دبلوماسيون وأكاديميون لـ «الشبيبة»: السياسة العُمانية جنّبت المنطقة الانهيار

الحدث الاثنين ٢٣/يوليو/٢٠١٨ ٠٤:٥٠ ص
دبلوماسيون وأكاديميون لـ «الشبيبة»: السياسة العُمانية جنّبت المنطقة الانهيار

القاهرة - خالد البحيري

أشاد عدد من الدبلوماسيين والأكاديميين المصريين بما تبذله السلطنة على الصعيد العربي والإقليمي والدولي من أجل نشر السلام والعمل على حلحلة المشكلات والأزمات الإقليمية بالطرق الودية وأسلوب الحوار بدلا من النزاعات والحروب.

وقالوا في تصريحات خاصة لـ«الشبيبة» بمناسبة الاحتفال بيوم النهضة العُمانية المباركة إن السياسة التي تتبنّاها السلطنة واضحة المعالم ومحددة الأهداف ورُسمت بدقة من قِبل حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- منذ بواكير النهضة، وهو ما جعل لعُمان سمت مميّزة بين دول العالم.
ودعوا إلى ضرورة أن يتم تدريس أسس ومبادئ السياسة العُمانية في الجامعات والمعاهد العربية من أجل أن يستفيد كل العاملين في الحقل السياسي والدبلوماسي من التجارب المضيئة والإنجازات المهمة التي حصدتها الدبلوماسية العُمانية.

صوت الحكمة

في البداية يقول رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان المصري السفير محمد العرابي: ننظر إلى سلطنة عُمان باعتبارها صوت الحكمة والعقل في هذا العالم الذي تتشعّب مشكلاته وتتعدد أزماته، ونجد أن وجهة النظر العُمانية تتسم بمراعاة أكثر من بعد حينما يتعلّق الأمر بقضايا عربية أو دولية، من هذا النظر إلى مآلات الأمور ومحاولة قراءة المستقبل وفقا لأسس ومبادئ وقواعد ومعطيات الحاضر أيضا، وبالتالي يأتي الرأي أو القرار متناغما مع المنطق والعقل.
ثاني الاعتبارات التي نلحظها في سياسة السلطنة الخارجية، مراعاة الأخوّة العربية والعمل بصفة دائمة على تعميق مبدأ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لأية دولة واحترام سيادة الدول وقراراتها الوطنية واختيارات شعوبها، ولذا لم يسجل العالم أي تدخل عُماني أو محاولة تأثير مثلا على انتخابات أو استفتاءات تتم في أي دولة من الدول، فللشعوب اختياراتها التي تحترم.
واختتم بالقول: 48 عاما هي عمر النهضة العُمانية المباركة أسهمت فيها عُمان بفاعلية وأثرت المجتمع الدولي في شتى الميادين، سياسية ودبلوماسية وتعليمية وثقافية، وهي تجربة فريدة جديرة بالبحث والدراسة بل والاستفادة منها لكل راغب في بناء الأوطان على أسس من المدنية الحديثة مع مراعاة الثوابت الوطنية والإرث الثقافي والحضاري.

وسيط نزيه

من جانبه أكد المستشار العسكري للأمين العام لجامعة الدول العربية اللواء أركان حرب محمود خليفة أن العالم كله تتجه أنظاره وقت المحن والأزمات إلى سلطنة عُمان لالتماس المساعدة والمساهمة في الحل باعتبارها وسيطا نزيها تثق فيه مختلف الأطراف الدولية مهما تباعدت واتسعت خلافاتها.
وقال: شخصيا، حينما أرى عُمان مشاركة في أي اجتماع عربي أو دولي لبحث أزمة ما أشعر بالراحة والطمأنينة، وتتولد لديّ قناعة بأن الدبلوماسية الراقية التي خطها جلالة السلطان ستدفع باتجاه الحل وليس التعقيد، باتجاه السلام وليس الحرب، بإرساء مبدأ التفاوض بديلا عن الشقاق والخصام.
وأضاف: وهي في كل ذلك لديها علاقاتها الدولية المميّزة، المبنية على المصالح المشتركة والمنافع المتبادلة، التي تدعم ثقة المجتمع الدولي فيها، والبحث عن الدور المميّز للدبلوماسية العُمانية لا يحتاج إلى كثير عناء، فالدلائل والشواهد على الساحة العربية والدولية خير دليل، والرأي والتوجه العُماني مثلا في الأزمة السورية منذ اندلاعها في العام 2011 أثبت للعالم أجمع بُعد وجهة نظر العُمانيين وصوابها وما كانت تنادي به منذ سنوات هو ما يتطلع العالم الآن لتحقيق ولو جزء بسيط منه الآن.
أيضا لا يخفى ما تقدّمه عُمان للمجتمع الدولي من وساطة تسهم في إطلاق سراح المختطفين في بعض الدول، يتم ذلك دون صخب أو «بروباجندا» إعلامية، فالعُمانيون يجيدون الفعل والإنجاز ولا يجيدون التصوير والوقوف أمام الكاميرات للحديث عن أنفسهم.
واختتم بالقول: الانطباع لدى كل الدبلوماسيين العرب وحتى الغربيين أن السلطنة تتبنّى سياسة حكيمة وهادئة وغير مندفعة ومنضبطة حيال كل الملفات الدولية، ونأمل أن نتواصل مع عُمان في كل الملفات، خاصة أنها عضو في الجامعة العربية وكذلك مجلس التعاون الخليجي، وهو ما يؤهلها للعب دور أكثر تأثيرا في القضايا العربية والملفات الشائكة التي تعاني منها المنطقة.

