الترتيب بأربع وثلاثين نقطة وبفارق ست نقاط عن ملاحقه المباشر نادي الشباب، في حين جاء نادي النصر في المركز الثالث. صدارة مستحقة للفريق الأصفر أو شعاع الشمس كما يحلو لمحبيه تسميته، فهو الفريق الذي خسر خمس نقاط فقط من ثلاث عشرة مباراة حين خسر أمام النهضة وتعادَل أمام العروبة، وبخلاف ذلك فالفريق حصد كل النقاط المتبقية، وكانت له الأفضلية طوال المشوار، وقدم نفسه كفريق قوي منافس لا يخشى أحداً معتمداً على كتيبة النجوم داخل الملعب وفي الدكة بقيادة الخبير بيلاتشي، ومدعوماً بعمل إداري كبير ومنظم، وكذلك بحضور جماهيري مميز كان الداعم الأكبر للفريق في كل مباراة. منذ الجولات الأولى لدورينا اتضحت نية السويق في هذا الموسم، وكشف عن وجهه الحقيقي مبكراً، ولم يترك المجال لأية تكهنات فقطع المشوار واثق الخطى فاستحق الصدارة واستحق اعتلاء جدول الترتيب بعد أن سجل ستة وعشرين هدفاً في مرمى منافسيه، أي بواقع هدفين في كل جولة، في حين استقبلت شباكه اثني عشر هدفاً أي بواقع أقل من هدف في كل جولة، وكانت للسويق المنظومة المتكاملة داخل الملعب فلم نشاهد نجماً واحداً بل شاهدنا فريقاً يصنع عملاً فنياً متكاملاً ويُدخِل الثقة في قلوب متابعيه خارج الملعب. الحقيقة الأكيدة أن نادي السويق جهّز نفسه لهذا الموسم بشكل أفضل ومدروس وعينه على اللقب بعد أن أنهى الموسم الفائت في المركز السادس، وفي الوقت ذاته عينه على اللقب الأكبر في الكأس الغالية وهو الفريق المتوّج بها في الموسم الفائت، وأعتقد شخصياً أن السويق عمل التوازن الفني المطلوب بين اللاعبين والمدرب بحيث تعاقد -وحسب حاجته- مع عناصر كثيرة تحمل صفة النجومية ولها موقعها في المنتخبات الوطنية، وفي الوقت ذاته جاء بمدرب يفوق هؤلاء اللاعبين نجومية وخبرة وألقاباً وله تجارب أقوى مع نجوم الكرة الخليجية، وكذلك الأندية؛ وبالتالي لم يتفوق طرف على آخر وإن كان هناك من تفوُّق فهو يحسب للمدرب لأنه هو المسؤول عن أدواته وبالتالي هو الذي استطاع أن يتعامل مع لاعبيه على مستوى واحد، وجعل البقاء للأفضل المتفاني وليس للأسماء أو أية اعتبارات أخرى؛ ولذلك سارت سفينة شعاع الشمس بكل سلاسة وبدون ضجيج. لا يختلف اثنان اليوم على قوة وأداء فريق السويق كمنظومة متكاملة، ولا يختلف اثنان على أن السويق هو الأفضل وهو المرشح الأول لدرع الدوري ولديه من الإمكانيات ما تجعله يحقق كل أهدافه، غير أنه وفي المقابل وجب التأكيد على أن المطاردين يتحسبون لأية عثرة وفارق النقاط الست ليس بالفارق الكبير، وهناك نصف ثانٍ للدوري سيكون أكثر صعوبة على جميع الأندية سواء تلك الباحثة عن منصات التتويج أو تلك الباحثة عن الأماكن الآمنة بعيداً عن الهبوط الثلاثي المنتظر. واليوم، بعد أن أنهى المهمة بنجاح على جماهير شعاع الشمس أن تفتخر بفريقها وتواصل دعمها ومساندتها لهذا الكيان، ويحق لها أن تواصل فرحتها وطربها، ويحق لها كذلك أن ترفع سقف طموحها المبني على الثقة الكبيرة بالفريق وعطائه داخل الملعب.