"زينة رمضان".. فرحة في البيوت

7 أيام الخميس ٢٤/مايو/٢٠١٨ ١٩:١٠ م
"زينة رمضان".. فرحة في البيوت

مسقط- خالد عرابي
تتعدد صور الاحتفال بشهر رمضان الفضيل والشهر واحد، فاستقباله يكون مختلفا من شخص لآخر ومن أسرة إلى أخرى، ففي حين أن استقباله والاستعداد الحقيقي له يكون بالاستعدادات النفسية والروحانية – إذ أنه شهر عبادة-، إلا أنه -وعلى الجانب الآخر- تكون هناك استعدادات أخرى مختلفة مرتبطة بالمؤن والطعام والشراب، وظهر خلال العامين الفائتين استعداد آخر مختلف جدا -لدرجة أنه أصبح هذا العام يمثل شبه ظاهرة خاصة- ألا وهو "زينة رمضان"، فكثير من البيوت أصبحت تهتم قبل رمضان بتزيين البيت بزينات ذات طابع رمضاني بدءا من الفانوس إضافة إلى أوراق الزينة والإضاءة وغيرها، لدرجة أننا وجدنا أنه هناك بعض البيوت تخصص ركنا خاصا في بيوتهم اسمه "ركن رمضان" حيث يتميز بكافة أشكال الزينة وذلك للاحتفاء والترحيب بالشهر الفضيل، كما أنه أصبح موسما لبعض المحلات -خاصة في سوق مطرح- وبعض المجمعات التجارية التي تبيع هذه الزينة بأشكالها المختلفة.."7 أيام" رصدت واستطلعت آراء البعض حول تلك الظاهرة والمظاهر.. فماذا قالوا؟

تقول حمدة السنانية "مسقط": قبل رمضان بفترة ذهبت وأبنائي إلى أحد المجمعات التجارية المعروف ببيع أدوات زينة رمضان وأشترينا بعضا من تلك الزينات وقمنا بتزيين البيت وذلك حتى يظل عالقا في ذهن أطفالي أن هذا الشهر الفضيل له استقبال خاص وأنه يستقبل بالترحاب والإضاءة والزينة.

وأضافت قائلة: تنوعت تلك الزينات ما بين لوحات بألوان مميزة مكتوب عليها عبارات مثل: "رمضان كريم".. و"رمضان مبارك" و"كل عام وأنتم بخير" تعلق على الجدران، وفوانيس بأشكال وألوان مختلفة ما بين الفانوس التقليدي المعدني وفوانيس بلاستيكية ذات إضاءات صغيرة بألون مختلفة تضاء بالليل، اضف إلى ذلك المفارش "المحارم" وحتى المناديل الورقية وغيرها الكثير.

وقالت سامية علي "عربية مقيمة في السلطنة": منذ فترة بعيدة وأنا أقيم في السلطنة ولم أجد هذا المظهر موجودا كثيرا هنا، لذلك كنت خلال السنوات الفائتة أطلب من بعض القادمين من بلدي قبل رمضان بفترة أن يحضروا لي بعض هذه الزينات مثل الفوانيس وغيرها لأننا أعتدنا في بيتنا على هذا الاحتفاء بالشهر المبارك بالزينة، ولكن خلال العام الفائت وهذا العام لم أحتج ذلك لأنني وجدت أن تلك الزينة المختلفة أصبحت موجودة ومنتشرة وتباع بأسعار معقولة خاصة في سوق مطرح وبعض المجمعات التجارية الصغيرة المشهورة ببيع تلك المنتجات، وساهمت في ذلك أيضا وسائل التواصل إذ أننا -وقبل رمضان بفترة- وجدنا صفحات لنساء تعلن عن وصول زينة رمضان في هذا المكان وبالفعل ذهبت واشتريتها منه وزينت بيتي بشكل مميز، ولكن هذه المنتجات تنفد بسرعة نظرا للإقبال عليها، فقبل أن يبدأ رمضان بنحو أسبوعين أعلنت بعض النساء عن وجود بعض أنواع زينة رمضان وخاصة الفوانيس في أحد المحلات الكبرى وبالفعل ذهبت وأشتريت منه، لكن بعدها بفترة وتقريبا قبل رمضان بيوم أرادت إحدى صديقاتي شراءها وذكرت لها اسم المكان ولكن ذهبت ولم تجد منها شيئا فقد نفدت.

