خبراء ومختصون: هوَّة واسعة بين التعليم ومتطلبات السوق

بلادنا الأحد ١٠/يونيو/٢٠١٨ ٠١:٣٠ ص
خبراء ومختصون: هوَّة واسعة بين التعليم ومتطلبات السوق

مسقط - محمد سليمان

أكد خبراء ومختصون، أن التعليم في السلطنة بحاجة للتطوير بما يتواكب مع متطلبات سوق العمل، مؤكدين أن مخرجات العملية التعليمية تحتاج إلى إعادة صياغتها بما يتواءم مع تحديات سوق العمل الراهنة والتي تعتمد بشكل أساسي على ريادة الأعمال، والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة والمشاريع الخاصة، كبديل للتوظيف، معتبرين أن التعليم هو العامل الأساسي في تلك المنظومة والذي يهيئ الخريج للسوق.

مخرجات العملية التعليمية

رئيس اللجنة الاقتصادية بمجلس الشورى، سعادة د.صالح مسن قال : هناك تغيرات كبيرة طرأت على سوق العمل، والاتجاه العالمي بدأ يتزايد بالاعتماد على ريادة الأعمال كبديل للتوظيف، وبينما يشهد العالم تلك التغيرات توقفت مخرجات العملية التعليمية لمواكبة ذلك والنهوض به، وفي هذا السياق جرت الإشارة إلى المقال الذي كتبه سعادته سابقاً عن أهم التحديات التي تواجه المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، إذ صنف المقال التحديات التي تواجه رواد الأعمال إلى ثلاث فئات وهي تحديات متعلقة بالمجتمع وتحديات متعلقة بالبيئة الاستثمارية وتحديات متعلقة بالقدرات الريادية لرواد الأعمال.
وأضاف سعادته: حسب أحد الاستبيانات الاستطلاعية لصندوق شراكة كانت نظرة المجتمع السلبية للفشل عائق كبير يواجه رواد الأعمال المبتدئين إذ يرى 92% من المستطلعة آراؤهم أن المجتمع ينظر بسلبية حادة تجاه فشل صاحب المشروع. بالإضافة إلى ذلك فإن دور المؤسسات التربوية والإعلامية أقل بكثير من المأمول منها فلا النظام التعليمي يهيئ الطلبة للتفكير بإدارة مشروعات تجارية ولا القنوات الإعلامية تشجع ثقافة ريادة الأعمال من خلال الترويج لرواد الأعمال الناجحين.
وأشار سعادته إلى أن انعدام ثقة المجتمع في قدرات رواد الأعمال العمانيين يأتي كتحدٍ رئيسي آخر يواجه أصحاب هذه المؤسسات حيث يفضل 86% من المجتمع التعامل مع الوافد مقارنة بصاحب المشروع العماني.
وذكر سعادته أنه فيما يتعلق بالتحديات المتعلقة بالبيئة الاستثمارية فقد جاءت صعوبة الحصول على التمويل على رأس هذا التحديات حيث يرى 60% من عينة رواد الأعمال أن إجراءات الحصول على التمويل طويلة ومعقدة مع اختلاف آرائهم حول مسألة تناسب المنتجات التمويلية مع حاجة أصحاب العمل، كما أشار 93 % من رواد الأعمال إلى أن احتكار الشركات الكبيرة للسوق يؤثر بشكل سلبي على نشاطهم ونمو مؤسساتهم. وأخيراً تأتي التحديات المتعلقة بالقدرات الريادية كمعوق لوجستي يتسبب في فشل الكثير من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في المراحل الأولى من التأسيس؛ حيث أكد أكثر من 54 % من رواد الأعمال أنهم ليس لديهم القدرات الأساسية لإدارة مشاريعهم، فيما أشار الأغلبية بأنهم يحتاجون إلى مساعدة في صياغة خطة عمل المشروع.

حل سريع

رئيس اللجنة الاقتصادية بغرفة تجارة وصناعة عمان أحمد الهوتي قال لـ«الشبيبة»: «إن القضية لا تكمن في النظام التعليمي بالسلطنة، بقدر ما تتعلق باهتمام الشباب بتطوير ذاته عقب انتهاء العملية التعليمية، واهتمامه الدائم برفع مهاراته وخبراته لتلاحق سوق العمل».
وأضاف أن تطوير التعليم يحتاج لسنوات طويلة، ونحن في حاجة إلى حلول سريعة يمكنها أن تستوعب الخريجين والذين يصل عددهم إلى 45 ألف خريج سنوياً، وإذا كان التعليم الحالي بالسلطنة لا غبار عليه فإن الإشكالية الحقيقية، فيما بعد التعليم إذ نحتاج إلى عام كامل بعد التخرج لكل طالب يتدرب ويتعلم كيف يخوض الحياة العملية.
وأوضح الهوتي أن توجه الطالب للالتحاق بالقطاع الحكومي أو الخاص أو حتى بالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة يقتضي أن يكتسب حياله الكثير من المهارات التي لا تتعلق بالمناهج التربوية فقط، وإنما بالقدرات والإمكانيات العملية.
وبيّن رئيس اللجنة الاقتصادية أن معالجة الفجوة بين سوق العمل ومخرجات التعليم لا يشترط معها إقرار تغيير المناهج أو التخصصات، والمفترض هو توفير «الحل السريع» لاستيعاب وتقليل تلك الفجوة.

أعداد الطلبة المسجلين

يذكر أن مركز القبول الموحد أشار إلى أن أعداد الطلبة المسجلين في نظام القبول الموحد للمرحلة الجامعية الأولى للعام الأكاديمي 2018/‏ 2019 بلغ (38188) طالباً وطالبةً، حسب إحصائيات التسجيل حتى 7 مايو 2018. وقد بلغ عدد المسجلين من حملة الشهادات الأجنبية والدولية من داخل وخارجها (617) طالباً وطالبةً. فيما بلغ عدد الطلبة الذين سجلوا وقاموا بترتيب اختياراتهم من البرامج الدراسية (24849) طالباً وطالبةً.