الاحتفال بـ 5 سنوات على «التغرود والعازي»

مزاج الأربعاء ٠٦/ديسمبر/٢٠١٧ ٠٣:٤٩ ص
الاحتفال بـ 5 سنوات على «التغرود والعازي»

مسقط - العمانية

احتفلت السلطنة ممثلة بوزارة التراث والثقافة يوم أمس بمرور خمسة أعوام على تسجيل فني «العازي والتغرود» في القائمة التمثيلية للتراث غير المادي للإنسانية الذي تم في مقر اليونسكو بباريس في 5 و6 ديسمبر من العام 2012م.

وأعربت الوزارة في بيان لها بهذه المناسبة عن شكرها الجزيل وتقديرها لجميع الممارسين لفني «العازي والتغرود» من فرق الفنون الشعبية وأفراد وباحثين ومهتمين، لمساهمتهم في الحفاظ على هذه الفنون، كما تثمن كل الجهود التي قامت بها مختلف الجهات في السلطنة والتي كان لها الأثر في الترويج لفني «العازي والتغرود» والتعريف بهما محلياً ودولياً.
ويعتبر تسجيل أي مفردة من مفردات التراث الثقافي غير المادي إنجازاً على المستوى الدولي والعالمي ليس للسلطنة فحسب بل للممارسين والمشاركين في الإعداد وللمفردة في حد ذاتها فهي تؤكد للعالم أنّها مفردة تحمل عادات وتقاليد وقيماً وتساهم في الإثراء الثقافي والمجتمعي وتحمل مدلولات وملامح الهوية الثقافية العمانية، وتعكس إدراج هذه العناصر البعد العالمي للإرث العُماني كونه تراثاُ إنسانياُ يمثل الإبداع البشري على مستوى العالم.. كما أنّه يمثل نجاحاً للجهود العُمانية في الحفاظ على هذا الإرث وتسجيله في القائمة العالمية للتراث غير المادي للإنسانية، وبجانب ذلك يعبّر هذا الإدراج عن دور الممارسين والمهتمين وجميع أفراد المجتمع بالتمسك بتراثهم وهويتهم الوطنية.
وقد صادقت السلطنة بموجب المرسوم السلطاني رقم (56/‏ 2005 م) الصادر بتاريخ 15 جمادى الأول 1426هـ الموافق 22 يونيو 2005م على الاتفاقية الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي، ودأبت السلطنة ممثلة في وزارة التراث والثقافة على الحضور والمشاركة في اجتماعات الاتفاقية وفي حلقات العمل والبرامج المتعلقة بها ودراسة كل ما يتعلق ببنود الاتفاقية من أجل وضعها موضع التنفيذ، وتمكنت السلطنة من أن تكون عضواً في اللجنة الحكومية للاتفاقية خلال الفترة من 2008 إلى العام 2012م.
ويعد فن «العازي» من الفنون العُمانية التي تتمتع بشعبية كبيرة وممارسة واسعة بين أوساط المجتمع العُماني ويعتبر أحد الأنماط الموسيقية التي تستخدم للفخر والمدح والعزوة بالوطن والمجتمع والأهل وذوي القربى، وهو أيضاً فن من فنون الشعر التقليدية التي ينتشر أداؤها في معظم ولايات السلطنة.
ويتطلب أداء فن «العازي» إتقاناً ومعرفة بأصوله وحركاته مع الصوت القوي والجميل ليسمعه الحضور ويلفت انتباههم، وعادة ما يكون أداء فن «العازي» الحضور في شكل حلقة كبيرة تكون مغلقة وتكون وجوههم للداخل بينما يكون «العازي» في داخل الدائرة يلف حول ساحتها أمام الحضور ماسكاً بيمينه السيف وبيساره الترس متقدماً مجموعة من المشاركين الذين يحملون السيوف والبنادق والطبول للترديد وراءه ويتحركون بنفس حركته، كما يمكن أداء «العازي» بالمشي بشكل مستطيل والحضور واقفين على اليمين واليسار ومجموعة المشاركين تمشي خلفه.
ويعدّ فن «التغرود» من الموروثات العُمانية التقليدية الأصيلة الذي تشتهر به العديد من محافظات السلطنة مستمداً من بيئة البدو وثقافتهم يريح الراحلون على إبلهم أو خيلهم كما يريح الإبل والخيل ويستأنس أيضاً به «السمار» في ليلهم، وكل بيت من شعر فن «التغرود» يتم رفع الصوت به بشكل لحني يحمل معنى مستقلاً عن البيت الذي يليه في توافق إبداعي وصوتي يؤديه الشاعر بصوت مرتفع ويمنحه حسب الظرف والحالة مداً وتطويلاً لبعض كلماته وقوافيه.
ويقال شعر «التغرود» في مختلف أغراض الشعر المعروفة كالغزل والحماسة والمعاتبة والمشاكاة والوصف والمدح بالإضافة إلى وصف الهجن والخيل وما يتصل بها والهجاء والرثاء، وما يتصل بالقضايا الإنسانية.
وقد نجحت السلطنة في تسجيل تلك العناصر بجانب خمسة عناصر أخرى هي «البرعة، والعيالة، والرزفة الحماسية والفضاءات الثقافية للمجالس، والقهوة العربية» بعد أن اجتازت معايير الإدراج في القائمة التمثيلية.