فضائح تلاحق الرئيس

الحدث الثلاثاء ١٧/أبريل/٢٠١٨ ٠٤:٥٢ ص
فضائح تلاحق الرئيس

واشنطن - (رويترز)
قال جيمس كومي المدير الأسبق لمكتب التحقيقات الاتحادي الأمريكي في مقابلة بمحطة (إيه.بي.سي نيوز) أمس الأول الأحد إن الرئيس دونالد ترامب شخص خطير "وغير مؤهل أخلاقيا" ويلحق "ضررا كبيرا" بالمعايير المؤسسية والثقافية.
وكان ترامب قد أقال كومي في مايو من العام الفائت ويشعر كومي بقلق من أن ترامب ربما يكون عرضة للابتزاز من قبل روسيا في ضوء إدعاءات بأنه كان موجودا عندما تبولت كل من عاهرتين على الأخرى خلال زيارة لموسكو عام 2013.
وجاءت إقالة كومي في الوقت الذي كان مكتب التحقيقات الاتحادي يحقق فيه في صلات محتملة بين حملة ترامب الرئاسية عام 2016 وتدخل روسيا في الانتخابات الأمريكية.
ونفت روسيا تدخلها في الانتخابات ونفى ترامب أي تواطؤ أو القيام بنشاط غير ملائم.
وقال كومي في المقابلة الحصرية بمحطة (إيه.بي.سي نيوز)والتي بُثت الساعة العاشرة مساء الأحد (0200 بتوقيت جرينتش امس الاثنين) "من الممكن ولكني لا أعرف" ما إذا كان لدى روسيا دليل يدعم المزاعم بشأن زيارة ترامب لموسكو.
وأضاف كومي أن ترامب أبلغه إنه لم يبق خلال الليل في الفندق بموسكو وإن الإدعاءات المرتبطة بالعاهرتين غير صحيحة.
وقال كومي إن "شخصا..يتحدث عن النساء ويعاملهن كقطعة لحم ويكذب باستمرار في كل كبيرة وصغيرة ويصر على أن الشعب الأمريكي يصدقه هذا الشخص غير مؤهل لأن يكون رئيس الولايات المتحدة لأسباب أخلاقية. وهذا ليس بيان يتعلق بالسياسة".
وأضاف "أنه غير مؤهل أخلاقيا لأن يكون رئيسا".
ومن المقرر صدور كتاب لكومي يكشف فيه الحقائق اسمه "ولاء أكبر" اليوم الثلاثاء.
ودفع قرب نشر الكتاب والمقابلة المقررة مع محطة (إيه.بي.سي نيوز) ترامب إلى توجيه سلسلة جديدة من الإهانات لكومي في وقت سابق يوم الأحد طاعنا في الاتهامات التي وردت في الكتاب ومصرا على أنه لم يضغط على كومي قط كي يكون مواليا له.
وقال ترامب في واحدة من خمس تغريدات موجهة مباشرة لمدير مكتب التحقيقات الاتحادي المقال "المخادع جيمس كومي يفتقر للذكاء. سيُسجل اسمه كأسوأ مدير لمكتب التحقيقات الاتحادي في التاريخ إلى حد كبير".
