«نعمل» من أجل الوطن

مقالات رأي و تحليلات الأربعاء ١٤/فبراير/٢٠١٨ ٠٣:٤٧ ص
«نعمل» من أجل الوطن

عيسى المسعودي

Ias1919@hotmail.com

تحرص الحكومة متمثلة في العديد من الجهات الحكومية والخاصة في الشراكة والعمل من أجل إيجاد الحلول، وتوفير فرص العمل للشاب العماني في مختلف القطاعات والمجالات وبلا شك أن جهود الحكومة في هذا الموضوع واضحة من خلال ارتفاع أعداد العمانيين في القطاعين الحكومي والخاص، وبما أن المرحلة المقبلة ستكون مرحلة القطاع الخاص والدور الأكبر لهذا القطاع فقد قامت الحكومة بالعديد من الخطوات والتنسيق مع مختلف الشركات والمؤسسات من خلال وزارة القوى العاملة لطرح خطط التعمين، وتوفير فرص العمل تنفيذاً لقرار مجلس الوزراء بتوفير 25 ألف وظيفة جديدة للباحثين عن عمل خلال الفترة المقبلة وتشير الإحصائيات الأولية إلى تحقيق نتائج إيجابية في هذا الموضوع من خلال تعيين أكثر من 9000 شاب وشابة في مختلف التخصصات والأعمال مما يجعلنا متفائلين بتوفير المزيد من الوظائف خلال الفترة المقبلة رغم التحديات المستمرة في هذا المجال فموضوع التوظيف من المواضيع المهمة والذي يحظى بأولوية من مختلف الجهات والمؤسسات سواء الحكومية أو الخاصة.

لقد أعلنت العديد من المؤسسات بالقطاع الخاص وبالتنسيق والتعاون مع وزارة القوى العاملة عن الفرص الوظيفية التي تطرحها خلال المرحلة المقبلة، وأيضا على مستوى القطاعات وهذا أمر مهم وإيجابي أن تبادر بعض المؤسسات في طرح الوظائف والتعاون بشكل إيجابي مع توجهات الحكومة، فالمرحلة المقبلة تحتاج من مؤسسات القطاع الخاص إعداد خطط واضحة في مجال التوظيف وتعزيز الشراكة مع وزارة القوى العاملة، وجعل هذا الموضوع من أولوياتها بحيث تكون الصورة واضحة عن الفرص الوظيفية التي يمكن توفيرها في مؤسسات القطاع الخاص، والتي تؤكد التقارير والإحصائيات والمؤشرات أننا بإمكاننا النجاح وتوفير العديد من الفرص الجديدة، وفي قطاعات مختلفة وقطاعات واعدة خاصة إذا وجدت الإرادة والتخطيط والتنفيذ السليم والتعاون والشراكة في هذا المجال، فقد تحدث العديد من المسؤولين في المؤسسات الحكومية المختلفة وفي العديد من المناسبات أن موضوع توظيف الشباب يحظى بأولوية ومتابعة من كافة المؤسسات، وفي مقدمتها مجلس الوزراء الموقر وهناك جهود تبذلها الحكومة بالتعاون مع مؤسسات القطاع الخاص لتحقيق نجاحات وتوفير المزيد من الفرص الوظيفية رغم التحديات الموجودة والتي أصبح الجميع يعلم بها، لكن هذا لن يتحقق إلا من خلال التعاون وإطلاق المبادرات من قبل مختلف المؤسسات لتوفير المزيد من الفرص الوظيفية ليس فقط لتنفيذ قرار مجلس الوزراء الأخير بتوفير 25 ألف وظيفية وإنما نحتاج إلى استراتيجية وخطط طويلة المدى تضمن استمرارية رفد السوق بوظائف جديدة تلبي احتياجات المرحلة المقبلة.

