«الكتابة علـى الثلـج».. فيلم يعالج الانقسام الفلسطيني والعربي

7 أيام الخميس ١٢/أبريل/٢٠١٨ ٢٣:٣٥ م
«الكتابة علـى الثلـج».. فيلم يعالج الانقسام الفلسطيني والعربي

مسقط - خالد عرابي
فاز فيلم «الكتابة على الثلج» للمخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي بالجائزة البرونزية في مهرجان مسقط السينمائي الدولي الذي اختُتمت فعالياته مساء السبت قبل الفائت.. «7 أيام» حاورته حول هذا الفيلم وقصته وماذا قدّم كمخرج للقضية الفلسطينية وماذا قدّمت لها السينما الفلسطينية عامة؟

فعن المهرجان قال مشهراوي: لأول مرة أشارك بالمهرجان شخصيا، ولكن كان هناك حضور لأعمالي في دورات سابقة من المهرجان قبل ذلك، وبما أنني أول مرة أشارك فهو بالنسبة لي نوع من الاستكشاف وقد وجدته مهرجانا جيّدا فالمشاركة جيّدة؛ لأنه أصبح من الصعب اليوم أن تجد مشاركات جيّدة في مهرجانات بها الحجم خاصة في الأفلام الروائية الطويلة؛ ففي ظل منافسة مع مهرجانات كثيرة وقوية مثل مهرجانات القاهرة ودبي وقرطاج والجونة وغيرها، نجد في مهرجان مسقط عددا من الأفلام الجديدة والمهمّة وهذا مهم جدا، ورغم صعوبة الحصول على أفلام جديدة.

وعن مشاركته في المهرجان قال: شاركت بفيلم واحد هو «الكتابة على الثلج» وهو فلسطيني ولكن به مشاركون من خمس دول مختلفة منهم: عمرو واكد من مصر وغسان مسعود من سوريا وعرين عمري من فلسطين ويمنى مروان من لبنان ورمزي مقدسي من القدس ولكن الجميع يلعبون دور شخصيات فلسطينية وأساسية بالفيلم.

وأكّد أن الفيلم من إنتاج 2017 وقد افتُتح به مهرجان قرطاج السينمائي الدولي في دورته الأخيرة، وناقش قضية الانقسام الفلسطيني وأيضا الانقسام العربي والواقع الصعب والأليم الذي نعيشه هذه الأيام وهي قضية شائكة نوعا ما. مشيرا إلى أن التحدي الأكبر في الفيلم كان سينمائيا أكثر منه سياسيا، وخاصة في ظل فيلم يحتاج إلى تصوير في منطقة واحدة وبيت واحد مغلق وتحت القصف والانفجارات.

وعن عدم تصويره في فلسطين قال: أحداثه تدور في غزة وهو فيلم يضمّ طواقم وفرقا من عدة دول وأحداثه تتطلّب حدوث انفجارات وأصوات مفرقعات وتبادل لإطلاق النار، فكيف لك في ظل الظروف السياسية والحصار الإسرائيلي أن تدخل كل هذه الفرق الفنية؟ وحتى إذا أدخلتها فمن يسمح لك بالقيام بأصوات التفجيرات والمفرقعات حتى وإن كانت للتمثيل؟ علاوة على أن الفيلم كان في بيت واحد ومنطقة واحدة ويتطلّب بناء ديكور وحي كامل من البداية ولذا لتجنّب لكل هذه المشاكل والعراقيل صوّرنا في مدينة برقة التونسية وقد وُفّقنا في اختيارها ومرّت الأمور بخير وفي سهولة. وأشار مشهراوي إلى أنه لم يكن مشاركا لأجل الفوز بقدر المشاركة، وأنه لم يعش في المهرجان أجواء المنافسات فقد عاشها من قبل في مهرجانات كثيرة منها: كان وبرلين وفينيسيا والقاهرة، وأنه جاء للمشاركة من قبيل توفير الفيلم للمشاهدين الراغبين في مشاهدة الفيلم؛ لأنه لولا مثل هذا المهرجان ما كان لهذا الفيلم أن يُعرض في مسقط وأن يشاهده الجمهور.

