حصد لقب أفضل خريج بجامعة مانشيسترالبريطانية عبدالله المطاعني : معطيات النهضة المباركة سر التفوق

مزاج الخميس ١٩/يوليو/٢٠١٨ ٠٣:٥٢ ص
حصد لقب أفضل خريج بجامعة مانشيسترالبريطانية

عبدالله المطاعني : معطيات النهضة المباركة سر التفوق

مانشستر - مسقط - خالد عرابي

لقد كانت رؤية وفلسفة وحكمة مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- سبّاقة وملهمة حينما أعلنها ومنذ فجر النهضة العُمانية المباركة صريحة وهي بناء البشر قبل الحجر وحين قال جلالته: «سنعلّم أبناءنا ولو تحت ظل الشجرة».. وقد وعد جلالته فأوفى وقد أتت النهضة الحديثة ثمارها مبكرا منذ سنوات عديدة، حيث رأينا ونرى كل يوم نماذج عُمانية عديدة في كل مكان يُشار إليها بالبنان، ونرى عشرات بل مئات العُمانيين يتميّزون ويبدعون ويتفوّقون في المحافل والجامعات الدولية، واليوم لدينا نموذج عُماني شاب وهو من ثمار النهضة إنه عبدالله بن علي بن راشد المطاعني الذي استطاع أن يُحرز تفوُّقا على مستوى واحدة من أعرق وأرقى الجامعات البريطانية وهي مانشستر -تأسست العام 1824م- فكُرِّم كأفضل خريج في تخصص الهندسة الكيميائية، ولم يأتِ تفوّقه علميا فحسب، بل لازمه أيضا التفوّق العملي، حيث حصد بحث عبدالله ومشروع تخرّجه المركز الأول أيضا على مستوى الجامعة فكرَّمته الجامعة بمناسبة حصول مشروعه على جائزة أفضل مشروع تخرّج من بين المشروعات المقدّمة من الطلبة الجامعيين وذلك في احتفال التخرّج الذي إقامته الجامعة للخريجين العام الأكاديمي، وحصل عبدالله على جائزتين نتيجة هذا الإنجاز العلمي، كما استحق التكريم من شركة بريتش بتروليوم البريطانية (BP) التي كرّمته فمنحته "شهادة أفضل طالب" التي تمنحها في العادة لأفضل الطلبة في المجالات الهندسية تشجيعا لهم على إنجازاتهم العلمية وتحفيزا لزملائهم على السير في درب التفوق.. فما هي قصته؟ "الشبيبة" حاورته.

- بجانب التفوّق العلمي حصلت على أفضل مشروع تخرّج فحدثنا عنه؟
مشروع التخرّج الخاص به والذي حصل على جائزة أفضل مشروع تخرّج على المستوى الفردي هو عبارة عن تصميم مصنع لصناعة البروبلين والإيثيلين باستخدام غاز الميثانول وكان نصف المشروع مع مجموعة من الطلبة، بينما كان نصفه الآخر عملا فرديا مني، وتمثّل في تصميم جزء من المصنع، وقد قمت بتصميم أشبه بالمفاعل الذي يقوم بتحويل غاز الميثانول إلى البروبلين والإيثيلين، وبذلك أحرزت أعلى درجة في مشروع التخرّج في الأداء الفردي في الكلية في مجال الهندسة الكيميائية.

