هموم المرأة العربية في "نساء شرق" لرائدة زقوت

مزاج الاثنين ٢٢/يناير/٢٠١٨ ١٤:٤٨ م
هموم المرأة العربية في "نساء شرق" لرائدة زقوت

عمّان - العمانية
عن "الأهلية للنشر والتوزيع" بعمّان، صدرت الرواية الأولى للكاتبة الأردنية رائدة زقوت تحت عنوان "نساء شرق".
تصوغ زقوت في عملها هذا، حكايات لنساء من شرائح مختلفة، بأسلوبية غير مباشرة ولغة وصفية جاذبة. فمن بلدة صغيرة خلقتها الكاتبة في قلب الصحراء، تبدأ "كفاح" إحدى بطلات الرواية، السرد في رتابةٍ توحي بنمط الحياة اليومية التي تعيشها، قبل أن تنطلق مع صديقاتها في رحلتهن الموسمية للعاصمة، حيث تبدأ الأحداث ويتوغل السرد باتجاهات متعددة.
تنقل الرواية معاناة مجموعة من النساء بجرأة كبيرة، ومن دون وصاية من الكاتبة.
وتتحرك البطلات في اتجاه سرد حياتهن الخاصة ما بين المعاناة النفسية والجسدية؛ فهناك العوانس، وهناك المطلقات تعسفًا وظلمًا، وهناك المرأة العاملة في القطاع النسائي، وهناك أيضًا العقلية الذكورية عند المرأة الشرقية، وكيف تؤثر في حياة أبنائها وبناتها، والعادات والتقاليد التي تسيطر على عقول الناس وتتغوّل في حياتهم على حساب الدين والقناعات الشخصية.
بطلاتُ الرواية من النساء العاديات، نساء المدن البعيدة عن العواصم، ونساء العواصم المهمّشات، وبهذا يتم تسليط الضوء على واقع حياة السواد الأعظم من النساء وخفايا حياتهن.
فالمرأة العادية التي نشاهدها في منازلنا وفي أماكن العمل، وفي الأسواق والمواصلات العامة، تخرج من عزلتها لتكتب حياتها وكيف تحياها. كما تكتب زقوت عن المرأة التي تسيّدت وأصبحت في موقع المسؤولية وكيف تدير حياة الأخريات.
والمرأة الشرقية -وإن تفاوتت من دولة عربية لأخرى بمكتسباتها أو بالضغوط الممارسة ضدها- ستجد نفسها بصورة أو بأخرى بطلة من بطلات الرواية.
تزخر الرواية بتشعبات قضايا المرأة العربية وإن أخذت الطابع المحلي في السرد، فمجرد نظرة واحدة من القارئ للمكان المختلق واختيار الاسم وملابسات السكان في تلك البلدة، سيجد نفسه يقرأ عن مكانٍ يعرفه، أو يعرف جزءًا منه عبر بلدته أو مدينته العربية.
يُذكر أن زقوت أصدرت سابقًا مجموعتين قصصيتين، هما "وشوشات قلم أحمر" (2011)، و"قهقهة واحدة تكفي" (2013).