ديربي الجنوب

مقالات رأي و تحليلات الخميس ١٩/يوليو/٢٠١٨ ٠٣:٣٧ ص
ديربي الجنوب

محمد العاصمي

الثوابت في الرياضة قليلة وظفار والنصر مِن ثوابت كرتنا العمانية وجودهما يضفي على دورينا تنافساً، وكلما كان مستواهما متقارباً كلما زادت حلاوة ديربي الجنوب، ولذلك استحق هذا الدربي جميع الأوصاف التي أطلقت عليه، فالفريقان في كَر وفر منذ التأسيس الى ما شاء الله وكيف لهذا النزال أن يتوقف وهو في كل عام يزداد اشتعالاً رافضاً أن تخفت جذوته.

هذه المرة بدأ النزال مبكراً ويبدو أن أحدهم بدأ بالنزال الممتع مبكراً مما جعل النزال مفتوحاً ومن غير محددات فكانت الضربات من كل اتجاه وفِي كل جزء وهو ما ينذر بموسم مشتعل بين الجيران ولكل منهما مبرره المقنع لعشاقه.

تهافت الكبيران في الظفر بخدمات أبرز لاعبي دورينا واستطاع كل منهما الفوز بعدد من اللاعبين المميزين خصوصاً نجوم منتخبنا الوطني وما زال الصراع محتدماً بينهما، وهذا حق مشروع في عصر الاحتراف والمال، ولا يجوز أن نسلبهما هذا الحق بما أننا ارتضينا الاحتراف الكروي سبيلاً خصوصاً أن أحدهما له مشاركة خارجية يأمل من خلالها تقديم صورة مميزة للأندية العمانية صاحبة المشاركات الضعيفة خارجياً، ولكن لا بأس مِن الهمس في إذن ربابنة هذين الناديين العريقين فكلاهما عرف عنهما حسن الاستماع والتدبير فالشيخ عامر والشيخ علي من الشخصيات الجميلة الراقية المحبة للرياضة وجودهما مكسب لرياضتنا.

الهمسة الأولى:

لهما تتعلق بإعطاء أبناء الناديين ومواهبها الفرصة للظهور فالنصر وظفار أخرجت خيرة نجوم منتخباتنا الوطنية، والمجال لا يتسع لحصر هذه النجوم والكل يعرفهم. إن تكديس اللاعبين لا يخدم النادي على المدى البعيد، ويستنزف موارده ويكون على حساب إعطاء الفرصة لأبناء النادي ونجوم المستقبل خصوصاً في ظل عدم وجود خطة واضحة الاستفادة من هذه المواهب مثل الإعارة وغيرها من الحلول التي تضمن استفادة النادي من هذه المواهب مستقبلا مما يجعلها تخفت وتختفي بعد أن يكون النادي قد صرف على إعدادها الكثير من الجهد والمال والوقت. وعندما نشاهد حسين الحضري وفهمي دوربين ندرك الكنز من المواهب الذي يمتلكه هذان الناديان.

الهمسة الثانية:

هي للاعبين المتجولين من نادٍ إلى آخر في كل موسم حيث أصبحت عادة من عادات دورينا لذلك لا يستمر نجومنا في المستوى العالي، والتوهج فترات طويلة فالاستقرار مهم جداً لتطور مستوى اللاعب، وهو مهم من الناحية المعنوية أيضاً وقد تكون المادة هي المحرك الأساسي لتصرف اللاعبين بهذا الشكل، وهذا بحد ذاته معضلة هي الأخرى. ولو أردنا أن نحصر اللاعبين الذين تسبب عدم الاستقرار في أفول نجوميتهم فالقائمة طويلة ولن تتسع ولذلك نصيحتي لهم تتمثل في البحث عن الاستقرار حتى يتمكنوا من الحفاظ على مستواهم.

الهمسة الثالثة:

هي للاتحاد فليس من المعقول أن يقف الاتحاد متفرجاً على ما يحدث في سوق الانتقالات، فالمبالغ الحقيقية التي تتم بها الصفقات باتت معروفة للجميع، وهي بعيدة جداً عن السقف المحدد، وعملية التفرج هذه لن تخرج لتتعامل أفضل من تعامل الاتحاد مع قضية التلاعب التي ستكون لنا عودة معها الأسبوع المقبل بعد أن ننتهي من تنافس الأشقاء.