"جرينجو" فيلم يعكس علاقة الأمريكيين بالمكسيكيين

7 أيام الخميس ٢٢/مارس/٢٠١٨ ٢٢:٢٥ م
"جرينجو" فيلم يعكس علاقة الأمريكيين بالمكسيكيين

لوس أنجلوس- وكالات
تشهد هوليوود هذه الأيام نزعة متزايدة‫نحو التعددية والتنوع وهو ما ينعكس بوضوح في نوعية الأفلام التي‬ ‫تستقبلها دور العرض في الفترة الحالية التي من بينها "جرينجو" أو (Gringo)‬ ‫وهو المسمى الذي يطلقه المكسيكيون على الأمريكيين، ويرجع أصله للغزو‫الأمريكي لهذه البقاع أواخر القرن التاسع عشر، وحينما رأى السكان‬ ‫الأصليون الجيش الأمريكي يرتدي زيا أخضر زيتي صاحوا مطالبين القوات‬ ‫بالرحيل عن أراضيهم: Green go ، والتي تحولت مع الوقت إلى مرادف‬ ‫للأمريكي في الثقافة اللاتينية، وقد دشنها الكاتب المكسيكي الكبير في‬ ‫روايته بعنوان “الجرينجو الأخير” والتي تحولت للسينما ولعب بطولة الفيلم‬ ‫النجم الكلاسيكي جريجوري بيك.‬

‫‬ ‫‬‫ووفقا لوكالة الأنباء الألمانية "د ب ا" هذه المرة بطل الفيلم ليس أمريكيا بل بريطانيا من أصول أفريقية -نيجيريا‫على وجه التحديد- يخلط بينه وبين مواطن أمريكي مما يؤدي إلى وقوعه في‬ ‫العديد من المشاكل الخطيرة أثناء رحلته إلى المكسيك. يلعب بطولة الفيلم‬ ‫النجم الأسمر ديفيد أويلو المعروف بأدواره المتميزة في أفلام مثل “كبير‬ ‫الخدم” و”سلمى”، ويجسد هذه المرة شخصية “هارولد سوينكا”، وهو شخص ذو قدرات‬ ‫فريدة تمكنه من الخروج دائما من المشاكل، حيث يرسله رئيسه جويل ايدجرتن‬ ‫إلى المكسيك في إطار عملية تبادل محفوفة بالمخاطر.‬

‫‬ ‫‬‫ترافق سوينكا في الرحلة مسؤولة في الشركة، هي في الحقيقة عشيقة المدير،‬ ‫وتلعب دورها النجمة شارليز ثيرون، مما يزيد من تعقيد الموقف، مع تورط‬ ‫الشركة في صراعات كبار مهربي المخدرات، خاصة عندما تعرض شركة التأمين‬ ‫صفقة قيمتها خمسة ملايين دولار في حالة تعرض سوينكا لحادث أثناء سفره‬ ‫إلى المكسيك، ويتضمن عقد بوليصة التأمين شرط تواجد شقيق المدير، ويلعب‬ ‫دوره شارلتو كوبلي، قاتل مأجور لا يتردد في تلبية نداء شقيقه لتنفيذ‬ ‫المهمة والقضاء على سوينكا والحصول على قيمة بوليصة التأمين.‬ ‫‬ ‫‬ ‫ينتمي العمل إلى نوعية أفلام الإثارة والمغامرة المصحوبة بجرعة عالية من‬ ‫الكوميديا من خلال العديد من المواقف الطريفة التي لا تتوقف عن إصابة‬ ‫المشاهد بالدهشة، مع حضور متميز لأويلو منذ البداية وحتى نهاية الفيلم.‬

يعتبر الفيلم باكورة أعمال المخرج الاسترالي ناش ايدجرتن المتخصص في‬ ‫إخراج المشاهد الخطرة، وذلك بعد الخبرة الكبيرة التي اكتسبها في أعمال مثل‬ ‫ثلاثية “ماتريكس”، ثم “عودة سوبرمان” ، وأخيرا قرر الوقوف خلف الكاميرا‬ ‫لتقديم هذا العمل. ‬ ‫‬ ‫‬‫”على الرغم من أن الفيلم شيق، كنت أعمل على إثبات جدارتي كمخرج، من خلال‬ ‫تقديم الجانب الدرامي من العمل بصورة تحظى بمصداقية”، علق المخرج في‬ ‫مقابلة بمناسبة الحملة الترويجية للفيلم، مضيفا: “هناك الكثير من الأمور‬ ‫العبثية التي تحدث، ولكن احتمالية تقبل منطقيتها كبيرة، ومن الممكن أن‬ ‫تقع في عالم الواقع، حيث العنف نتيجة صراعات بين تجار المخدرات‬ ‫تعد انعكاسا للعالم الذي نعيشه”.‬ ‫‬‫‬ ‫

