بصمات بارزة

مقالات رأي و تحليلات الاثنين ٢٣/يوليو/٢٠١٨ ٠٤:٠٩ ص
بصمات بارزة

حسان عمر ملكاوي

نحتفل جميعاً بذكرى النهضة مستذكرين التاريخ المشرف والتضحيات الجسيمة والمواقف العظيمة، متجاوزين الأيام الصعبة والمراحل الحرجة بحكمة ونظرة ثاقبة من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- معلنين حب قابوس رمز السلام والاعتدال ومثال الطيبة والتسامح والحنان والقدوة في الكرم والعطاء والبناء.

«نحبك قابوس» كلمة نقولها من أعماق قلوبنا، ونلتزم بها قولاً وفعلاً..

«نحبك قابوس» حقيقة ساطعة وإحساس صادق نعيشه وشعار غالٍ نرفعه ومشاعر تغمرنا وتاج نفتخر به في حلنا وتراحلنا.. «نحبك قابوس» حقيقة ثابتة في قلوبنا...
إن يوم النهضة ليس مجرد عيد أو كلمة تقال أو يوم يمر، إنه بداية لتاريخ مشرف ومتميز بالأفعال والإنجازات المستمرة بالبذل والعطاء والهمة والحكمة والرصانة ليستمر البناء من أجل سلطنة أقوى، من أجل عُمان أرض الخير والعطاء والحكمة والمجد والمكتسبات، أرض الأمن والأمان والفزعة والنخوة والسند الحقيقي للأمة وقضاياها المفصلية.
في هذا اليوم، الذي نحتفل فيه سنوياً لا بالخطابات ولا بالمهرجانات ولكن بتجديد العمل والبناء والبيعة وتتسابق الكلمات وتتزاحم العبارات ويصعب التعبير والوصف حتى من الأدباء والشعراء لوصف هذا اليوم المبارك والذي يشهد القاصي والداني أن السلطنة كانت على موعد مع الانطلاق والبناء وبداية عهد جديد ترسَّخ فيه مبادئ الأمن والسلام والوصول إلى أعلى مراتب الرقي والتقدم والوصول إلى القمم في مختلف المجالات سواء في السياسة والسياحة والاقتصاد والزراعة والصحة والتنمية السياسية والإدارية والعلم والثقافة والأمن والحرية وحماية المستهلك والعمل التطوعي والجماعي والقوة والمنعة والتعاون والتلاحم والتكاتف في الوصول إلى الهدف وتجاوز المحن والكوارث الطبيعية، وآخر الأمثلة الأحداث المدارية والتي نشكر المولى على اللطف في التقدير، وقد شاهد العالم أجمع كيف تكاتف الجميع مواطنين ومقيمين وأجهزة أمنية والقطاع العام والخاص ومنظمات المجتمع المدني والإعلام بشكل حضاري لتشكل السلطنة مثالاً يحتذى في إدارة الأزمات وبشكل تعجز عنه أقوى الدول، والحمد لله على قدره ولطفه.
إن ملامح يوم النهضة الذي يشع نوراً وضياءً تتجلى في الإنجازات والأرقام الحاضرة في كل المجالات التي لا يتسع الوقت والمجال لذكرها، ولكنها حققت التنمية الشاملة والبناء لدولة عصرية وفق رؤية ونظرة صائبة وثاقبة، هذه الرؤية التي جمعت عراقة الماضي والواقع التاريخي وفق متطلبات العصر وحداثه الحاضر مع مواكبة العصر واستباق الزمن والحفاظ على التراث العماني والعادات والتقاليد وتعاليم الدين الحنيف والتسامح والمحبة، إن يوم النهضة شكل فجراً جديداً عنوانه الشموخ والعزة للسلطنة الحبيبة التي أضاء فضاءها شمس عُمان وقمرها جلالة السلطان قابوس -حفظه الله ورعاه.
القائد الفذ الذي قاد دفة النهضة بحكمة واقتدار واضعاً قواعد راسخة البنيان، والشخصية التي لفتت الأنظار باهتمامها ورعايتها للفكر والثقافة والعمل والعلم والعقل وزرع الثقة بالنفس وغرس الأمل ورسم البهجة والابتسامة وتعزيز مفهوم العمل التطوعي وصناعة خطة الأمن والأمان ووضع مبادئ قبول الآخر وحرية الفكر والحوار والتعبير ورفع مستوى المعيشة والوصول إلى التنمية المستدامة، وما كان ذلك التقدم بالأمر السهل ولكنه نتاج تخطيط واعٍ وفكر مستنير أساسه العدل والتوازن وعنوانه التدريب والتأهيل ورفع الكفاءة الإنتاجية وعمل شاق ومستمر وضمن خطى ثابتة ومدروسة بعناية فائقة، ومن ذلك مثالاً لا حصراً الخطط الخمسية ورؤية عمان 2020 - 2040 وجوائز ومبادرات جلالة السلطان وتزايد حجم الاستثمار وتوقيع الاتفاقيات وعلاقات خارجيه متميزة قامت على فلسفة احترام الآخر وخصوصيته وعدم التدخل في شؤون الآخرين الداخلية، والالتزام بحسن الجوار ومحاربة التفرقة العنصرية والوقوف إلى جانب الأمة في قضاياها وحقوقها وحل الخلافات وترطيب الأجواء ودعم مبادرات الأخوّة والسلام مع النصرة لكل محتاج والمساعدة أينما اقتضى الأمر.
ومن الأمثلة التي بها نعتز ونفتخر العلاقة بين السلطنة الحبيبة بقيادة جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه، والمملكة الأردنية الهاشمية بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المفدى -حفظه الله ورعاه، ومن قبله جلالة المغفور له بإذن الله الملك الحسين بن طلال -طيب الله ثراه، لتشكل أنموذجاً في العلاقات الأخوية والود والحب والتعاون والتشابه والتلاحم بين الدولتين شعباً وحكومة وقيادة، والله نسأل أن يحمي البلدين الشقيقين ويديمهما قلاعاً حصينة وشامخة وواحات أمن وأمان واستقرار ودول قانون ومؤسسات.