وحصلت رويترز وغيرها من المؤسسات الإخبارية على نسخ من كتاب كومي قبل نشره الرسمي هذا الأسبوع. وكتب كومي في الكتاب يقول إن ترامب ضغط عليه في اجتماع خاص ليدين له بالولاء.
وقال كومي لمحطة (إيه.بي.سي نيوز) إن عنوان الكتاب جاء من "الحوار الغريب" الذي جرى مع ترامب في البيت الأبيض في يناير عام 2017 بعد فترة وجيزة من تنصيبه.
وقال كومي "طلب مني الولاء شخصيا كمدير لمكتب التحقيقات الاتحادي. من المفترض أن يكون ولائي للشعب الأمريكي وللمؤسسة."
ويحاول مكتب التحقيقات الاتحادي منذ وقت طويل العمل كوكالة مستقلة لإنفاذ القانون.
وقال ترامب على تويتر "لم أطلب من كومي قط الولاء الشخصي. لم أكن أعرف هذا الشخص تقريبا. هذه واحدة أخرى من أكاذيبه الكثيرة"
ويصف جيمس كومي في كتابه الجديد "ولاء أكبر: الحقيقة والأكاذيب والزعامة" رئيس الولايات المتحدة بأنه غير أخلاقي، مهووس بالسيطرة الكاملة على من حوله وبالحصول على ولائهم المطلق. كتاب يحوي مذكرات من 300 صفحة لكومي الذي كان مديرا لمكتب التحقيقات الفيدرالي، والذي أقاله الرئيس الأمريكي قبل نحو سنة.
ومذكرات كومي التي تقع في 300 صفحة بعنوان "ولاء أكبر: الحقيقة والأكاذيب والزعامة" (أي هاير لويالتي: تروث، لايز أند ليدرشيب)، تستعيد السنوات العشرين من حياته المهنية كمدعي عام نيويورك ثم مساعد وزير العدل في حكومة جورج بوش الابن ومدير مكتب التحقيقات الفدرالي بين عامي 2013 و2017.
ويشير كومي إلى أن تعامله مع ترامب ذكره ببدايات عمله عندما كان يجري تحقيقات عن زعماء المافيا في نيويورك. ويقول إن التعامل مع الرئيس "ذكرني ببداياتي في هذه المهنة عندما كنت مدعيا عاما في هذه الأوساط".
ويصف في فقرة هذه الأوساط قائلا "أعضاء صامتون يؤيدون كل شيء. زعيم يفعل ما يروق له. قطع وعود بالولاء. النظرة إلى العالم على أساس أن الجميع أعداء لنا. أكاذيب لا حصر لها أكانت صغيرة أم كبيرة في خدمة قواعد ولاء تضع المنظمة فوق الأخلاقيات والحقيقة".
ويصف كومي (57 عاما) الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة بأنه "منفصل عن الحقيقة وعن القيم التي تستند إليها المؤسسات" الأمريكية. وهو يعتبر أن "هذا الرئيس غير أخلاقي (...) وزعامته ترتكز إلى الغرور والولاء له".

