صفقة الـقـرن

الحدث الثلاثاء ٠٧/أغسطس/٢٠١٨ ٠٣:٣٦ ص
صفقة الـقـرن

عواصم - - وكالات

اعتبر أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، د.صائب عريقات، أن ما يجري الحديث عنه حول محادثات تتعلق بالتهدئة، وما يسمّى المشروع الإنساني في قطاع غزة، ما هو إلا بداية لتنفيذ «صفقة القرن» استنادا لرسالة قدمها سبعون عضوا في الكونجرس الأمريكي في الثلاثين من يوليو الفائت، حول اعتبار قطاع غزة منفذا لتمريرها، من خلال تنفيذ مجموعة من المشاريع الإنسانية، أولها اتفاقات التهدئة.

وقال عريقات في حديث لإذاعة «صوت فلسطين» أمس الاثنين، إن المخطط الأمريكي الإسرائيلي، ضمن ما تسمّى بصفقة القرن، يشمل استمرار فصل الضفة عن قطاع غزة، وتكريس دولة معزولة ومحاصرة في القطاع، عبر إزالة مليوني فلسطيني عن الخريطة الجغرافية، واستباحة الضفة والقدس، لإنهاء المشروع الوطني الفلسطيني، ومبدأ حل الدولتين.

إنهاء الانقسام

وأضاف أن المطلوب الآن من حماس، إعلان قبول إنهاء الانقسام، والعودة إلى الشرعية الفلسطينية، لإسقاط صفقة القرن، موضحا أن الانقسام، هو الثغرة التي يحاول من خلالها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تنفيذ مخططاته، لتصفية القضية الفلسطينية.

في سياق آخر، أعلن عريقات، عن عقد لقاء قمة بين الرئيس محمود عباس والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، يوم غد الأربعاء في عمّان، في إطار التشاور والتنسيق المستمرين بين القيادتين الفلسطينية والأردنية.
من ناحية أخرى، بحث رؤساء اللجان الشعبية للاجئين الفلسطينيين بقطاع غزة مع مدير مكتب المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام بالشرق الأوسط نيكولاي ميلادينوف، كافة الإجراءات الأخيرة المتعلقة بالأونروا وفصل الموظفين وتقليص الخدمات المقدمة للاجئين والأخبار المتداولة حول تأجيل العام الدراسي.
وأكد رؤساء اللجان الشعبية -في مذكرة تم تسليمها لميلادينوف تناولت خطورة إجراءات الأونروا- أهمية التمسك بالأونروا واستمرار عملها، لافتين إلى أن وقف التمويل يشكّل خطرا على اللاجئين الفلسطينيين في مناطق عمل الأونروا الخمس.

أهداف إسرائيلية

من جانبها وفي السياق ذاته، وضعت إسرائيل أهدافا محدودة لمحادثات التهدئة في غزة قائلة إن التركيز ينصب على اقتراح بتخفيف حصارها للقطاع الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الإسلامية «حماس» مقابل التزام الفلسطينيين بالتهدئة على الجانب الخاص بهم من الحدود.

وجاء التصريح الإسرائيلي قبل ساعات من الاجتماع الذي عقده رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو مع مجلس الوزراء الأمني المصغر لبحث الأفكار التي توسطت فيها الأمم المتحدة ومصر وربما الموافقة عليها للحيلولة دون نشوب حرب جديدة في غزة. ولم يكشف بيان مقتضب للغاية صدر بعد انتهاء الاجتماع عن تفاصيل تذكر، مكتفيا بالقول إن قائد الجيش الإسرائيلي أطلع مجلس الوزراء على الوضع في قطاع غزة وإن الجيش «مستعد لأي سيناريو».
ولم تعلن الأمم المتحدة ومصر مقترحاتهما بالتفصيل. لكنهما تحدثتا بشكل عام عن الحاجة لتحسين الأوضاع الإنسانية في غزة ووقف الأعمال العدائية عبر الحدود والمصالحة بين حماس، التي ترفض مساعي السلام الرسمية مع إسرائيل، وبين حركة فتح المدعومة من الغرب.

حصار خانق

وتفرض إسرائيل حصارا خانقا على قطاع غزة منذ سنوات كما تفرض مصر قيودا على الحركة من وإلى القطاع لاعتبارات أمنية. ويشهد القطاع تصعيدا في التوتر منذ أن بدأ الفلسطينيون احتجاجات أسبوعية على الحدود يوم 30 مارس إذ أطلق الجيش الإسرائيلي النار على المتظاهرين مما أسفر عن مقتل 157 شخصا على الأقل.