انعكاس الزينة

تروي آمال عرفان قصة انعكاس هذه الزينة -خاصة على الأطفال- فتقول: لم أعتد على الاهتمام بزينة رمضان من قبل، ولكن قمت بذلك هذا العام محاكاة لبعض الصديقات من جنسيات أخرى حيث وجدت أن لديهن احتفاء واحتفالا كبيرا بهذا الشهر وأن الزينة واحدة من المظاهر المهمة بالنسبة لهن في بيوتهن. ولكن وبعد أن بدأت بتزيين البيت قبل حلول شهر رمضان سألني ابني -البالغ من العمر أربع سنوات- لماذا هذه الزينة يا أمي؟ فقلت له احتفالا بقدوم شهر رمضان، ومن بعدها وحتى أن هل الشهر الفضيل وكل يوم كان يسألني متى يأتي رمضان إلى بيتنا؟ أنا أريد أن أراه وأقابله، فقد كان يعتقد أن رمضان شخص ويمكنه أن يقابله، وانتظرت حتى هل الشهر المبارك وشرحت له أن رمضان بدأ وما هو رمضان وفضائله وغايته والهدف منه وغيرها من المعلومات الدينية، ومن ثم كانت تلك الزينة نوعا من المادة للشرح لابني وترسيخ مفاهيم الصوم عنده.

وتضيف شيماء سعيد قائلة: هذه الظاهرة ساهمت في تناقلها وانتشارها وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة فيس بوك، فقد لاحظت انتشار عدد من الصفحات لنساء دول بعينها يتنافسن من خلالها فيما بينهن في إظهار كيف زينت كل منهن بيتها احتفالا برمضان، فكل واحدة تصور بيتها بالفيديو لتطلع عليه الأخريات.. وبالفعل لاحظت على الانستجرام أيضا العديد من العمانيات دخلن الآن في هذا السباق من عرض زينة بيوتهن في رمضان.

يرى ناصر بن سليمان بن هلال الحوسني "من ولاية الخابورة" أن هذه الظاهرة دخيلة على المجتمع العماني، وأنه في السابق -وحتى في كثير من الولايات إلى الآن- لا يوجد مثل هذا، ولكن ذلك قد يكون في العاصمة مسقط أكثر، فبالنسبة لنا الاحتفال برمضان يكون بصلة الأرحام والتواصل والتجمع الأسري بين الأهل والأحباب في موائد إفطار جماعية وسهرات رمضانية.. كما أن الأهم بالنسبة لنا أن رمضان شهر عبادة ومن ثم فإن الاحتفال الحقيقي به يكون بالصيام والالتزام والصلاة وقراءة القرآن والقيام وتجمعات الذكر.

وأردف الحوسني قائلا: أما إذا تحدثت عن فانوس رمضان تحديدا فقد كانت عندنا فوانيس تقليدية قديمة من المعدن تسمى "الفنر" ولكن لم يكن بها إضاءة كما هو الحال في هذه الأيام.. أما تنوع هذه الزينة بحيث أصبحت تضم أشياء مختلفة من إضاءات ومفارش وأوراق زينة للجدران وأواني وغيرها فهذا جديد وربما يدخل فيه التسويق والتجارة، فقد أصبح موسما يقوم فيه بعض أصحاب المحلات التجارية باحضار تلك الزينات من الخارج والترويج لها وبيعها.

أما حيدر اللواتي فيرى أن ذلك منتشر بشكل أكثر في العاصمة مسقط، وهي كما هي موجودة في كثير من الدول العربية والإسلامية المعروفة بذلك مثل مصر وتركيا وسوريا وغيرها، وعندنا في عمان ربما يكون هذا التزيين أكثر في ليلة النصف من رمضان والمعروفة بالقرنقشوه حيث تكون هناك مظاهر خاصة بها إذ أنها عادة عمانية قديمة.

وأشار اللواتي إلى أنه لا يرى في ذلك أي ضير فهي عادة اجتماعية وليس لها علاقة بالدين وهي تأتي في إطار ظهور الكثير من الأشياء الأخرى في رمضان، فكما أن هناك الكثير من البرامج التلفزيونية والإذاعية والدراما وبطولات كرة القدم الرمضانية وحفلات الإفطار الجماعية ربما تأتي هذه الظاهرة، لذلك فأنا أرى أنها بعيدة تماما عن الدين فهي مجرد عادة اجتماعية.