ليس دفاعاً عن العُمانيين.. شهادات من حيدر آباد تكشف الحقائق

بلادنا الثلاثاء ١٣/مارس/٢٠١٨ ١٨:٥٨ م
ليس دفاعاً عن العُمانيين.. شهادات من حيدر آباد تكشف الحقائق

خاص - ش
"حاكمونا أو أطلقوا سراحنا".. صرخة مدوّية أطلقها ثمانية محتجزين عُمانيين في الهند عبر صحيفة "الشبيبة"، عبّرت عن طبيعة المعاناة التي يكابدونها من جهة، وعن مشروعية مطالباتهم وثقتهم في براءتهم من جهة ثانية.

الأمر ذاته أكّدته اللجنة العُمانية لحقوق الإنسان حينما طالبت السلطات الهندية للسير قدماً في إجراءات المحاكمة، معبّرة عن أملها في أن يُبرّأوا خاصة أنه لم يثبت حتى الآن ارتكابهم جريمة الزواج من قاصرات».

في نفس السياق أكّدت مداخلات بعض المحتجزين عن تعجّبهم مما يحدث لهم حين عبّروا عن دهشتهم إزاءه جملة وتفصيلا خاصة في ظل معاناتهم الإنسانية الممتدة.

ماذا يحدث في حيدر آباد؟
البحث عن طبيعة ما يحدث في المدينة الهندية وكيفية إبرام صفقات الزواج من قاصرات قد يكون مدخلا مهما في تحديد المتورطين الحقيقيين من جهة، وتحديد الضحايا من جهة أخرى.. فماذا يحدث؟

يسعى هذا التقرير للإجابة عن هذا التساؤل وكشف العالم السري لزواج القاصرات في الهند ..

- في نوفمبر الفائت نشرت البي بي سي تحقيقا اقتحمت خلاله هذا العالم السري في تلك المدينة الهندية، وكشف هذا التحقيق جملة من الحقائق ذات الصلة بالقضية:

أولا: هناك عائلات مسلمة فقيرة تزوِّج بناتها صغيرات السن إلى رجال من بينهم طاعنون في السن مقابل المال في ظاهرة تُعرف بـ"عرائس العطلات".

ثانيا: مراسلة بي بي سي، تيلوغو ديبثي باثيني في مدينة حيدر آباد في الهند التقت أحد المسؤولين الأمنيين في المدينة.. ماذا قال؟
ف. ساتياناريانا، نائب عن شرطة المنطقة الجنوبية في حيدر آباد قال صراحة للمراسلة: "هناك شبكة إجرامية معقدة تقف وراء هذه الزيجات، وتضم وسطاء يزوِّرون شهادات زواج في أجزاء أخرى من البلاد. وتمنح هذه الوثائق اعترافا قانونيا بزيجات الفتيات دون السن القانونية والتي تتم في غرف صغيرة في حيدر آباد".

- في أبريل 2013 نشر موقع إيلاف تحقيقا كشفت خلاله شابة هندية تُدعى ناوشين توباسوم، والتي تعدّ إحدى الضحايا عن تجربتها والتي توضح حقيقة ما يجري، وحقيقة المتورطين الحقيقيين، بإشارتها إلى أهلها وموقفهم من تجربة زواجها وتلاعبهم دون علم الزوج في تاريخ ميلادها، حين قالت نصا: "لم أكن أعرف ما كان يحدث، أرغموني على الموافقة، وغيّروا تاريخ ميلادي، ليصبح عمري 24 سنة، فهم يستغلون الفتيات، ولهذا السبب ذهبت إلى الشرطة، وكان عليّ أن أكون شجاعة لرفع شكوى ضد والديّ، وأنا لا أريد أن أعود إلى بيتي لأنني خائفة".

من الواضح من خلال ما سبق أن العُمانيين الثمانية -وإن كانوا قد أقدموا بالفعل على الزواج من هنديات صغيرات- ليسوا أكثر من مجرد ضحايا، ولم يكونوا على علم بأن الفتيات الهنديات قاصرات أو تزوير تاريخ ميلادهن قد تم بمعرفة ذويهن.

يذكر أن حالات الزواج من القاصرات تنتشر في عدة بلدان حول العالم، وتتصدر الهند المرتبة الأولى بأعلى عدد حالات زواج القاصرات، حيث تجاوز عددهن العشرة آلاف قاصر، حسب موقع سي ان ان.

أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" منذ عدة أيام قليلة فائتة بحسب وكالة أنباء الأناضول أن "الهند تشكّل أكثر من 20 % من سكان العالم المراهقين، وتمثل أكبر عدد من حالات زواج الأطفال في جنوب آسيا؛ نظرا لحجمها وعدد سكانها".