تطويق درعا

الحدث الثلاثاء ١٠/يوليو/٢٠١٨ ٠٢:١٣ ص
تطويق درعا

موسكو - دمشق - عمّان - وكالات

أعلن مركز المصالحة الروسي ارتفاع عدد البلدات المنضمة للهدنة في منطقة خفض التصعيد جنوب غربي سوريا إلى 90 بلدة، بعد انضمام 16 بلدة في محافظة درعا وبلدة واحدة في محافظة السويداء إلى الهدنة خلال الـ24 الساعة الفائتة.

وجاء في بيان المركز: «نتيجة نجاح المفاوضات، ارتفع عدد البلدات المنضمة لنظام الهدنة إلى 90. في محافظة درعا 75، بما في ذلك 16 في اليوم الأخير، و15 في محافظة السويداء واحدة منها في اليوم الأخير».وأضاف البيان: «إن الجيش الروسي يعتزم إجلاء نحو 1000 شخص من منطقة خفض التصعيد جنوب غربي سوريا عبر ممر إنساني».

وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، قالت إن الوضع على الأرض جنوب غربي سوريا، حيث تقود دمشق قتالا ضد الإرهابيين، يختلف اختلافا جذريا عن اللوحة، التي ترسمها وسائل الإعلام الغربية.
من جانب آخر قال مقاتلون من المعارضة السورية إن الجيش السوري وحلفاءه فرضوا حصارا أمس الاثنين على جيب المعارضة في مدينة درعا بجنوب البلاد وإنهم في طريقهم للسيطرة على المدينة بالكامل.
وقال المتحدّث باسم مقاتلي المعارضة في المدينة أبو شيماء إن عدة آلاف محاصرون الآن بعد أن دخل الجيش قاعدة رئيسية غربي المدينة دون قتال قبل إجلاء رسمي لمسلحي المعارضة وهو ما يخالف اتفاقا توسطت فيه روسيا.
وقال لرويترز إن الجيش والمقاتلين المتحالفين معه طوقوا درعا بالكامل.
وكان ممثلو المعارضة وضباط روس توصلوا إلى اتفاق يوم الجمعة يقضي بتسليم درعا وبلدات أخرى في محافظة درعا الجنوبية على الحدود مع الأردن في نصر جديد للجيش السوري وحلفائه الروس والإيرانيين.
ومن المفترض أن الاتفاق يسمح للمقاتلين الذين يرفضون السلام بالمغادرة لمناطق تسيطر عليها المعارضة في شمال البلاد قبل تسليم الأسلحة وعودة سيادة الدولة.وقال أبو شيماء إن هناك الكثير من المخاوف وإنهم لا يثقون في الروس ولا في «النظام».
وفي مناطق أخرى شملها الاتفاق واصل مقاتلون من الجيش السوري الحر، الذي تلقى في وقت من الأوقات دعما غربيا، تسليم المواقع الحدودية المتاخمة للأردن شرقي محافظة درعا والتي ظلت تحت سيطرتهم منذ بدايات الصراع.
وحقق الجيش وحلفاؤه نصرا استراتيجيا بعد السيطرة على معبر نصيب الحدودي وهو ممر تجاري حيوي سيطر عليه مقاتلو المعارضة لثلاثة أعوام.
وتصدت وسائط الدفاع الجوي السورية لهجوم إسرائيلي، مساء أمس الأول الأحد، وأسقطت عددا من الصواريخ التي كانت تستهدف مطار التيفور وأصابت إحدى الطائرات وأرغمت البقية على مغادرة الأجواء.
وأفاد مصدر عسكري لوكالة «سبوتنيك» الروسية بأنه تم إسقاط 6 صواريخ بواسطة الدفاعات الجوية السورية بمحيط مطار التيفور انطلقت من الجهة الجنوبية لمنطقة التنف باتجاه المطار.
وأشار إلى أنه تم رصدهم لحظة الإطلاق من جنوب منطقة التنف ولم تخترق الأجواء السورية أكثر من 6 صواريخ.
