المعارك تسترد الخرائط

الحدث الثلاثاء ٠٣/يوليو/٢٠١٨ ٠٤:٠٥ ص
المعارك تسترد الخرائط

عمّان - بيروت - موسكو - دمشق - وكالات

تمكن الجيش السوري خلال الأيام الفائتة من تحرير مساحة تزيد على 1800 كيلومتر مربع في محافظة درعا، بحسب خبير عسكري، مشيرا إلى أن الجيش السوري سيطلق خلال الساعات القليلة المقبلة عملية عسكرية واسعة باتجاه الريفين الغربي، والجنوبي الغربي لمحافظة درعا.

فيما قالت وسائل إعلام سورية إن مدينة رئيسية خاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة في جنوب غرب سوريا قبلت العودة إلى سلطة الدولة السورية رغم أن بعض النشطاء المحليين والمقاتلين من المعارضة شككوا في إتمام الاتفاق.

وستمثل خسارة بصرى الشام، وهي مدينة كبرى قريبة من عاصمة محافظة درعا، انتكاسة كبيرة للجماعات المسلحة في مواجهة هجوم الجيش السوري المدعوم من روسيا في جنوب غرب البلاد.
وأوضح العميد العسكري المتقاعد علي مقصود لوكالة «سبوتنيك» الروسية أن تقدم الجيش السوري يأتي عبر مسارين، الأول عسكري، والثاني هو مسار المصالحات التي لعب الجانب الروسي دورا كبيرا في إنجازها، وآخرها إنجاز اتفاق المصالحة في مدينة بصرى الشام الذي أصبح نافذا.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومراسل للتلفزيون الحكومي ووحدة الإعلام الحربي التابعة لحزب الله إن مسلحي المعارضة في بصرى الشام، إلى الشرق من درعا عاصمة المحافظة، توصلوا إلى اتفاق وإنهم بصدد تسليم أسلحتهم الثقيلة.
ونشر نشطاء لقطات مصوّرة لعربات مدرعة يجري تسليمها للقوات الروسية رغم أن بعض المصادر المحلية قالت إنّ هذه كانت بادرة حسن نية مع استمرار المحادثات وليست مؤشرا على تنفيذ اتفاق استسلام.
وذكرت مصادر دبلوماسية مطلعة أن المحادثات يوم الأحد كانت صعبة مع إصرار روسيا على شروط استسلام شاملة بينما قال مفاوضو المعارضة إنهم لن يقبلوا سوى باتفاق يجعل الأردن ضامنا لسلامة المدنيين البالغ عددهم 800 ألف في محافظة درعا.
وقالت الأمم المتحدة يوم الجمعة إن ما لا يقل عن 160 ألفا فرّوا من ديارهم بالفعل.
وقال مسؤولون من المعارضة في فريق التفاوض إن استمرار الضربات الجوية خلال المحادثات قوّض الثقة في العملية.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القتال والقصف تركزا في البداية يوم الأحد على المنطقة المحيطة بمدينة طفس الواقعة شمال غربي مدينة درعا في ظل ضربات جوية مكثفة لكن فيما بعد وقعت اشتباكات في المنطقة بين درعا وبصرى الشام.
وتهدف حملة الجيش السوري في جنوب غرب سوريا إلى استعادة أحد آخر معقلين للجماعات المسلحة في سوريا. والمعقل الثاني هو إدلب ومناطق مجاورة لها في شمال غرب البلاد. وكان الجيش السوري استعاد هذا العام آخر مناطق كانت خاضعة لسيطرة المعارضة قرب دمشق وحمص.
واتفقت روسيا والأردن والولايات المتحدة العام الفائت على أن يكون جنوب غرب سوريا «منطقة خفض تصعيد». وحذّرت واشنطن من أنها ربما ترد على الانتهاكات لهذا الاتفاق لكنها لم تفعل شيئا حتى الآن. وقالت المعارضة الأسبوع الفائت إن الولايات المتحدة أبلغتها بألا تتوقع أي دعم عسكري أمريكي.
وتدخّل الأردن لمحاولة الحد من العنف ووقف موجة أخرى من النزوح عبر حدوده مع سوريا يوم الأحد، وذلك عبر التوسط لإجراء جولة جديدة من المحادثات بين المعارضة السورية وروسيا الحليفة الرئيسية لحكومة دمشق بهدف التوصل إلى هدنة في جنوب غرب البلاد.
ولعبت روسيا دورا حاسما في دعم هجوم الحكومة السورية المستمر منذ أسبوعين بالقوة الجوية والتفاوض على اتفاقات محلية تشرف عليها في البداية شرطتها العسكرية.
وأفادت وحدة الإعلام الحربي التابعة لحزب الله، حليف الأسد، يوم الأحد ومراسل للتلفزيون السوري والمرصد بأن مسلحي المعارضة في بصرى الشام وافقوا على تسليم أسلحتهم.
وتضم مدينة بصرى الشام أحد المواقع التراثية المسجلة في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو). وسيطرت المعارضة المسلحة على المدينة في العام 2015.

لجوء

قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إن المملكة الأردنية تبذل جهودا دبلوماسية مكثفة مع كل أطراف الصراع للمساعدة في التوصل لوقف إطلاق النار بما يخفف من معاناة النازحين.

وكان الصفدي قال على تويتر يوم السبت «نتحرك في كل الاتجاهات ومع كل الأطراف لوقف النار وحماية المدنيين».
وقال عدنان المسالمة، وهو منسق لجنة بالمعارضة مكلفة بتوجيه المفاوضين «نظرا لتعنت الروس في محاولة فرض شروطهم، ونظرا لعدم رغبتهم بإيقاف القصف أثناء عملية التفاوض، (هذا) يشكل لدينا سببا كافيا لعدم الثقة بهم وللخوف المبرر والمشروع على أبنائنا في الجيش السوري الحر بعد انتهاء المفاوضات وتسليم السلاح».
وقالت الأمم المتحدة إن الضربات الجوية على جنوب غرب سوريا منذ بدء الهجوم قبل أسبوعين أسفرت عن نزوح ما لا يقل عن 160 ألف شخص.
وقال عمال إنقاذ إن عشرة مدنيين على الأقل قتِلوا جراء إلقاء قنابل على قرية غصم التي تسيطر عليها الجماعات المسلحة.
وطلب كثير من الفارين اللجوء على امتداد الحدود مع الأردن وهضبة الجولان السورية التي تحتلها إسرائيل. وأعلن الأردن، الذي يستضيف ما يزيد على نصف مليون لاجئ سوري، وكذلك إسرائيل استمرار غلق حدودهما. ووزع جيشا البلدين مساعدات على الذين وصلوا إلى حدودهما.
وقالت إسرائيل أيضا إنها أرسلت تعزيزات من الدبابات والمدفعية إلى الجبهة السورية يوم الأحد كإجراء احترازي بعد احتدام القتال قرب الحدود بين القوات الحكومية السورية والمعارضة.
وقال قائد في الجيش الإسرائيلي لرويترز إن من الصعب الآن تحديد عدد السوريين الذين سعوا للجوء في هذه المنطقة على امتداد الحدود لكنه قال إن عددهم يقدَّر حاليا بعدة آلاف فضلا عن وصول مئات آخرين بصورة يومية.