- ماذا يعني لك هذا الفوز؟
عبدالله أجاب قائلا: سُعدت جدا بهذا التكريم الذي جاء بعد جهد كبير بذلته في الجامعة طيلة سنوات الدراسة وأثناء العمل في مشروع التخرّج، وبتوفيق من الله سبحانه وتعالى استطعت أن أحقق هذا الإنجاز الذي أهديه إلى وطني عُمان وأخص به المقام السامي لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه، في هذه الأيام التي تعيشها السلطنة ونحن نحتفل بذكرى النهضة المباركة في الـ23 من يوليو المجيد، والتي انطلقت فيه النهضة العُمانية الحديثة لتعم كل ربوع البلاد، سيما أن التعليم كان على قمة أولويات نهضتنا وبه وحده تحقق بلادنا المكانة اللائق بها في عالم اليوم.
وأضاف قائلا: نحن من ثمار النهضة ونحن نحصد اليوم ثمار رؤية وتخطيط جلالته على صيغة إنجازات علمية لبلادنا وكتأكيد على وفاء أبناء النهضة للقائد وأننا كنا وسنظل على العهد والوعد، واضعين هذا الوطن في حدقات عيوننا ومن أجلها يهون كل وأي شيء.
وأردف قائلا: إنني أتطلع بشوق ولهفة لتقديم كل جهدي وكل العلم الذي اكتسبته هنا، وكل الإنجازات التي حققتها لبلادي، وسأستمر في ذات الدرب لتقديم كل غال ونفيس للسلطنة الحبيبة التي لن نستطيع أن نوفيها حقها من البر، سيما أن التخصص الذي درسته في بريطانيا وهو الهندسة الكيميائية من التخصصات التي تحتاجها السلطنة في تحويل النفط والغاز إلى مشتقات نفطية تزيد من قيمتها وتصنع داخل السلطنة بدلا من استيرادها من الخارج.

- منحتك شركة بريتش بتروليوم جائزة أخرى بخلاف تكريم الجامعة فحدثنا عن ذلك؟
بفضل من الله ومنة بالفعل حصلت على تكريم ومنح لجائزة التفوّق العلمي من شركة بريتش بتروليوم في الهندسة الكيميائية، وكما علمت وذكروا أثناء التكريم هي جائزة تُمنح عادة للمتفوقين فقط من الطلبة في مجال الهندسة، وبالطبع فإن مثل هذه الشهادة من شركة بحجم وقيمة "بريتش بتروليوم" لهي قيمة عالية لأنها صادرة من شركة عالمية معروفة في مجال النفط والغاز ولها سمعة عالمية وبالتالي وهي لا تمنح شهاداتها إلا للمتفوقين، ولا أملك غير أن أشكرها على هذه الجائزة التي ستكون مصدر فخر لي في مسيرتي العملية.

- ما هي طموحاتك المستقبلية بعد هذا التفوّق؟
طموحاتي المستقبلية أن أواصل دراستي العلمية بهدف تطوير قدراتي الذاتية ومواصلة دراساتي للتحضير للماجستير والدكتوراه وإجراء البحوث والدراسات العلمية لتطوير الصناعات البتروكيماوية لتسهم في زيادة القيمة المضافة للنفط والغاز، وهذا هو أقل ما يمكن أن أقدّمه لوطني الذي رعاني وعلمني، وسأستمر بحول الله في تقديم كل ما لديّ في هذا المجال.

- نصيحة تقدمها للشباب ولمن هم مثلك من الزملاء وفي مقاعد الدراسة؟
أنصح الزملاء بالسلطنة وخارجها بالجد والاجتهاد والأخذ بأسباب التفوّق وهي معروفة للجميع ولا تحتاج إلى إيضاح، وتكمن العبرة في التمسك بتلك الأسباب وعدم الانجراف مع الصخب الذي يحيط بالطلبة خاصة الذين يدرسون خارج السلطنة، وكذلك ضرورة الالتزام بالمراجعة وملازمة المكتبات والبحث والتقصي في بطون الكتب لاستخلاص الأسرار المختبئة في ما خلف السطور، كما أن التحلي بالمسؤولية والاعتماد على الذات من الضروريات التي لا يمكن إغفالها فالتفوق لا يأتي جزافا أو خبط عشواء، وإنما نتيجة لجهود خارقة تبذل في الخفاء والعلن، وهذه النصائح كان والدي دائما ما يذكرني بها وهو بمسقط، خاصة نقطة الجلوس في المكتبة بعد انتهاء اليوم الدراسي إلى الليل، وقد التزمت بنصيحة الوالد حرفيا فكانت النتيجة أن وجدت في ثناياها النجاح والفلاح والتوفيق، لذا أنصح بها كل طالب وطالبة إذا ما أرادوا تحقيق التفوّق والنجاح.