مساع طيبة

وطالب رئيس الأكاديمية العربية للعلوم البحرية والتكنولوجية د.إسماعيل عبدالغفار الدبلوماسية العُمانية بمواصلة مساعيها الطيبة والفاعلة لنزع فتيل الأزمات في منطقتنا.
وقال: بفضل سياسات عربية متزنة في صدارتها السلطنة بدأت المشكلات في الانحسار في كل المناطق سواء كانت في سوريا أو اليمن أو ليبيا وتتجه نحو الاستقرار لكن ذلك يحتاج إلى جهد مضاعف وحسن البصيرة في تسوية هذه الخلافات وفق الحل السياسي واجتماع الفرقاء على مائدة الحوار والتفاهم.
واقترح أن يتم تدريس مبادئ السياسة العُمانية الخارجية وأسسها وتجاربها وإنجازاتها لشباب الدبلوماسيين العرب من أجل أن تعم الفائدة على الجميع، ويتعلم الشباب الذي سيتولى زمام القيادة والمبادرة في المستقبل كيف يكون التعاطي السليم مع المعضلات والأزمات الدولية.
وأثنى على الدور العُماني البنّاء والمحوري في دعم القضية الفلسطينية ودعم الشعب الفلسطيني، والحفاظ على المقدسات الإسلامية، وللحق فقد تميّز العُمانيون بالثبات على المبدأ من بداية القضية، بل يعتبرون أنفسهم صوتا لإخوانهم في فلسطين يدافعون عن قضاياهم ويدعمونهم سياسيا وإعلاميا وثقافيا في كافة المحافل.

مكاسب وأهداف

وفي السياق قال أستاذ الاقتصاد والمستشار السابق لصندوق النقد الدولي بواشنطن د.فخري الفقي إن السياسة الخارجية المتزنة لسلطنة عُمان أثمرت على أكثر من صعيد، يأتي في مقدمتها كسب ثقة العالم وهو ما انعكس على الاقتصاد العُماني بالإيجاب وجعل من السلطنة محطة مهمة للاستثمارات العالمية التي تبحث عن الاستقرار والأمن وهما متوافران بنسبة 100 % لدى أشقائنا العُمانيين.
الأمر الآخر هو كسب احترام العالم أجمع، فالعُمانيون يتحركون في كل بلدان العالم دون معوقات ويتم استقبالهم بحفاوة بالغة، وينعمون بحب الجميع وثقتهم، وقلّما يتعرّض عُماني في أي من العواصم الأوروبية أو العربية أو حتى أمريكا لمضايقات، ويرجع ذلك إلى أن عُمان -بفضل الله ثم السياسة الحكيمة لسلطانها- ليست لديها مشكلة واحدة مع أي من الأطراف الدولية، ولم تُورّط نفسها في يوم من الأيام في أية صراعات أو نزاعات أو مشاكل، أو دعم أطراف على حساب أطراف أخرى، فهي تقف على مسافة واحدة من الجميع تنظر لمصلحة مواطنيها في المقام الأول ثم محيطها الخليجي والعربي، ومنه إلى الأسرة الدولية ككل.
وأضاف: كما نجحت القيادة العُمانية الحكيمة في القضاء على المذهبية والطائفية والقبلية في الداخل ودفعت الجميع باتجاه أن يكون مواطنا وإنسانا ينخرط في بناء نفسه ويخدم مجتمعه من أجل مصلحة المجموع، ونجحت أيضا في النأي بنفسها عن السقوط في براثن هذا المستنقع الذي يستخدم بكل قوة لتفتيت الدولة وتأجيج الصراعات بين الشعوب.
وأضاف: لذلك لم تتعامل السلطنة يوما مع أية قضية دولية من منطلق طائفي أو عرقي أو مذهبي، وإنما من منطلق أن الله خلق الناس وجعلهم شعوبا ليتعارفوا فيما بينهم، ويسود الود والوئام والتسامح مما يؤهل الإنسان للقيام بدوره الأصيل في هذا الكون وهو عمارة الأرض وبناء الأوطان، والمساهمة بإيجابية في التقدم والتطور من أجل مصلحة البشرية قاطبة. ‏