"يشعر بالاشمئزاز"

في هذا الكتاب الذي ينتظره الجميع بشغف ونشرت الصحف يوم الخميس الفائت مقتطفات منه قبل أيام من صدوره، يصف قائد الشرطة الاسبق ترامب بأنه مهووس بتفاصيل غير لائقة تتعلق بشخصه. ويروي كومي أن الرئيس طلب منه التحقيق في معلومات تفيد أنه كان بصحبة مومسات روسيات في أحد فنادق موسكو في 2013.
وقال الملياردير معلقا على علاقات جنسية مع مومسات تبولن على بعضهن نزولا عند طلبه "أخاف من الجراثيم. من غير الممكن أن أدع أشخاصا يتبولون على بعضهم البعض أمامي". وكتب كومي بحسب مقتطفات نشرتها صحيفة واشنطن بوست "رحتُ أضحك".
وأعد هذا "الملف" عميل سابق في الاستخبارات البريطانية لحساب معارضين سياسيين للمرشح الجمهوري. وتعاملت الاستخبارات الأمريكية بجدية مع هذا الملف، لكنها شككت بصحته بالكامل في وقت لاحق.
وخلال هذا الحديث في برج ترامب في يناير 2017، طلب ترامب من مدير ال"إف بي آي" إخفاء هذه المعلومات التي كانت تضر بشخصه "إذا كان هناك احتمال واحد في المئة أن تأخذها زوجته ميلانيا على محمل الجد"، بحسب كومي.
وأحيا هذا الكتاب في البيت الأبيض كما لدى المسؤولين الجمهوريين مخاوف من الأضرار التي قد يلحقها برئاسة ترامب التي تضررت كثيرا أصلا جراء الشائعات والإقالات والاستقالات.
وأنشأ الحزب الجمهوري موقعا الكترونيا باسم "كومي الكاذب" (لاينغ كومي) تنشر عليه سلسلة تصريحات لشخصيات سياسية مسيئة بحق مدير "إف بي آي" السابق.
والكتاب الذي سيصدر اليوم الثلاثاء أبريل احتل لفترة المرتبة الأولى لترتيب موقع أمازون ما قبل البيع، بفضل الدفع الذي حصل عليه نتيجة رسائل ترامب الثأرية التي نشرها على تويتر إثر إقالة كومي في مايو 2017.
وخلال جلسة استماع استثنائية في مجلس الشيوخ كشف كومي عن الضغوط التي خضع لها في البيت الأبيض خصوصا لأن الرئيس طلب منه "الولاء" وأيضا أن يتخلى عن شق في التحقيق يطال الجنرال مايكل فلين مستشاره للأمن القومي الذي أرغم على الاستقالة.
ويروي كومي فصلا آخر يثير على الأرجح غضب الرئاسة. ويقول إنه تلقى بعد إقالته اتصالا هاتفيا من جون كيلي وزير الأمن الداخلي حينذاك الذي أصبح كبير موظفي البيت الأبيض.
وفي هذا الاتصال، أكد كيلي أنه "يشعر بالاشمئزاز" من إقالته وينوي الاستقالة للتعبير عن احتجاجه، حسب كومي.
وكتب كومي "طلبت من كيلي ألا يفعل ذلك وشددت على أن البلاد بحاجة إلى أشخاص صلبين حول الرئيس. خصوصا هذا الرئيس".

نار وغضب

وهذا ليس الكتاب الاول الذي يكشف فيه مسؤول كبيرة في الإدارة الامريكية خفايا الرئيس ففي يناير الفائت صدر كتاب "نار وغضب" للصحافي مايكل وولف وهو -الكتاب- عبارة عن مجموعة من تسريبات ستيف بانون ووص البيت الأبيض الكتاب ب"الأكاذيب"، ما أدّى إلى إعطاء اهتمام غير مسبوق للكتاب الذي تصدر خلال ساعات لائحة أكثر الكتب مبيعاً على موقع "أمازون". وقال ترامب، في تغريدة، "لم أسمح إطلاقاً بدخول مؤلف هذا الكتاب المجنون إلى البيت الأبيض. لم أتحدث إليه أبداً بشأن كتاب مليء بالأكاذيب والتحريف وبمصادر غير موجودة". واضاف "انظروا إلى تاريخ هذا الرجل، وشاهدوا ما سيحدث له ولستيف القذر". ولم يتضح ما إذا كان ترامب يشير إلى بانون أو ستيف روبن رئيس دار "هندري هولت أند كومباني" التي نشرت كتاب وولف. ووجه محامي ترامب، تشارلز هاردر، رسالة إلى الكاتب ودار النشر، جاء فيها أن الكتاب يحتوي "العديد من التصريحات الكاذبة و/ أو التي لا أساس لها" حول ترامب، فيما قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، سارة ساندرز، إن الكتاب يتضمن معلومات "غير صحيحة إطلاقاً". ومع أن الكتاب لا يحمل بالضرورة معلومات جديدة، لكنه يعزز الصورة النمطية عن الرئيس وإدارته. لقد أجرى وولف أكثر من 200 مقابلة مع مسؤولين في دائرة ترامب داخل وخارج الحكم، بحيث أمضى أشهراً يتابع تفاصيل ما يجري داخل البيت الأبيض، في خطوة ليس واضحاً كيف وافق عليها ترامب العام الفائت، مع العلم أن مالك قناة "فوكس"، روبرت مردوك، فعل الأمر ذاته، وحصد كتاباً مليئاً بالفضائح من توقيع وولف أيضاً.