حرب مفتوحة

الحدث الأربعاء ١١/يوليو/٢٠١٨ ٠٤:٥٣ ص
حرب مفتوحة

دبي - رويترز

لم يحقق التحالف العربي مكاسب كبرى في هجوم لانتزاع السيطرة على ميناء الحديدة اليمني من يد جماعة أنصار الله مما يحرمه من التفوّق الحاسم الذي كان يسعى له في مواجهة جماعة أنصار الله في مساعي السلام التي ترعاها الأمم المتحدة.

فقد شنّ التحالف العربي الهجوم على المدينة المحصنة المطلة على البحر الأحمر في 12 يونيو في أكبر معركة في الحرب الدائرة منذ ثلاث سنوات وتخشى الأمم المتحدة في أن تتسبب في مجاعة.

وتعهدت الدول العربية في التحالف بتنفيذ عملية سريعة للسيطرة على الميناءين الجوي والبحري في الحديدة دون دخول مركز المدينة سعيا لتقليص الخسائر في صفوف المدنيين وتجنّب عرقلة العمل في الميناء الذي يعدّ شريانا لملايين في البلاد التي يعتقد أن 8.4 مليون نسمة فيها على شفا المجاعة.
لكن التحالف لم يحقق تقدُّما يُذكر في الحملة التي تقول الرياض وأبوظبي إنها تهدف إلى قطع خط إمداد أنصار الله الرئيسي وإجبار الجماعة على الجلوس إلى مائدة التفاوض.
وأعلن التحالف في 20 يونيو أنه سيطر على مطار الحديدة لكن مصادر في الجيش المحلي وجماعات الإغاثة قالت لرويترز إنه ليس هناك سيطرة كاملة على المطار والمنطقة المحيطة به والتي تمتد لمسافة 20 كيلومترا لأي من الجانبين.
وقال محمد علي الحوثي القيادي في الجماعة لرويترز «التحالف لم يسيطر على الإطلاق على المطار».
وقال مصدر في الجيش اليمني المؤيد للتحالف إن أنصار الله يسيطرون على الضواحي الشمالية للمنطقة فيما تحاول القوات التي يدعمها التحالف الحفاظ على مواقعها على المشارف الجنوبية.
وقال مسؤول إغاثة كبير طلب عدم ذكر اسمه لرويترز إن قوات التحالف اخترقت في البداية محيط المطار «لكن الأمر لم يدم إلا لأقل من 24 ساعة وتم إخراجهم من هناك».
وأكد المتحدث باسم التحالف، العقيد الركن تركي المالكي، أن المطار حاليا تحت سيطرة التحالف على الرغم من أن مسلحي أنصار الله يواصلون «إطلاق النار بشكل غير مباشر» من المناطق المحيطة صوب المطار.
وقال لرويترز «التحالف يسيطر بالكامل على المطار وليس هناك وجود لمسلحين من أنصار الله في محيطه».
وقال مسؤول إماراتي إن تصريح المالكي يمثل موقف البلدين.

تحد ضخم

يسلط الموقف الضوء على التحديات الهائلة التي تواجه التحالف في مسعاه للسيطرة على ميناء الحديدة في غياب حل سياسي.
ويتفوّق أنصار الله الذين يسيطرون على المناطق الأكثر كثافة سكانية باليمن بما يشمل العاصمة صنعاء في استخدام طرق حرب العصابات.
وتعرّضت القوات التي يقودها التحالف قرب المطار وعلى طريق ساحلي يستخدمه التحالف لإعادة إمداد قواته من قواعد عسكرية على الساحل الغربي لمناوشات من مسلحي أنصار الله والقوات المتحالفة معهم.
وبعد أن أعلن التحالف وقفا مؤقتا للعمليات العسكرية لإعطاء جهود الوساطة من الأمم المتحدة فرصة للنجاح اندلع القتال مجددا يومي الجمعة والسبت في الوقت الذي حاولت فيه القوات المدعومة من التحالف دفع مسلحي أنصار الله والقوات المتحالفة معهم للتقهقر بعيدا عن الساحل لتأمين الشريط الساحلي جنوبي الحديدة.
وقال جوست هلترمان، مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية «من الصعب توقع هزيمة سريعة لأنصار الله في الحديدة حتى إن قام التحالف بتفعيل دور ما يشير إليها بالمقاومة المحلية».
وتدخّل التحالف العربي المدعوم من الغرب في حرب اليمن في 2015 لإعادة السلطة للحكومة المعترف بها دوليا لكن لم يحقق أي طرف تقدُّما حاسما في الصراع الذي يعتبر على نطاق واسع حربا بالوكالة بين السعودية وإيران.
ويقوم مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن مارتن جريفيث بجولات مكوكية بين الأطراف المتحاربة لتجنّب شنّ هجوم شامل على الحديدة تخشى الأمم المتحدة من أن يؤدي إلى تفاقم أزمة إنسانية توصف بالفعل بأنها الأكثر إلحاحا في العالم.
وعقد جريفيث جولة ثانية من المحادثات مع أنصار الله في صنعاء الأسبوع الفائت ومن المتوقع أن يقوم بالمثل مع الرئيس عبدربه منصور هادي الموجود حاليا في مقر حكومته المؤقت في مدينة عدن جنوب البلاد.
وتقول الأمم المتحدة إن أنصار الله عرضوا تسليم إدارة الميناء للأمم المتحدة في إطار اتفاق شامل لوقف إطلاق النار في محافظة الحديدة لكن التحالف قال إن على أنصار الله الانسحاب من الساحل الغربي.
وتتهم الدول العربية في التحالف أنصار الله باستخدام الميناء لتهريب أسلحة إيرانية الصنع بما في ذلك صواريخ استهدفت مدنا سعودية. وتنفي طهران وأنصار الله تلك الاتهامات.