السلطات في قبضته

الحدث الثلاثاء ٢٦/يونيو/٢٠١٨ ٠٣:٥٨ ص
السلطات في قبضته

إسطنبول - رويترز

أصبح الطريق سهلا للرئيس التركي رجب طيب أردوجان لحكم قبضته على الحكم في تركيا مع تحويل نظام الحكم إلى النظام الرئاسي حيث ستكون السلطة في يد رئيس الدولة بدلا من رئيس الوزراء وخرج أردوجان منتصرا من أكبر تحد انتخابي واجهه منذ عقد ونصف مما يمنحه سلطات تنفيذية واسعة سعى إليها منذ فترة طويلة على البلد البالغ تعداد سكانه 81 مليون نسمة حتى العام 2023 على الأقل.

وتعهد أردوجان بعدم التراجع عن مبادرته لقيادة تحوّل تركيا، التي تشهد استقطابا حادا وتنتمي لحلف شمال الأطلسي والمرشحة ولو من الناحية النظرية للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

وأعلن أردوجان (64 عاما) وحزبه العدالة والتنمية النصر في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية متفوقين على المعارضة التي اكتسبت زخما كبيرا في الأسابيع الأخيرة وبدا أنها قادرة على إحداث مفاجأة.
وحصل أردوجان على 52.5 في المئة من الأصوات في السباق الرئاسي بعد فرز أكثر من 99 في المئة من الأصوات فيما حصل حزب العدالة والتنمية على 42.5 في المئة في الانتخابات البرلمانية وتلقى دفعة بحصول حلفائه القوميين، وبخلاف التوقعات، على 11.1 في المئة.
وأعلن رئيس اللجنة العليا للانتخابات التركية سعدي غوفن في تركيا، فوز رجب طيب أردوجان، بولاية رئاسية ثانية، بنسبة 53 في المئة بعد فرز أغلب أصوات الناخبين، مؤكدا أن هذه النسبة ستجنب أردوجان أن يخوض جولة إعادة.
وقال أردوجان في كلمة «من المستحيل بالنسبة لنا التراجع عمّا حققناه لبلدنا فيما يتعلّق بالديمقراطية والاقتصاد».
وأقر مرشح المعارضة الرئيسي في الانتخابات الرئاسية التركية محرم إنجه بالهزيمة في انتخابات وصفها بأنها «غير عادلة» محذِّرا من أن النظام الذي سيطبّق في البلاد اعتبارا من الآن خطير ويقوم على حكم الفرد ودعا أردوجان أن يكون رئيسا «للجميع».
جاء تصريح إنجه مرشح حزب الشعب الجمهوري خلال مؤتمر صحفي في أنقرة بعد يوم من فوز الرئيس رجب طيب أردوجان بنسبة 52.5 في المئة من الأصوات في السباق الرئاسي. وحصل إنجه على 31 في المئة. وانهالت الانتقادات على إنجه من قِبل أنصاره على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب التزامه الصمت في أعقاب التصويت.
وقال إنجه إنه يقبل بنتيجة الانتخابات، مشيرا إلى عدم وجود اختلاف كبير بين النتائج الرسمية وتلك التي توصلت إليها إحصاءات حزبه وأكد في ذات الوقت أن النظام (النظام الرئاسي) الذي سيطبّق في تركيا اعتبارا من الآن خطير جدا ويقوم على حكم الفرد.
وكانت نسبة الإقبال على التصويت في الانتخابات مرتفعة إذ بلغت نحو 87 في المئة. وصعدت الليرة التركية أكثر من اثنين في المئة بعد فوز أردوجان في الانتخابات لتزيد عن مستوى 4.55 ليرة للدولار بعد أن كانت قد خسرت نحو 20 في المئة من قيمتها هذا العام. كما صعدت الأسهم التركية قرابة أربعة بالمئة إذ راهن المستثمرون على أن تؤدي النتيجة إلى الاستقرار السياسي وهو مؤشر إيجابي لأسواق المال.
ورغم قلق المستثمرين من إحكام قبضة أردوجان على السلطة فإن البعض كان يخشى أيضا أن تدفع نتيجة الانتخابات بالبلاد نحو الاضطرابات السياسية.

انتقادات لإنجه

يشرف أردوجان المتمرس في خوض الحملات الانتخابية على النمو الاقتصادي القوي في تركيا منذ سنوات وفاز بولاء ملايين الأتراك المتدينين من أبناء الطبقة العاملة بفضل إنشاء المدارس والمستشفيات والبنية الأساسية.
لكن الرئيس التركي يشن حملة صارمة على معارضيه شهدت سجن نحو 160 ألفا وإغلاق منافذ إعلامية.
وتؤذن نتيجة الانتخابات بتطبيق نظام رئاسة قوية جديد أيّدته أغلبية بسيطة في استفتاء العام 2017 وقال منتقدون إنه سيقوض الديمقراطية وسيرسخ حكم الفرد. وذكرت وكالة الأناضول الحكومية للأنباء أن النتائج غير الرسمية تشير إلى أن ائتلاف حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية اليميني سيشغل 343 مقعدا في البرلمان التركي المؤلف من 600 مقعد على أن يكون 293 مقعدا من نصيب حزب العدالة والتنمية و50 مقعدا للقوميين.وستحصل المعارضة الرئيسية على 146 مقعدا إذ سيشغل حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد 67 مقعدا وسيحصل الحزب الصالح على 44 مقعدا.

وقالت المعارضة الرئيسية في ساعة متأخرة أمس الأول إن من السابق لأوانه الإقرار بالهزيمة. وحصل مرشح المعارضة الرئيسي محرم إنجه على نحو 31 في المئة من الأصوات.
ويصف أردوجان مرارا معارضيه بأنهم أعداء الديمقراطية ليلعب على وتر المشاعر القومية التي سادت بعد محاولة الانقلاب في 2016.
وأضاف «لن نتوقف حتى تصبح تركيا، التي أنقذناها من المتآمرين والانقلابيين والمرتزقة السياسيين والاقتصاديين وعصابات الشوارع والتنظيمات الإرهابية، من بين أكبر عشر اقتصادات في العالم».