تكريم المشاركين في مشروع مراقبة الثروات البحرية

بلادنا الثلاثاء ١٧/يوليو/٢٠١٨ ٠٣:٤٢ ص
تكريم المشاركين في

مشروع مراقبة الثروات البحرية

مسقط-
نظمت جمعية البيئة العمانية حفل تكريم للصيادين الذين ساهموا في إنجاح مشروع مراقبة الثروات البحرية بمكتب الوالي في جزيرة مصيرة. وقد أقيم الحفل برعاية والي مصيرة سعادة الشيخ طلال بن سيف الحوسني وعضو مجلس الشورى سعادة الشيخ محمد بن علي البادي، بحضور عدد من الصيادين وسكان الجزيرة.

ويهدف المشروع، الذي تموله دائرة خدمة الأحياء البحرية والحياة البرية الأمريكية (USFWS) ومجموعة خبراء تقنيين من المحيطات الخمسة لخدمات البيئة، إلى دراسة تأثير أساليب الصيد المختلفة على الحياة البحرية على مدى عامين، وجاء تعقباً لدراسة سابقة حول انخفاض أعداد سلاحف الريماني في جزيرة مصيرة بسبب الصيد العرضي. وقد عمل العلماء والصيادون لفهم أسباب هذا النوع من الصيد، وذلك عن طريق تركيب أجهزة تتبع تعمل بنظام الـGPS وكاميرات رقمية على قوارب الصيد.

وبهذا الصدد قال مدير شؤون المجتمع والتوعية البيئية في الجمعية د. حمد الغيلاني: إن مشاركة المجتمع في مثل هذه المشاريع أمر أساسي، وله أثر ملموس في زيادة الوعي حول حماية السلاحف. فمن خلال مختلف الجلسات التي نظمتها الجمعية، استطاع الخبراء استقصاء أهم مسببات الصيد العرضي وإيجاد حلول بمشاركة الصيادين الذين كان لهم دور فعال في إنجاح هذا المشروع.
وأضاف الغيلاني: نأمل أن تكون هذه بداية لعلاقة طويلة المدى مع الصيادين سنعمل من خلالها على اتخاذ خطوات احترازية لحماية ثروات السلطنة الاقتصادية ومنها السلاحف التي لها تأثير على قطاع السياحة البيئية.
ويعتبر الصيد العرضي من أكبر التحديات التي تواجهها الحياة البحرية، وتتلخص تأثيراته في انخفاض إنتاجية الأسماك، حيث يتم صيد الأسماك الصغيرة بشكل خاطئ، ما يؤدي إلى فقدان الأنواع التي توازن الأنظمة البيئة البحرية، كما يؤثر سلباَ على حياة الحيتان والدلافين والسلاحف.
وتعليقاً على المشروع قال كبير المستشارين في شركة المحيطات الخمسة للخدمات البيئية آندرو ويلسون: نحن كمستهلكين لا نعرف الكثير عن تأثير صيد الأسماك ومدى خطورته، نأمل أن الاستمرارية في هذا المشروع ستساعدنا في فهم ودراسة أماكن الصيد التي يقصدها الصيادون في جزيرة مصيرة بشكل يومي وما هي الكائنات البحرية التي يصطادونها ومدى تأثير مختلف أساليب الصيد على هذه الكائنات، ولقد كان من ضمن التحديات التي واجهتنا كعلماء تصحيح المفاهيم الخاطئة حول القيود التي نفرضها على أماكن الصيد، ففي الواقع فإن هذا النوع من المعرفة سيساعدنا في فهم كيفية تطوير عمليات الصيد المستدامة والتي بدورها ستحسن من مستوى وعي المجتمع حول الطرق الصحيحة لحماية سبل رزقهم.
وقد تم من خلال الدراسة تنظيم عدد من حلقات العمل بالتعاون مع وزارة البيئة والشؤون المناخية ووزارة الزراعة والثروة السمكية وجامعة السلطان قابوس والمجتمع المحلي.
من جانبها قالت خبيرة السلاحف البحرية والمصائد في الإدارة الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي د. مانجولا تيواري: من خلال عملنا مع الجهات المختصة والصيادين تمكنا من دراسة ممارسات الصيد والتقنيات المستخدمة، وهذا بدوره سيساعدنا في تحديد طرق بديلة ستساهم بشكل إيجابي في تطوير أجهزة جديدة لا تعرقل الحفاظ على البيئة بأحدث التقنيات.
وستشمل المرحلة المقبلة عرض نتائج المشروع على الصيادين والعمل مع الجهات الحكومية المختصة لإيجاد حلول مستدامة للصيد.
وتعتبر جزيرة مصيرة أحد أهم مواقع تعشيش السلاحف، حيث إن الأنواع الأربعة من السلاحف التي تعشش في السلطنة، تعشش في جزيرة مصيرة. وتشير التقديرات إلى أن نحو 30000 أنثى من سلاحف الريماني (التي تنتمي للمجموعة الفرعية للسلاحف في شمال غرب المحيط الهندي المعرضة لخطر الانقراض بشدة) يجتمعن في الجزيرة للتعشيش بين شهري مارس وأغسطس، ما يعد أحد أكبر تعداد للتعشيش في العالم.
إن أعداد السلاحف تنخفض بشكل كبير، مما أدى إلى إدراج هذه المجموعة الفرعية من السلاحف في شمال غرب المحيط الهندي كمجموعة معرضة لخطر الانقراض بشدة على لائحة اتحاد الدولي لصون الطبيعة والموارد الطبيعية في عام 2015. جدير بالذكر أن جمعية البيئة العُمانية تأسست في عام 2004 على يد مجموعة من المواطنين المهتمين من مختلف شرائح المجتمع، وذلك بهدف نشر الوعي حول أهمية المحافظة على البيئة في شتى المجالات. وقد تعاونت الجمعيّة حتى يومنا هذا مع العديد من الوزارات ومؤسسات القطاعين العام والخاص لإطلاق باقة من المبادرات الهادفة بما فيها المسابقة الوطنية للخطابة البيئية العامة لطلاب الكليات والجامعات، ومشروع النهضة لأبحاث الحيتان والدلافين.