العداء القديم

الحدث الخميس ٢٤/مايو/٢٠١٨ ٠٣:١٨ ص
العداء القديم

موسكو - طهران - دمشق - وكالات

يتفجّر يوما بعد يوم العداء القديم بين الولايات المتحدة وإيران مع الاتهامات الأمريكية لإيران بدعم الإرهاب وسعيها لامتلاك السلاح النووي بعد انسحابها -واشنطن- من الاتفاق النووي وما زالت الدول الغربية وروسيا تتمسك بالاتفاق النووي وتفنّد الإجراءات الأمريكية ضد طهران فقد قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أمس أربعاء، إن الشروط التي طرحتها الإدارة الأمريكية على إيران هي بالتأكيد غير مقبولة بالنسبة لطهران.

وأضافت: «هناك قلق، من أن واشنطن تكتسب زخما في حملة العقوبات ضد إيران ككرة ثلجية. يبدو أن الولايات المتحدة فضّلت في النهاية سياسة الإنذارات والتهديدات ضد إيران. هذا لا يتماشى مع خطة العمل الشاملة المشتركة للبرنامج النووي الإيراني ويتجاوز إطار العلاقات الطبيعية بين الدول».

وأشارت إلى أنه «ليس فقط خروج الإدارة الأمريكية من الاتفاق النووي الإيراني هو انتهاك للمعايير الدولية، بل وتقدم شروطا مسبقة غير مقبولة لطهران».
من جانبه أعلن نائب مدير إدارة التحديات الجديدة والتهديدات في وزارة الخارجية الروسية، دميتري فيوكتيستوف، أمس الأربعاء، أن المحاولات التي تقوم بها الولايات المتحدة لإعلان إيران تهديدا عالميا كبيرا على المنصات الدولية غير مجدية، كون أغلبية أعضاء المجتمع الدولي لا يوافقون على ذلك.
وقال فيوكتيستوف للصحفيين: «هنا ليس لديهم فرصة. هذا النظام السياسي للإدارة الحالية (للولايات المتحدة)، والأمريكيون (في الأمم المتحدة وفرقة العمل المعنية بالإجراءات المالية المتعلقة بغسل الأموال) اضطروا للعمل بها. وخلال مشاورات اليوم (أمس)، لم يجرؤوا على الفور، لكن أقروا أن «داعش» و«القاعدة» هما التهديد الرئيسي».
وأشار فيوكتيستوف إلى أن روسيا تنظر بتفهم لمخاوف الدول التي تتحدث عن تهديد الجماعات الإرهابية الأخرى. مؤكداً «نحن لا نشكك في ذلك، نحن نتحدث عن الأولويات»
وذكر فيوكتيستوف، أن حزب الله الذي يعتبر امتدادا لإيران، في العديد من البلدان يعتبر حزباً سياسياً، وعلى وجه الخصوص، لا تعترف روسيا به كمنظمة إرهابية.
وأضاف فيوكتيستوف: «محاولات فرض وجهات النظر حول الأولويات في مجال مكافحة الإرهاب، مثلما تبدو اليوم إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لن تمر من قبل الأمريكيين؛ لأن معظم الأعضاء المهمين في المجتمع الدولي لا يتفقون معهم».
ووصف وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أمس الأربعاء تصريحات وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بشأن إيران بأنها «عارية عن الصحة» وتستند إلى «أوهام قديمة» وقال إن واشنطن باتت رهينة لجماعات ضغط.
وقال ظريف إن بومبيو كرر مزاعم قديمة ضد طهران «بلهجة أقوى وأقل تهذيبا».
وأضاف في مقابلة مع التلفزيون الرسمي «بومبيو وغيره من المسؤولين الأمريكيين يعيشون في أوهام قديمة... لقد أصبحوا رهائن لجماعات ضغط فاسدة».
أما وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لو دريان، فقال إن قرار الولايات المتحدة الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران سيعزز موقف المتشددين في الجمهورية الإسلامية ويهدد المنطقة بأسرها.
وتحدث لو دريان بعد يومين من قول وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إن واشنطن ستفرض «أقوى عقوبات في التاريخ» إذا لم تحد إيران من نفوذها الإقليمي وتقلّص برنامجها للصواريخ الباليستية.
وقال لو دريان لراديو فرانس إنتر «نختلف مع الأسلوب لأن هذه المجموعة من العقوبات التي ستُفرض على إيران لن تتيح مجالا للحوار بل على النقيض ستعزز موقف المتشددين وستضعف الرئيس (حسن) روحاني. هذا الموقف قد يعرّض المنطقة لمزيد من الخطر».
وقال إن باريس تشارك واشنطن مخاوفها بشأن صواريخ إيران الباليستية وطموحاتها للهيمنة الإقليمية لكن الاتفاق النووي الموقع العام 2015 هو أفضل فرصة لمنع طهران من تطوير سلاح نووي.
من جانب آخر أعلن نائب وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، أن انسحاب أو بقاء القوات الموجودة في الأراضي السورية بدعوة من الحكومة هو شأن يخص الحكومة السورية وحدها، وأن هذا الأمر غير مطروح للنقاش.
وقال المقداد في حديث لوكالة «سبوتنيك الروسية»: «إن حكومة الجمهورية العربية السورية دعت قوات حليفة وصديقة لمساعدتها في الحرب على الإرهاب ومن بين هذه القوات قوات روسية وإيرانية وخبراء إيرانيين وإخوة في حزب الله وكل هذه الأطراف هي معنية بالحرب على الإرهاب ولا تنتهك سيادة وحرمة أراضي الجمهورية العربية السورية وتعمل بتنسيق تام مع الدولة السورية في الحرب على الإرهاب».
وأكد نائب وزير الخارجية السوري أن «هذا الموضوع (انسحاب إيران وحزب الله من سوريا) غير مطروح للنقاش لأنه يأتي في سياق سيادة الجمهورية العربية السورية على من يكون على أرضها ومن لا يكون.. لذلك هذا الموضوع غير مطروح ولا يمكن أن نسمح لأحد بطرحه».
وفي طهران رفض رئيس أركان الجيش الإيراني الميجر جنرال محمد باقري مطالب الولايات المتحدة من طهران بتحجيم نفوذها في المنطقة وقال إن بلاده لن تطلب إذنا من أي دولة لتطوير قدراتها الدفاعية.
ونسبت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء إلى باقري قوله «بفضل الله القوات المسلحة الإيرانية الآن أكثر استعدادا من أي وقت مضى ولن تنتظر إذنا أو موافقة من أي قوة لتطوير قدراتها الدفاعية».
ونفى السفير الإيراني في الأردن مجتبى فردوسي بور، أمس وجود قوات إيرانية في الجنوب السوري، وأكد أن بلاده لم تشارك في معركة الغوطة، كما لم يستبعد في حال فشلت الاتصالات الروسية والسورية مع المعارضة المسلحة في الجنوب السوري أن يقوم الجيش السوري وبدعم من روسيا بعملية عسكرية في جنوب سوريا، ولن يكون لإيران أي دور في هذه المعركة.
ونسبت صحيفة الغد الأردنية للسفير الإيراني في الأردن مجتبى فردوسي بور نفيه «وجود قوات إيرانية في الجنوب السوري أو على حدود الأردن»، كما أكد أن إيران «لم تشارك في معركة الغوطة ومعركة تطهير منطقة دمشق من الجماعات المسلحة، حيث من المعروف أن من شارك فقط هو الجيش السوري وبدعم من الجانب الروسي».