وتعود الروح للتمور العُمانية!

مقالات رأي و تحليلات الاثنين ٠٢/أبريل/٢٠١٨ ١٣:٢٦ م
وتعود الروح للتمور العُمانية!

أثلج صدورنا جميعا الإعلان عن تأسيس الشركة العُمانية لإنتاج وتعبئة التمور في السلطنة بتكلفة 28 مليون ريال، التي ستكون بمثابة فتح جديد لصناعة التمور في السلطنة وتطويرها وعودة الروح لزراعة اشجار النخيل والاهتمام بها، والارتقاء بالإنتاج والتغليف وفقا لأحدث الأساليب في هذا المجال وبما يسهم في تسويق التمور العُمانية في الأسواق المحلية وتصديرها للخارج.

الخطوة تبعث على الارتياح إذ تأتي في إطار الخطط الرامية لتعزيز الأمن الغذائي في السلطنة، والاستفادة من النخلة ومكوناتها المتعددة واستغلالها بشكل أفضل مما هو عليه الآن.
ولاشك أن غايات إنشاء الشركة العُمانية لإنتاج وتعبئة التمور تذهب لتحقيق العديد من ‏الأهداف التي طال انتظارها للارتقاء بإنتاج أكثر من 8 ملايين نخلة في البلاد، هذا الموروث الاجتماعي التقليدي القديم الذي ارتبط به الإنسان العُماني ارتباطا وثيقا كأرث اجتماعي ومورد اقتصادي لا ينضب، ويعد رمزا للضيافه وللكرم العربي العُماني الأصيل ولا يخلو منه أي بيت، فتعزيزه وتطويره بما يتواكب مع متطلبات العصر يعتبر خطوة في الاتجاه الصحيح.
فهذه الشركة ستشكل علامة فارقة في إطار الجهـــود الرامية لإحياء النخلة وإعادة أكاليل الاعتبار لها، وذلك بعد المشروع الكبير الرامـــي لزراعة مليون نخلة الذي وجه جلالته به في السنوات الفائتة وما يمكن أن يضيفه من زخم لزراعة النخيل في السلطنة من قيمة عالية سنجني ثمارها خيرا في السنوات المقبلة بحول الله.
وفي إطار هذا التوجه بإنشاء هذه الشركة سيتم شراء منتجات ثمار النخيل من المزارعين بدلا من البيع العشوائي والتغليف التقليدي وانعكاساته على المردود المادي للنخلة وآثاره السلبية على الزراعة والمزارع.
الشركة سوف تنهض بقيمة التمور العُمانية في الأسواق المحلية والعالمية، خاصة وأنها ذات جودة عالية، كما تعد الخطوة بداية طيبة لإنشاء شركات موازية لاستغلال مكونات النخلة في العديد من الصناعات كالأخشاب والأعلاف والأسمدة والدبس، وبذلك تتعاظم أهمية النخلة الاقتصادية بمستوى غير مسبوق.
إن استمرار تسبيل البسور في السلطنة مرتبط ارتباطا وثيقا بالشراء الحكومي سنويا، ولولاه لما كان لها وضع في الأسواق، وقد شجع ذلك المزارعين على التبسيل، وهذا النهج هو الذي سوف تتبعه الشركة، فمن الطبيعي أن يكون له أثره في تعزيز استمرارية المزارعين وتحفيزهم وملهمة لرواد الأعمال وخاصة المهندسين الزراعيين الذين يؤمل منهم إنشاء مزارع خاصة بهم بدعم الجهات الحكومية.
بالطبع التمور العُمانية متوفرة وهناك جهود من بعض رواد الأعمال لتغليف التمور بطرق علمية وجذابة، ولكن هذه الجهود بسيطة ولا تشكل قيمة مضافة عالية خاصة على صعيد التصدير للخارج الذي لا يتم إلا من خلال شركات لها إمكانياتها ووضعها في الأسواق.
‏نأمل أن تكلل الجهود المبذولة في شراء التمور وإعادة تصنيعها وتغليفها وتصديرها بالتوفيق لما تشكله من تطور اقتصادي واجتماعي وزراعي طال انتظاره من الجميع، وتحقيق الغايات الهادفة إلى تحقيق الأمن الغذائي لهذا الوطن باستغلال موارده الطبيعية ومقوماته بكفاءات وطنية تضطلع بهذه المسؤولية بكفاءة عالية في غرس كل ما يضيف لبنات إلى هذا الجانب تعلو بصروح الأمن الغذائي ليكون سياجا لهذا الوطن.