ووقع كذلك قصف متبادل بين إسرائيل ومقاتلين بقيادة حماس مما أسفر عن مقتل نحو عشرة مسلحين فلسطينيين وأربعة مدنيين كما قتل جندي إسرائيلي وأصيب آخر برصاص قناصة من غزة وأشعلت طائرات ورقية وبالونات هيليوم حارقة من غزة النيران في غابات على نطاق واسع في إسرائيل.
وردت إسرائيل في التاسع من يوليو بإغلاق المعبر التجاري الرئيسي للقطاع وتقليص رقعة الصيد المخصصة للفلسطينيين قبالة غزة وهي إجراءات عرضت إسرائيل يوم الأحد العدول عنها.
وكان مسؤول إسرائيلي طلب عدم نشر اسمه قال «سيقود الوقف الشامل لإطلاق النار (من جانب الفلسطينيين) إلى إعادة فتح معبر كرم أبو سالم من جانب إسرائيل وتجديد التصاريح الصادرة فيما يتعلق بمناطق الصيد».
وأضاف أن هذا العرض هو محور المشاورات قائلا إن أي اتفاق نهائي بخصوص غزة سيتطلب ضمان إعادة جنديين إسرائيليين قتلا في حرب إسرائيل وحماس العام 2014 ومدنيين فقدا في غزة. وربطت حماس مصير هؤلاء بإفراج إسرائيل عن محتجزين فلسطينيين لأسباب أمنية وهو ما يعارضه الكثير من الإسرائيليين.
وأجرى عدد من كبار قادة حماس مشاورات الأسبوع الفائت واتسم رد فعل الحركة بالحذر.
وقال حسام بدران، عضو المكتب السياسي للحركة، لمحطة إذاعية في غزة «حماس أجرت لقاءات داخلية لم تنتهِ بعد». وأضاف «معاناة شعبنا وحصاره 12 عاما دون ذنب، يوجب على كل القيادات الفلسطينية البحث عن حل حقيقي لهذه المعاناة ولكسر الحصار، دون أن يقدّم تنازلات في الثوابت والمواقف المعروفة وحقوق شعبنا».
ويعيش في القطاع الساحلي الضيق أكثر من مليوني فلسطيني، معظمهم من نسل المهجرين من أراض أصبحت الآن إسرائيل لدى قيامها العام 1948.
وسحبت إسرائيل قواتها ومستوطنيها من غزة في 2005، لكنها تحتفظ بسيطرة شديدة على حدودها البرية والجوية.
وتعتبر إسرائيل والولايات المتحدة ودول غربية أخرى حماس منظمة إرهابية. وخاضت إسرائيل وحماس ثلاث حروب منذ 2008 كان آخرها في 2014.

«فتح» تندد

من جانبها نددت حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالمحادثات.

وقال منير الجاغوب، وهو متحدث باسم فتح، «(ذلك) تنفيذ لأخطر أهداف صفقة القرن، المتمثل بفصل غزة عن بقية الوطن وتشكيل دويلة فيها تكون مقبرة لمشروعنا الوطني».
وفيما بدا أنه خطوة لبناء الثقة من جانب القاهرة، قال موقع إلكتروني موال لحماس إن مصر بدأت يوم الأحد السماح بدخول غاز الطهي عبر حدودها مع غزة لتعويض نقص الإمدادات الإسرائيلية.
وقال الجيش الإسرائيلي يوم الأحد إنه أطلق النار على مركبة يستخدمها فلسطينيون يلقون البالونات الحارقة في غزة. وقال مسعفون فلسطينيون إن أربعة أشخاص أصيبوا.
ونشرت وزارة الدفاع الإسرائيلية أول صور للحاجز الذي أقامته على الحدود البحرية مع قطاع غزة والذي بدأت في تشييده قبل شهرين.

ويمتد الحاجز المبني من الصخور والحصى بطول 200 متر من الشاطئ إلى البحر المتوسط، ويبلغ عرضه 50 مترا، وبجواره سياج ارتفاعه ستة أمتار على الجانب المواجه لغزة ستوضع عليه أجهزة مراقبة.