- ولمن تهدي هذا النجاح؟
أهدي هذا النجاح إلى قائد نهضة عُمان الحديثة، التي أوصلتنا كشباب وجيل جديد إلى ما نحن فيه اليوم، كما أهديه إلى أهلي وأخص أمي وأبي اللذين لولا دعائهما لي بالتوفيق ودعمها المعنوي ومتابعتهما اليومية واللحظية لكل خطوات مسيرتي لما استطعت تحقيق هذا التفوّق، ففي رضا الوالدين تكمن البركة وبرضاهما يأتي توفيق رب العالمين، وأنا ممتن للوالدين على جميل صنعهما وأسال الله أن يوفقني على أن أكون أبدا عند حسن ظنهما بي، ولا أملك غير أن أكلل رأس أبي وأمي بهذه الجوائز التي نلتها فلولاهما لما حصلت عليها، هذه نصيحتي لكل الشباب أيضا ففي رضا الوالدين يكمن سر النجاح.

- رسالة شكر أخرى لمن توجهها؟
لا يسعني وأنا أقف في هذا المنعطف المهم وبعد سنوات من الجد والاجتهاد إلا أن أتوجه بالشكر والتقدير وعظيم الامتنان لوزارة التعليم العالي بالسلطنة على دورها في توفير البعثات الدراسية للطلبة لينهلوا من معين العلم خارج عُمان، فهذه البعثات تتيح للطلبة نقل تجارب وخبرات الدول الأخرى التي سبقتنا في هذه المجالات لننقل كل الذي درسناه وشاهدناه لفائدة بلادنا الغالية، كما أتوجه بالشكر وعميق التقدير لطاقم سفارة السلطنة في المملكة المتحدة، وأخص بالثناء الملحق الثقافي والموظفين الذي كانوا يتابعون بدقة تحصيلنا العلمي ويشملوننا بتشجيعهم ومؤازرتهم، ويبذلون كل جهدهم وطاقتهم وإمكانياتهم في تذليل أي صعاب تواجهنا هنا، وهذا أتاح لنا التركيز على الدراسة والتحصيل بعيدا عن أي منغصات أو صعوبات، كما أشكر أساتذتي الأجلاء والدكاترة الذين كان لهم الفضل في تعليمنا ولم يبخلوا علينا بأي معلومة في مجال تخصصنا.

..............

تعليق من والده
وفي تعليق من والده زميلنا الإعلامي علي المطاعني عن تفوق ابنه قال: كان التفوق ملازما لابني منذ الصغر، وعندما كان في المرحلة الابتدائية كان يجد الإشادة من المعلمين ويحضونه على مواصلة التميز، وكان يطرح حلولا لمسائل في مجال الرياضيات والعلوم والابتكارات لتجارب في مجال الهندسة، فعبدالله يهوى إجراء التطبيقات والتجارب بنفسه، كان يشتري في الصغر بعض الأسلاك والدوائر الكهربائية ليُجري من خلالها تجاربه العلمية، وكانت لديه في المنزل مساحة أشبه بالمعمل يُمارس فيها بعض هواياته بإجراء التجارب العلمية والتطبيقات لما يدرسه ويعرفه في مجال العلوم، هو لا يواظب كثيرا على المراجعة لأنه يتميز بسرعة الفهم والمرور على الكتاب مرة واحدة كافية لحل أي مسألة والتركيز مع المعلم في الفصل يغنيه عن المراجعة في البيت. ويضيف المطاعني: استمر التفوّق لدى عبدالله إلى الدبلوم العام، وحصل على نسبة تؤهله لدخول أي جامعة إلا أنه اختار مانشستر لكونها جامعة من أهم الجامعات الهندسية في بريطانيا.

تهنئة
الجدير بالذكر أن الملحقية الثقافية العُمانية في لندن هنّأت الطالب عبدالله المطاعني عبر تغريدة لها في حسابها بتويتر على هذه الإنجازات العلمية. كما هنّأته جامعة مانشستر في رسالة بعثت بها إليه عبر الإيميل على هذا الإنجاز حاضة إياه على المضي قدما بذات الروح الوثابة لتحقيق المزيد في مسيرته العلمية والعملية.