يقول إيدجرتن -وهو شقيق جويل-: إنه أعجب بالقصة للغاية، فقرر أن يقوم‬ ‫بإخراجها، على الرغم من السنوات الطويلة التي أمضاها في عالم السينما،‬ ‫مؤكدا أن مضمونها يحمل لمسة تذكره بالأعمال الكلاسيكية التي ترعرع على‬ ‫مشاهدتها. “راقني أن حبكة الفيلم غامضة، ومشوقة ولا يمكن التنبؤ‬ ‫بتفاصيلها، فأنا أعشق أن يفاجئني العمل، وأن يكون مشوقا، وكنت أتمنى دائما‬ ‫تقديم هذه النوعية من الأعمال التي استمتعت بها في فترة‬ ‫الثمانينيات”.‬ ‫‬ ‫‬‫يعتبر ايدجرتن نفسه محظوظا للحصول على فرصة العمل مع ثيرون، التي تؤدي‬ ‫في الفيلم شخصية امرأة شريرة انتهازية لا تتردد في استخدام مفاتنها في‬ ‫الحصول على أغراضها والوصول إلى أهدافها المشبوهة في أغلب الأحوال،‬ ‫والمتدنية الأخلاق على الأرجح.‬ ‫‬‫‬ ‫”شارليز وأنا نعرف بعضنا منذ سنوات، وكنا نتمنى تقديم عمل معا منذ فترة‬ ‫طويلة، ولكن لم تتح لنا الفرصة قبل الآن”، يوضح ايدجرتن، مضيفا: إنها‬ ‫لطالما دعمته، فضلا عن أن دورها كمنتجة ساعد على العثور بسهولة على‬ ‫باقي الممثلين، وهذا كان حاسما في إنجاز الفيلم على هذا النحو.‬ ‫‬ ‫‬‫قيام شارليز ثيرون بمهمة مزدوجة في الفيلم: ممثلة ومنتجة ساعدها على‬ ‫التعمق في اكتشاف أبعاد شخصيتها في العمل وتقديمها بصورة أفضل مع‬ ‫ايدجرتن.‬

و‫‬‫يقول أيضا: “كنا نناقش زوايا وأبعاد الشخصية التي تقدمها بهدف العثور على‬ ‫تفاصيل تزيدها ثراء، وفي النهاية تماهت تماما مع الشخصية وتمكنت من‬ ‫السيطرة على جميع تفاصيلها، واقتصر دوري كمخرج على توجيهها فقط. فلطالما‬ ‫اعتبرت أنه كلما كان أعضاء فريق العمل متعاونين بصورة أكبر كلما كانت‬ ‫المحصلة النهائية أفضل”.‬ ‫‬ ‫‬‫من الشيق أيضا أن الفيلم يحمل توقيع استديوهات شركة “أمازون”، في وقت‬ ‫يشهد إقبال منصة البيع عبر الانترنت ونظيرتها “ نتفليكس “على دعم المزيد‬ ‫من المشروعات السينمائية بشكل ملحوظ. يذكر إنه من المقرر أن يعرض الفيلم بالتزامن‬ ‫مع فيلم الخيال العلمي “تجاعيد في الزمن”الذي هو من انتاج ديزني وبطولة أوبرا‬ ‫وينفري، ويتوقع له أن يتصدر الإيرادات في الأسبوع الأول من عرضه، ومع‬ ‫ذلك، يأمل ايدرجتون أن يتمكن فيلمه من أن يعجب الجمهور بباكورة أعماله‬ ‫وأن يحتل فيلم “جرينجو” المكانة المناسبة التي يستحقها وسط الأسماء‬ ‫الكبيرة.‬