أما عن إتاحة المهرجانات للجمهور فرصة مشاهدة هذه الأفلام الجديدة ومدى الإقبال عليها فقال: هذا وضع يختلف من مهرجان لآخر ومن بلد لآخر كما أن له علاقة بالثقافة السينمائية لهذا البلد التي يُقام بها المهرجان، وبحسب رأيي أهم جمهور لأفلام المهرجانات عربيا هو التونسي؛ وذلك لأنني وجدت أنه يكون موجودا وفي جميع الأفلام وجميع القاعات ممتلئة خلال المهرجانات، وعلى مدى العقدين الفائتين شاركت في مهرجانات للسينما التونسية ووجدت إقبالا كبيرا والقاعات دائما شبه ممتلئة والجمهور يتنافس لمشاهدة الأفلام، وهذا شيء جيّد للسينما وللقائمين عليها، بينما في باقي المهرجانات كانت النسب تتفاوت من مهرجان إلى آخر ولكنها كانت تظل محدودة، وإن كانت هناك فائدة أخرى وأهم من المشاهدة وإتاحة الأفلام الجديدة للجمهور في المهرجانات وهي أنّ المهرجان يمكن أن يطوّر صناعة السينما في البلد التي يُقام فيها فهو يتيح الفرصة للسينمائية أو المعنيين بها والنقّاد والمبتدئين وحتى طلاب السينما؛ فمشاهدتهم للأفلام وحضور المناقشات والندوات ونقاشاتهم مع السينمائيين مهم جدا ويطوّر كثيرا، وهذا ما لمسته في مهرجان مسقط السينمائي الدولي خاصة من الشباب الذين يتعاونون مع الجمعية العُمانية للسينما، مع العلم أن هذه الأشياء يكون مردودها على المدى الطويل وليس في نفس الوقت.

وعن معالجة السينما للقضية الفلسطينية قال: السينما مهمة جدا للقضية الفلسطينية؛ فالسينما من خلال اعتمادها على الصورة هي أقدر الوسائل على التعبير والتبادل الثقافي وطرح الأشياء بإيجابياتها وسلبياتها، والسينما لنا كفلسطينيين مهمّة جدا جدا لأن لدينا قضية وصراعا مع الاحتلال الإسرائيلي على المكان والهوية والتاريخ وكلها أشياء لا يوجد شيء يعبّر عنها أقوى من السينما، والعالم خارج فلسطين لا يستطيع أن يفهم ويعرف أشياءً كثيرة عن الفلسطينيين سواء سياسيا أو اجتماعيا وعن المجتمع والحياة والعادات التقاليد والجغرافيا وغيرها بدون السينما.

كما رأى المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي أن «السينما الفلسطينية حققت إنجازات بالعالم لم يحققها السياسيون الفلسطينيون أنفسهم، بل إن السينما كانت سبّاقة وسابقة للسياسيين الفلسطينيين بخطوات كثيرة؛ فالسينما الفلسطينية حققت إنجازات بالعالم خاصة من حيث التوعية بالقضية الفلسطينية أكثر من كل الخطاب السياسي الفلسطيني، فلغة الفن والثقافة قوية، علاوة على أننا بعصر الصورة والتكنولوجيا وكلها أشياء تصب لصالح القضية الفلسطينية، فصراعنا مع الاحتلال الإسرائيلي ليس فقط داخليا، ونحن لسنا في دولة تعلن الحرب مع إسرائيل بقوة السلاح، وإنما صراع مع الرأي العام الدولي، والرهان على الخارج، والسينما لها دور مهم في ذلك».

وقال: بعيدا عن السينما أنا فلسطيني ومواطن وأعيش في فلسطين ومعايش للحياة اليومية وعندي إلمام بها، ولكن همّنا كسينمائي هنا في فلسطين ليس فقط في أنك مواطن فلسطيني تحت الاحتلال وإنما سينمائي تصنع فيلما عن الواقع الفلسطيني وتنافس به دولا تصنع سينما منذ مئات السنين على الفكرة والتطوير وبناء الفيلم والموسيقى والإبداع وغيرها، ففي البداية تصنع فيلما بلغة سينمائية وبعده كفلسطيني موجود بالفيلم.