كل الطرق لا تؤدي لظفار

مقالات رأي و تحليلات الخميس ٣١/مايو/٢٠١٨ ٠٢:١٧ ص
كل الطرق لا تؤدي لظفار

عزيزة راشد

شكرا لك يا الله لأنك أنقذت عمان، وأدعيتنا وصلت لسمائك في ليل رمضان، كنا ندعوك بالإخلاص والإيمان، يا الله أنت تعلم كيف تبنى الأوطان، وأنت وحدك قادر أن تنبت فيها الزهر والريحان، وحكمك نافذ في أرضك أن حكمت كل من عليها فان، لأنك رحيم بعبادك وبالمكان، نشكرك يا الله لأنك حميت عمان، ومر الإعصار بنا مرور مروض العنفوان، فلا الفضل لنا في ذا إنما لك الفضل في خلق الزمان.
يغادرنا الإعصار الذي مر دون تدمير كلي ودون وفيات كبيرة، رحمة من الله بنا وبهذه البلاد، وأشرقت الشمس على ظفار الخضراء الجميلة وهي تلملم ما تبقى من ثوبها الممزق بالرياح والأمطار، لكنها بقيت معزولة لا طريق يوصل إليها، فكل الطرق اندثرت وتكسرت وزالت وقطعت، وطرق أخرى غمرتها المياه وأصبحت بركا مائية خطرة.
يا ترى ألم يعلم مهندسو الطرق في عمان أن الطرق هي الأهم في حالات الكوارث والمحن، ألم يدرسوا الجغرافيا وحركة صفائح الأرض وتأثيرها على الطرق؟ ألم يقرأوا عن المناخ وتقلباته؟ هل إنشاء الطرق يتم فقط عبر خريطة ومهندس وشركة دون وضع اعتبارات أخرى في الحسبان؟ هل تصمم الطرق في بلادنا دون الرجوع للتضاريس وتأثيرها على الطرق في حالات الفيضانات والأمطار والأعاصير، ألم يقرأ مصممو الطرق كتب التاريخ التي وضحت أن عمان تتعرض للأعاصير منذ فجر التاريخ بسبب طبيعة موقعها وأنها تقع في حضن محيط متقلب شرس؟
كل الطرق أصبحت لا تؤدي إلى ظفار، وبقى المتطوع والسائق والمريض والأهالي ينتظرون جفاف الوادي الذي أخذ الطريق معه وتعطل المسير، يا ترى هل هذا المشهد سوف يتكرر في محافظات السلطنة بعد كل عاصفة أو إعصار؟ وهل ستعزل كل منطقة من مناطق عمان بعد كل كارثة بيئية لا يستطيع أن يدخلها أحد؟ لهذا الحد من السهل عزل محافظات السلطنة عن بعضها البعض.
لماذا لا يستفيد خبراء الطرق في بلادنا من دول العالم المتقدمة كاليابان والصين وأمريكا وإيطاليا وغيرها من الدول التي تمر عليها أعاصير وتمتلك تلك الدول الأجهزة الدقيقة والحديثة التي تقيس جودة الشوارع ومدة تحملها لتقلبات الطقس المتنوعة؟ لماذا لا يقوم مهندسو ومصممو الطرق لدينا بزيارات إلى دول العالم للاستفادة من الخبرة العالمية في كيفية إنشاء طرق مقاومة لعوامل التعرية وللزلازل والفيضانات والأعاصير؟
لقد تغير الزمان ومعه يجب أن تتغير العقول والأفكار، لقد أصبحت عمان في مواجهة تقلبات الطبيعة المختلفة، وعلينا أن نعيد البناء بطرق مختلفة وبمقاييس عالمية ممنهجة لمواجهة تقلبات الطقس، لأننا لا نريد أن تعزل منطقة من مناطق عمان بسبب تحطم الطرق وتشقق الجسور. معالي الدكتور وزير النقل والاتصالات: نريد طريق لا يتحطم، وجسر لا يتشقق، وعقبة لا تنهار، ونفق لا يتفتت، نريد الجودة والحرفنة من خبراء العالم الذين أنشأوا الجسور والطرق والأنفاق التي بقيت مئات السنين دون أن تتغير، نريد خبراء إيطاليا الذين يحفرون الأنفاق تحت الغابات والثلوج، نريد خبراء الصين الذين يبنون الجسور المعلقة في الهواء، نريد خبراء اليابان الذين يمتلكون أعلى جودة في العالم في إنشاء الطرق، أجمع خبراء العالم هنا في عمان لتبقى الأرض آمنة والنفس مطمئنة، وهذا واجبنا تجاه الله والوطن والسلطان.