إن حديثنا المتكرر عن موضوع التوظيف يأتي من منطلق أهميته القصوى سواء في هذه المرحلة أو المرحلة المقبلة وبين فترة وأخرى تظهر هذه الأهمية حسب متطلبات وظروف كل مرحلة لذلك فإن من الأمور المهمة في موضوع توفير المزيد من الفرص الوظيفية هي استمرار توجهات الحكومة في دعم القطاع الخاص حتى يقوم بدوره كشريك لكافة مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية وفتح المجال له ليحقق نتائج إيجابية ونجاحات تنعكس إيجابياً على التنمية الاقتصادية ولعل من أهمها تقديم التسهيلات والحوافز التشجيعية وتوفير بيئة اقتصادية محفزة إضافة الى تعزيز توجهات الحكومة في تحقيق التنويع الاقتصادي المطلوب والإسراع في إنشاء مشاريع تنموية واقتصادية في مختلف المجالات والقطاعات وذلك بالشراكة مع القطاع الخاص وتعزيز القطاعات التي تتصدر المشهد الاقتصادي حالياً وهي على سبيل المثال الصناعات التحويلية والسياحة والقطاع اللوجــــــستي وقطاع الخدمات والمشاريع السمكية والزراعية وغيرها من القطاعات الواعدة التي يمكن أن تساهم في توفير المزيد من فرص العمل للشباب العماني فالدور الحكومي سيظل مطلبــــــاً خلال المرحلة المقبلة، وذلك لتحقيق المزيد من النجاحات والنتائج الإيجابية على كافة المستويات ومن بينـــــــها توفير فرص العمل وبلا شك أن دور القطاع الخـــــاص بكافة مؤسساته وفي مختلف القطاعات مطلب مهم لتعزيز الشراكة التي نتحدث عنها دائماً.
القطاع الخاص مطالب خلال هذه المرحلة أن يطلق مبادرات إيجابية من خلال مختلف المؤسسات الكبيرة والمتوسطة التي تمثل كافة القطاعات فالحكومة قامت بواجبها وأكثر طوال السنوات الفائتة في دعم هذا القطاع لتحقيق مكاسب وجاء الوقت اليوم ليشارك هذا القطاع، وبشكل أكبر في التنمية الاقتصادية وفي المشاركة في تذليل الصعوبات أو طرح الحلول التي توفر المزيد من فرص العمل لأخواننا من الباحثين عن عمل فالفرص موجودة، ولكن علينا المبادرة وتحمل المسؤولية فالحكومة بكل مؤسساتها لن تستطيع بمفردها الاستمرار فالشراكة مطلوبة ونتمنى أن تكون لغرفة التجارة ولكل المؤسسات المعنية فالقطاع الخاص مبادرات ووقفة حقيقية في موضوع توفير الفرص الوظيفية خلال المرحلة المقبلة لأن وللأسف الشديد من خلال متابعتي لحدى التقارير الإخبارية الأخيرة التي بثها التلفزيون نجد أن هناك عدد من الشركات والمؤسسات بالقطاع الخاص لم تبدأ حتى الآن ولم تبادر في طرح أي وظيفة للشباب العماني مما يجعلنا في حالة من الاستغراب وكأن هذه الشركات لا يعنيها الموضوع وتحاول الابتعاد والتهرب عن المسؤولية، ولذلك على الجميع التعاون والعمل مع وزارة القوى العاملة لتحقيق نجاحات تنعكس إيجابياً في توفير المزيد من الوظائف الجديدة كما نشكر في هذا المقام كل المؤسسات الرائدة، والتي نفتخر بجهودها في مجال التوظيف والتعمين والتي أعلنت عن توفير فرص وظيفية جديدة تؤكد أن هذه المؤسسات شريك حقيقي ويمكن الاعتماد عليها ونأمل أن نشاهد مؤسسات أخرى في مختلف القطاعات تبادر بطرح وظائف جديدة وفي نفس الوقت طرح خططها المستقبلية لاستيعاب المزيد من الشباب العُماني، وتوفير المزيد من الفرص الوظيفية والمشاركة الإيجابية في إنجاح خطط الحكومة في مجال التعمين.