خاص للوزراء فقط

مقالات رأي و تحليلات الخميس ٠٩/أغسطس/٢٠١٨ ١٢:٣٥ م
خاص للوزراء فقط

أصحاب المعالي: إننا نكتب للوطن، ومن أجل الوطن، دون تحامل شخصي، نرى الواقع ونتأكد ونتيقن ونسأل ثم نكتب، لا نكتب ضدكم وليس بيننا وبينكم شيء سوى الوطن، فاسألونا وأنصفوه، وحاورونا وأصلحوه، وارحلوا بذكر طيب تركتموه، وإنجاز أنتم صنعتموه، وخير في أرض الوطن زرعتموه، فغداً سيأتي جيل لا يعرفكم ولا تعرفونه.

البشر تفنى والأوطان تبقى، فمَن عمل صالحا يزكى، ومَن تكاسل يعفى، فالوطن ليس وساما يهدى، إنه نعمة الله في الأرض ترعى، وأرض بالولاء والإخلاص تسقى، الوطن عرين يحمى، فمَن سعى للحكمة يؤتى، ومن امتلك التغيير يدعى.

هذا الوطن الغالي الذي أشرق على العالم منذ أربعة الآف سنة قبل الميلاد، هذه البقعة المقدسة من الأرض الطيبة، منها انطلقت أول سفارات في العالم إلى الشرق والغرب، ومنها كان تصدير المعادن التي وهبها الله لنا، وعلى امتداد التاريخ حكمها حكَّام عِظام تناسلوا عبر الحقب والسنين في عظمة بَنَت هذا الوطن، الجميل في مكنوناته، المذهل في تضاريسه، المتناغم في تغييراته، المنسجم بين طبقاته، وطنا يحسدنا عليه كل مَن مرّ على عُمان، وكل مَن أقام فيها، كلهم أصبحت عُمان جزء من قلوبهم لا يمكنهم العيش بدونها.
أصحاب المعالي: يستحق هذا الوطن الاهتمام، ويستحق أبناؤه العزة والعيش الكريم، مهما بلغت درجة الحسد والعداوة إلا أن الأرض الطيبة لا تنبت إلا طيبا، ويتغلّب الطيب والأخلاق الحسنة على النفس الأمّارة بالسوء، يعيش أبناء الوطن وفي دمهم أن عُمان هي العالم السليم الذي خلقه الله بالعدل والمساواة والطيبة والكرم، يحملونه في قلوبهم أينما سافروا، ومن السلوك الحسن تعلم أن هذا الإنسان من عُمان.
أصحاب المعالي: أنشئت الإدارة وجاءت المراسيم، وأعطت كل صاحب كفاءة فرصة ليُظهر حسن إدارته في منصب وزير، فمنهم من اجتهد وسهر وابتكر وفكّر وأعطى وأنـــــجز، ومنهم من استظل بظل ظهــــــيرة سرعان ما تكشف غطاؤه ويحترق بالتغيير من حوله بينما تنام وزارته في سبات عميق رغم كل ومضات النور فيها من كفاءات عالية ومقدرات بشرية وعقول نيّرة.
أصحاب المعالي: هذا الوطن أعطاكم كل شيء، ولا بد من سداد الدين الذي ستُساءلون عنه في قبوركم وسيُحاسبكم الله عليه، فكل صباح نجد تقصيرا من هنا وإنجازا من هناك، نصفِّق للمُنجز ونصمت إزاء المقصّر، ألا يعلم الوزير المقصّر ماذا يفعل في حق نفسه وعمله ووطنه؟ أم إن البطانة من حوله صوَّرته على أنه الإسكندر الأكــــــبر، فرأى أنّ كل مكان لبس فيه خنجره وزها به أمام الكاميرات هو إسكندرية؟
أصحاب المعالي: انتقادات عدة من مواطنين يُرسلون شكواهم ليلَ نهار على تقصير الوزارات كلها، وعلى وزراء لا يراهم أحد، يجلسون في مكاتب مكيَّفة وكراسي وثيرة، يتناولون القهوة ثم يرتدون الخنجر ليقفون أمام كاميرات الحفل، هذه الاحتفالات التي تأخذ وقت الوزير من عمله في خدمة وطنه ومواطنيه!!
أصحاب المعالي: رفقاً بهذا الوطن وبهذه الأرض، وغداً عندما تذهب للبيت بعد التقاعد لن يهتم أحد إن حضرت حفلا أو جلست في آخر الصف في زاوية مظلمة، إنجازاتك هي مَن يتحدّث عنك وليس المنصب، ولكم فيمن رحل وفيمن تقاعد عبرة وعِظة.