مكونو .. خسائر محدودة والفضل لجهود وتكاتف الجميع

7 أيام الخميس ٣١/مايو/٢٠١٨ ٢٠:٤٥ م
مكونو .. خسائر محدودة والفضل لجهود وتكاتف الجميع

مسقط- خالد عرابي
إعتادت سلطنتنا الحبيبة أن تعطي الجميع العبر والدروس في كثير من المجالات، ونجد ذلك في السياسة الحكيمة الرصينة، وفي السير بخطى ثابتة مدروسة، وفي العمل والجد والاجتهاد، وفي النأي عن التدخل في شؤون الآخرين، وفي نهج الخير ومد يد العون ومساعدة الغير، وقل ما شئت من غيرها من الأعمال الجليلة النبيلة.. وحتى حينما تشاء إرادة العلي القدير وتُختَبر بمحنة أو تتعرض لظاهرة طبيعية كإعصار مثلا تمر بها وتعبرها بانتصار، لتستمر السلطنة مدرسة في إعطاء العبر والدروس.

يقال للشخص الغاضب أو الثائر أنت مثل الإعصار وهنا نقصد أنه لا يقف في وجهه أحد، إلا أن ما حدث في حالة الإعصار "مكونو" الذي تعرضت له بلادنا الحبيبة خلال الأيام القليلة الفائتة يسجل ويسطر ما دون ذلك، فقد سجل الشعب العماني ملحمة رائعة سيظل يذكرها التاريخ، ملحمة في التعاون والتكاتف والتلاحم ومساعدة الآخرين، فأثبتت هذه الروح أنه يمكنك أن تتخطى المحن حتى لو كانت المحنة إعصارا، ولذا فقد تمكنا -بفضل من الله ومنة- أن نتجاوز هذا الإعصار الجبار وأن يكون ما خلفه من أضرار لا يقارن أبدا بمستوى قوته.

فقد استطاعت همم الرجال أن تقاوم الإعصار، فهذا الإعصار لم يكن هينا ولا ضعيفا، فيكفي أن نقول إعصارا قويا حيث بلغ في ذروته الدرجة الثانية، بالإضافة إلى أنه ضرب سواحل محافظتي ظفار والوسطى ووصل إلى اليابسة، فيكفي أن نعلم أن البعض توقع أن يكون مستوى ما يصاحبه من الأمطار بمقدار ما يسقط على دول الخليج العربي من أمطار خلال أربع سنوات، وحتى وفقا للدراسات فقد وصل منسوب المياه في بعض المناطق إلى أكثر من 500 مللم، وقد سجلت بعض السدود ملايين الأمتار المكعبة من المياه، فسد الحماية من الفيضانات -في اليوم الأول- بلغت سعة ما خزنه من مياه 22 مليون متر مكعب، في حين أن سد صحلنوت فاض من المياه وبلغت سعته التخزينية أقصاها حيث بلغت 6 ملايين متر مكعب، وهنا نصل بالقناعة وبالحسابات والأرقام أن الإعصار كان قويا، بل قويا جدا، ولكن ما الذي قلل من آثاره وتأثيراته؟ أولا لطف الله -عز وجل- بعباده، ثم همم الرجال، فالاستعدادات والتخطيط وتكاتف جميع الأجهزة المعنية بالدولة -بدءا من قواتنا المسلحة الباسلة والشرطة والهيئة العامة للدفاع المدني واللجنة الوطنية للدفاع المدني والإعلام وجميع الوزارات والبلديات وكل قطاعات المعنية بالدولة- كانت على قلب رجل واحد، ولكن صاحب كل ذلك وقوف المواطنين والمقيمين يدا واحدة تساند كل ذلك، وقبل كل ذلك القيادة الحكيمة الواعية التي أعطت البلاد جل ما لديها من الوقت والجهد في التخطيط والبناء والعمران، فأضحت السلطنة دولة ومنظومة رائعة تتمتع بكل عناصر القوة، لذلك شرع الجميع بالاستعدادات من خلال تسخير كافة الإمكانيات، وصاحب كل ذلك متابعة وتوجيه سديد فعبرنا مكونو بسلام ومر كما يقال كسحابة صيف فلله الحمد والمنة على نعمة عمان وما نحن فيه من خير وسلام.