وفي سياق متصل أظهر تقرير أن تحليلا مبدئيا أجرته منظمة حظر الأسلحة الكيميائية خلص إلى استخدام «مواد كيماوية مختلفة معالجة بالكلور» في هجوم في مدينة دوما بسوريا في أبريل الفائت أودى بحياة عشرات المدنيين ودفع الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا إلى شنّ ضربات جوية.
وكانت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية قد أرسلت بعثة لتقصي الحقائق إلى دوما في منتصف أبريل بعد نحو أسبوع من الهجوم الذي وقع في السابع من الشهر نفسه في الجيب القريب من دمشق.
وقال التقرير «عُثر على مواد كيماوية عضوية مختلفة معالجة بالكلور في عيّنات» أخِذت من موقعين.
وذكر التقرير أنه لم يتم العثور على أدلة على استخدام غازات أعصاب.
ووثقت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية استخداما ممنهجا لذخائر محظورة في الحرب الأهلية السورية منها غاز السارين وغاز الخردل. ولم تحمل المنظمة أي جهة المسؤولية عن الهجمات.
وفي دوما زار مفتشو المنظمة موقعين حيث أجروا مقابلات مع شهود وجمعوا عيّنات جرى تقسيمها في معملهم في هولندا ونقلها إلى معامل وطنية تابعة لفحصها.
وقال التقرير إن فحوص عيّنتين تم الحصول على إحداهما من أسطوانة غاز والأخرى بالقرب من أسطوانة ثانية أظهرت وجود مواد كيماوية عضوية معالجة بالكلور.
واتهمت واشنطن ودول غربية أخرى قوات الحكومة السورية بالمسؤولية عن هجوم دوما.
وتنفي الحكومة السورية استخدام الأسلحة الكيماوية في الحرب.
وغادر آلاف السوريين منطقة كانوا قد تجمعوا بها قرب معبر نصيب-جابر الحدودي مع الأردن إثر هجوم للجيش السوري في جنوب غرب البلاد.
وقال المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في الأردن، أندرس بيدرسن، إن ما بين 150 و200 شخص فقط بقوا في المنطقة.
ولم يتضح بعد الأماكن التي عاد إليها النازحون في جنوب سوريا بعد استعادة الجيش السيطرة على المعبر وموافقة المعارضة على وقف إطلاق النار خلال محادثات مع ضباط روس. وقال شهود إنهم غادروا منطقة الحدود إلى مناطق مختلفة داخل محافظة درعا حيث توقف القتال تقريبا.
وانتشرت القوات الحكومية السورية عند المعبر لتسيطر على مسار حيوي للتجارة سيطرت عليه المعارضة لثلاث سنوات.
وقالت وحدة الإعلام الحربي، إن القوات السورية أمّنت بشكل كامل الطريق السريع الرئيسي الممتد من دمشق إلى عمّان.
كما دخل الجيش إلى قاعدة جوية قرب مدينة درعا مما قطع الاتصال بين مسلحي المعارضة داخل المدينة وباقي المسلحين في منطقة تقع إلى الغرب منها.
ووافقت المعارضة يوم الجمعة على تسليم سلاحها في إطار اتفاق لوقف إطلاق النار توسطت فيه روسيا، وسلّمت مناطق كانت تسيطر عليها في محافظة درعا في انتصار آخر يحققه الرئيس السوري بشار الأسد وحلفاؤه.
وقال مصدر عسكري سوري إن جنود الجيش وقوات متحالفة معه سيطروا على قرية أم المياذن في شرق درعا.
وقال المصدر للوكالة العربية السورية للأنباء «وحدات من الجيش والقوات المسلحة بالتعاون مع القوات الرديفة نفذت عمليات مكثفة على تجمعات وتحصينات التنظيمات الإرهابية في قرية أم المياذن أسفرت عن إحكام السيطرة على البلدة الواقعة شمال بلدة نصيب» بالقرب من الحدود الأردنية.