مونديال روسيا.. كتاب مفتوح..!!

مقالات رأي و تحليلات الخميس ١٢/يوليو/٢٠١٨ ٠٤:٤٨ ص
مونديال روسيا.. كتاب مفتوح..!!

سالم الحبسي
Ssa.alhabsi@gmail.com

السبت..

سقطت معظم التوقعات في مونديال روسيا 2018.. وربما خابت الأماني والأحلام وحتى التوقعات الفنية.. كلها سقطت في بحر المفاجآت التي شهدها كأس العالم الذي لم يعترف إلا بالواقعية والعمل الجاد والبحوث والدراسات والتطوير والإعداد الطويل وتراكم الخبرات والجماعية بعد رمي الفردية بعرض الحائط.. فخرج الصغار بطريقة تراجيدية ولحقهم الكبار بالطريقة نفسها فلم يكن في هذا المونديال مكان للأسماء والمنتخبات الكبيرة وأعطى هذا المونديال ظهره للتاريخ إلا قليلا مما تبقى في النهائي المنتظر..!!

الأحد..

تساقطت النجوم المعلقة في صدر المنتخبات الكبيرة أبرزها البرازيل وألمانيا والأرجنتين وإسبانيا.. كل واحد منهم سقط وودّع بقصة مختلفة منها قصة حزينة للخروج المبكر ومنها قصة لا تخلو من الدموع الساخنة للخروج في الأدوار الإقصائية.. وفي نفس الوقت قالت منتخبات بدون نجمة على صدرها كلمتها مثل روسيا وكرواتيا وبلجيكا قبل أن تودّع بشرف وهي تلعب في الأمتار الأخيرة.. وهذه أو تلك قدّمت دروسا كبيرة في عالم كرة القدم يمكن الاستفادة منها قبل مونديال قطر 2022.

الاثنين..

ربما يعتبر منتخب بلجيكا أكثر المنتخبات التي لفتت الانتباه في مونديال روسيا والذي حظي بالدرجات الكبيرة في الترشيح لتخطي البرازيل وهو ما حدث وبعدها فرنسا ولكنه خرج بهدف يتيم أمام الديوك..
إلا أن المنتخب البلجيكي، الذي تصدّر منذ فترة وجيزة ترتيب الفيفا، قدّم قصة عمل وكفاح طويلة خلال 12 عاما قضاها في العمل الجاد لبناء نجوم بقدرات هائلة من خلال الأكاديميات الكروية والمنتخبات السنية، لذلك قدّم نموذجا يُحترم في طريقة وأسلوب اللعب لا يقل أبدا عن المدرسة الهولندية التي قدّمت الكرة الشاملة والمنتخب الألماني الذي قدّم كرة الانضباط والمنتخب البرازيلي الذي قدّم كرة الاستعراض الكروي الجميل، وربما يذكّرنا العمل في الكرة البلجيكية بالعمل المدروس للكرة الإسبانية منذ أعوام.

الثلاثاء..

الكثير من اللاعبين تعملقوا في مونديال روسيا في الوقت الذي سقطت نجوم الصف الأول أو نجوم الشباك والمسرحيين والذين كان يُعوَّل عليهم تقديم أدوار أكبر مع منتخباتهم إلا أنهم أخفقوا في تحقيق معادلة النجم الأوحد لأن الواقعية والجماعية فرضت نفسها فلم يعد هناك مكان للنجم الواحد في مونديال روسيا بينما بزغت نجوم قدّمت مجهودات خارقة ساهمت في تصعيد منتخباتها وقيادتها للأدوار الأمامية فيما خرجت النجوم الكبيرة من الباب الخلفي بلا رثاء يستحقونه وهو درس كروي مهم يقدّمه المونديال للذين يعتبرون.

الأربعاء..

أعجبني إصرار وعزيمة وقوة عدد من المنتخبات في هذا المونديال أبرزهم المنتخب الروسي الذي قدّم عروضا قتالية حتى الرمق الأخير وهو الفريق غير المرشح الذي تصدّر مجموعته وأسقط وأزاح منتخب إسبانيا المدجج بالنجوم ولم يلتفت للترشيحات التي تركها وراء ظهره وكان يمكن أن يذهب بعيدا لولا ركلات الحظ الترجيحية التي أخرجته بشرف.. في المقابل استسلمت منتخبات كثيرة منها المنتخبات العربية التي تركت صالات النزال مبكرا وكأنها ضيف شرف وبقيت تتغنّى بانتصار يتيم وكأنها حققت الحلم الكروي العربي..!!

الخميس..

سينتهي بعد أيام مونديال روسيا بحلوه ومره.. وسيترك لنا العديد من التجارب والفوائد وبعد مونديال مثالي قدّمته روسيا بنجاح مبهر نترقب وننتظر مونديال قطر بعد أربع سنوات الذي سيُقام على أرض عربية لأول مرة في تاريخ كأس العالم، وما نتمناه أن تعمل منتخباتنا العربية بأسلوب علمي ممنهج بعيدا عن العشوائية وأن يكون هدفنا المنافسة للوصول إلى الأدوار المتقدمة وليس فقط شرف الوصول والتأهل.. فهل من مستمع..؟!