ثروات الشـرق الأوسـط

مقالات رأي و تحليلات الاثنين ٢٣/يوليو/٢٠١٨ ٠٤:٠٨ ص
ثروات الشـرق الأوسـط

محمد محمود عثمان
mohmeedosman@yahoo.com

دول الغرب وأمريكا تهتم بأمنها وبمستقبلها من خلال حلف شمال الأطلسي «الناتو» وتطالب بزيادة التعاون في الشرق الأوسط، وتعلن عن قلقها إزاء تكثيف إيران للتجارب الصاروخية، وما اعتبروه «زعزعة للاستقرار» في منطقة الشرق الأوسط، وعلى ذلك تمت الموافقة على زيادة مخصصات الدفاع لدول الحلف من 2 % إلى 4 % من الناتج الإجمالي المحلي، وبالتالي طلبت الولايات المتحدة من جميع حلفائها في «الناتو» زيادة التعاون مع الشركاء في أفريقيا والشرق الأوسط، لأن ذلك تهديد لأمن شعوبها بشكل مباشر، وفي المقابل فإن دول الشرق الأوسط ومنها الدول العربية والخليجية بالتأكيد لم يشغلها من قريب أو من بعيد مقولة «زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط»، في حين إن أمريكا تخطط للعرب في تشكيل «ناتو عربي» فقد كشفت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية في وقت سابق أنّ إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجري محادثات مع عدد من حلفاء واشنطن العرب لتشكيل تحالف ضد إيران سيتبادل معلومات استخباراتية مع «إسرائيل»، من دون أن تكون جزءاً منه، لافتةً إلى أنّ الولايات المتحدة ستؤمن له دعماً استخباراتياً وعسكرياً، حتى إنّ الإدارة الأمريكية تطرح منذ فترة على البعثات الديبلوماسية العربية في واشنطن فكرة المشاركة في هذه القوة، ولا شك أن هذه الأفكار الشيطانية سوف تجلب الملايين لدعم الميزانيات الغربية والأمريكية خصما من الميزانيات العربية من خلال تخصيص الأموال لشراء الأسلحة وصيانتها، بالإضافة إلى ما حصلت عليه أمريكا من العرب من «الصفقة الأسطورية» التي حصل الرئيس ترامب منها على نحو 450 بليون دولار من الدول العربية، والتأثيرات السلبية لذلك على تمويل الاستثمارات العربية واقتصادياتها، التي تعاني منذ بداية الأزمة الاقتصادية الأخيرة، ولتشجيع دولة عربية كبرى على احتضان واستضافة هذا الناتو العربي، أعلنت أمريكا منذ أيام تصنيف «الإخوان المسلمين» كجماعة إرهابية، لإنجاح الفكرة واجتذاب العديد من الدول العربية، وحثّها على الانضمام إلى التحالف الجديد، حيث ستخضع الدول المشاركة في «الناتو العربي» لبند دفاعي شبيه بذلك المطبّق في إطار حلف «شمال الأطلسي» أو «الناتو»، والذي يعتبر بموجبه الهجوم على عضو واحد هجوماً على كل الأعضاء، وذلك في سبيل مواجهة إيران و»داعش، - رغم أن جامعة الدول العربية بها بند لم يفعل منذ إنشاء الجامعة في الأربعينات وحتى الآن وهو اتفاقية الدفاع العربي المشترك - وبالتأكيد سوف تخصص له الدول العربية جزءا من الدخل الإجمالي المحلي أسوة بما يحدث في ناتو الحلف الأطلسي الذي رفع مخصصاته إلى 4 % بناء على ضغوط أمريكية بعد أن لوحت بالانسحاب في حالة رفض الدول الأعضاء في الناتو، وقد يكون أسلوب لصنع تكتلات تحمي المصالح الغربية والأمريكية التي تعتبر أن إيران خطر على أمن شعوبها، وتخطط في أن تجعل الناتو العربي في مواجهة إيران نيابة عن الغرب، وقد تشغل المنطقة في مصادمات جانبية تحد من قدرتها على تنمية اقتصاد دولها، فضلا عن أثر ذلك في ازدهار وانتعاش مبيعات السلاح التي تتحمل فاتورتها الاقتصاديات العربية المتخمة بالديون والتي تعاني من العجز المستمر في ميزانيتها منذ عدة سنوات، والتي قد تواجه زيادة معدلات البطالة وتراكم الباحثين عن عمل سنويا، وتضاؤل فرص العمل في المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص، في الوقت الذي يحرص فيه الرئيس الأمريكي -الذي يطالب أوروبا بزيادة مساهمتها في الناتو- على تخفيف العبء عن كاهل دافعي الضرائب الأمريكيين، وإيجاد فرص عمل جديدة للشباب لديهم، وتشغيل مصانع السلاح الأمريكية، التي تنتظر هذه القرارات للتخلص من مخزون الأسلحة لديها، ولتجديد دورتها الاقتصادية وتعزيز خطوط الإنتاج وتطويرها.