علاقات أعداء الأمس على طاولة القمة ترامب وبوتين وجهاً لوجه

الحدث الثلاثاء ١٧/يوليو/٢٠١٨ ٠٥:٠٢ ص
علاقات أعداء الأمس على طاولة القمة 

ترامب وبوتين وجهاً لوجه

هلسنكي - ش - وكالات

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمام وسائل الإعلام قبيل اجتماعه المغلق مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين أمس الاثنين إن إقامة علاقات ودية مع روسيا «أمر محمود وليس مكروها».

وأضاف ترامب بعد الإشادة باستضافة روسيا لبطولة كأس العالم لكرة القدم «الأهم من ذلك هو أن لدينا الكثير من الأمور الجيّدة التي يمكن أن نتحدث بشأنها». وقال ترامب إن محادثاته مع بوتين ستتناول «كل شيء بدءا من التجارة ومرورا بالشؤون العسكرية والصواريخ (وانتهاءً) بالصين. سنتحدث قليلا عن الصين وصديقنا المشترك الرئيس شي».

بوتين: حان الوقت

من جهته قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في بداية قمتهما في هلسنكي إن الوقت قد حان للتحدث عن العلاقات بين موسكو وواشنطن.
وأضاف أن عليهما أيضا مناقشة قضايا دولية معقدة متعددة الأطراف.
وقال وهو يجلس بجانب ترامب «هناك ما يكفي منها بما يدفعنا لبدء الاهتمام بها».

ضغط

قبل ساعات من أول قمة له مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن «الحمق الأمريكي» هو السبب في تدهور العلاقات بين واشنطن وموسكو بينما توقع الكرملين اجتماعا صعبا.
وتعكس تصريحات ترامب مدى الضغط السياسي المحلي الذي يتعرّض له بسبب القمة بينما يعكس تعليق الكرملين المتشائم اعتقاده أن مجرد عقد الاجتماع يمثل مكسبا لروسيا.
وحث المنتقدون والمستشارون ترامب على أن يستغل هذه القمة لتكثيف الضغط على بوتين فيما يتعلق بمزاعم التدخل في الانتخابات وغيرها من الأنشطة «الخبيثة» من جانب روسيا. لكن قبل ساعات من الاجتماع صبّ ترامب غضبه على بلده والتحقيق في احتمال وجود صلات بين حملته الانتخابية العام 2016 وروسيا. وينفي ترامب حدوث أي تواطؤ.
وقال ترامب على تويتر «علاقاتنا مع روسيا لم تكن قط بمثل هذا السوء ويرجع ذلك لسنوات عديدة من الحمق والغباء الأمريكي والآن هذه الحملة الظالمة المصطنعة» في إشارة إلى التحقيق.
وكرر ترامب اعتقاده بأن سلفه باراك أوباما لم يتخذ أي إجراء بشأن التدخل الروسي المزعوم.
ولا يتوقع أي من الطرفين أن تتمخض المحادثات في العاصمة الفنلندية عن انفراجات كبرى باستثناء الكلمات الطيبة والاتفاق على إصلاح العلاقات الأمريكية الروسية المتدهورة وربما التوصل لاتفاق بشأن بدء محادثات في قضايا مثل الأسلحة النووية وسوريا.

مكاسب بوتين

وبالنسبة لبوتين فإن مجرد عقد القمة، رغم أن بعض الأمريكيين وحلفاء واشنطن يرون في روسيا دولة شبه منبوذة، يمثل مكسبا جيوسياسيا لأنه يظهر، بالنسبة للروس، أن واشنطن تعترف بموسكو كقوة عظمى ينبغي وضع مصالحها في الاعتبار.
وكان الكرملين قال إنه لا يتوقع اجتماعا سهلا وإنه سيوجه لترامب أسئلة عن انتقاده لخطط إنشاء خط أنابيب لنقل الغاز الروسي إلى ألمانيا. وأضاف أنه سيكون من الصعب التوصل إلى أرضية مشتركة بشأن الملف السوري بسبب الخلافات بشأن إيران.

توقعات محدودة

وتوقع ترامب التعرّض لاتهامات بأنه تساهل مع بوتين مهما كان سير الاجتماع.
وقال ترامب إنه سيثير مسألة التدخل الروسي المزعوم في الانتخابات مع بوتين لكنه لا يتوقع أن يصل لشيء.
وأقصى ما يعتقد المحللون أن تسفر عنه القمة اتفاق على بدء إصلاح العلاقات بين البلدين وربما يتوصل الزعيمان إلى اتفاق لبدء محادثات بشأن مسائل منها الحد من الأسلحة النووية وسوريا.
وقد يتفق الزعيمان أيضا على بدء زيادة عدد العاملين في سفارتي بلديهما وعودة الممتلكات الدبلوماسية المصادرة بعد موجة من الطرد والتحركات العقابية في أعقاب تسميم جاسوس روسي سابق في بريطانيا. ويختتم ترامب بقمة هلسنكي جولة استمرت أسبوعا تقريبا زرع خلالها بذور الشك في مدى التزامه تجاه حلف شمال الأطلسي، وما تسميها واشنطن العلاقة المميزة مع بريطانيا بالإضافة إلى العلاقات الأمريكية مع الاتحاد الأوروبي الذي وصفه ترامب بأنه خصم «على الساحة التجارية». وعلى هذه الخلفية وفي ظل عدم اليقين بشأن ما قد يفعله ترامب أو يقوله بعد ذلك، فإن قمته مع بوتين، والتي ستتضمن جلسة مع الرئيس الروسي يحضرها مترجمان فحسب، يخشى حلفاء واشنطن وساستها أن يقدّم ترامب تنازلات كبيرة متسرعة.

لماذا هلسنكي؟

عقدت القمة في القصر الرئاسي الأصفر، الذي يعود تاريخه للقرن 19 الميلادي، والذي يطل على بحر البلطيق، وقد تم اختيار هلسنكي لاستضافة القمة لعدة أسباب من بينها رمزيتها، حيث شهدت عقد قمة تاريخية مماثلة بين الرئيسين السابقين الأمريكي والروسي جيرالد فورد وليونيد بريجنيف في العام 1975.
وفي العام 1990 وقبل انهيار الاتحاد السوفييتي مباشرة، التقى الرئيس الأمريكي جورج بوش مع الزعيم الروسي ميخائيل جوباتشوف لمناقشة الأوضاع المشتعلة في الخليج العربي في ذلك الحين، بالإضافة إلى أنها تعتبر أرضا محايدة، حيث إن فنلندا ليست عضوا في حلف شمال الأطلنطي أو حلف وارسو، وحاولت دوما خلال الحرب الباردة اتخاذ مواقف متوازنة بين الشرق والغرب.
يذكر أن «هلسنكي»، شهدت إجراءات أمنية مشددة، أمس الاثنين، قبل ساعات من اللقاء بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره الأمريكي دونالد ترامب.
وانتشر رجال الأمن والشرطة في شوارع العاصمة الفنلندية، قرب القصر الرئاسي الفنلندي، وذلك بعد ساعات من انطلاق مظاهرة احتجاجية ضد سياسات ترامب، في هلسنكي. وكانت موسكو وواشنطن حددتا أجندة المحادثات بين الزعيمين اللذين التقيا قبل ذلك فقط على هامش مناسبتين دوليتين هما قمة «مجموعة العشرين» في هامبورج في يوليو 2017، وقمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي في مدينة دانانج الفيتنامية، في نوفمبر من العام نفسه.