خـامنئـي للإيرانـيـيـن: لا تـحــاوروا أمـريـكـا

الحدث الأربعاء ١٥/أغسطس/٢٠١٨ ٠٢:٣٢ ص
خـامنئـي للإيرانـيـيـن:

لا تـحــاوروا أمـريـكـا

عواصم - وكالات - رويترز

"أحظر عقد أي محادثات مع أمريكا". بهذه العبارة حذّر الزعيم الإيراني الأعلى علي خامنئي مسؤولي الحكومة الإيرانية من أي محادثات مباشرة مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مبررا ذلك بقوله "أمريكا لا تفي أبدا بتعهداتها في المحادثات" وبذلك قطع خامنئي الطريق أمام عرض الرئيس ترامب لعقد محادثات دون شروط مسبقة لتحسين العلاقات بين البلدين. وانتقد خامنئي في الوقت ذاته الحكومة الإيرانية بسوء الإدارة الاقتصادية في مواجهة إعادة فرض العقوبات الأمريكية.
وأعادت واشنطن فرض عقوبات صارمة على إيران الأسبوع الفائت بعد انسحابها من الاتفاق النووي الموقع في 2015 بهدف الحد من البرنامج النووي الإيراني مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة على طهران. وهدد ترامب بمعاقبة شركات الدول الأخرى إذا استمرت في العمل بإيران.
ونقل التلفزيون الإيراني الرسمي عن خامنئي، الذي له القول الفصل في توجيه سياسة البلاد، قوله أمام حشد من آلاف الإيرانيين "انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي برهان واضح على أن أمريكا لا يمكن الوثوق بها".

عقوبات تصاعدية
واستهدفت العقوبات تجارة إيران في الذهب ومعادن نفسية أخرى وعمليات الشراء للدولار الأمريكي وقطاع صناعة السيارات.
وقالت واشنطن إن فرصة طهران الوحيدة لتجنّب العقوبات هي قبول عرض ترامب للتفاوض على اتفاق نووي أكثر صرامة. ورفض مسؤولون إيرانيون بالفعل العرض من قبل لكنها المرة الأولى التي يعلّق فيها خامنئي نفسه علنا على الأمر.
لكن الزعيم الإيراني استبعد احتمال نشوب مواجهة عسكرية مع الولايات المتحدة.
وقال: "في الفترة الأخيرة كان المسؤولون الأمريكيون يتحدثون بشكل فج عن إيران... يتحدثون عن حرب وعن مفاوضات... يبالغون في احتمال نشوب حرب مع إيران. لن تكون هناك حرب... لم نبدأ حروبا قط وهم لن يواجهوا إيران عسكريا".

مشكلات اقتصادية
انتقد خامنئي، الذي أدلى بتصريحاته فيما شهد الريال الإيراني انخفاضا حادا في قيمته تسبب من قبل في احتجاجات غاضبة، حكومة الرئيس حسن روحاني الذي قاد إبرام الاتفاق النووي بهدف إنهاء عزلة إيران السياسية والاقتصادية.
ونقل التلفزيون الرسمي الإيراني عن خامنئي قوله "أكثر من العقوبات، تفرض سوء الإدارة الاقتصادية (للحكومة) ضغوطا على الإيرانيين العاديين... لا أسميها خيانة، لكنه خطأ فادح في الإدارة".
وأضاف خامنئي: "بإدارة وتخطيط أفضل، يمكننا مقاومة العقوبات والتغلب عليها" في محاولة على ما يبدو لتوجيه غضب الرأي العام بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية نحو حكومة روحاني.

ترامب غير جاد
من جانبه أعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن بلاده لن تتحاور مع الولايات المتحدة في ظل العقوبات والتهديدات، واصفاً عرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للحوار بأنه غير جاد.
وانتقد ظريف خلال لقاء مع قناة الجزيرة العقوبات والتهديدات الأمريكية، وقال إنها لن تغيّر سياسات طهران في المنطقة، مشترطا أن تتصرّف واشنطن كدولة تحترم الآخر وتوقف عقوباتها قبل الشروع في أي حوار معها.
أما فيما يخص برنامج بلاده الصاروخي الذي وصفه بالدفاعي، فقد جدد ظريف التأكيد أنه لن يكون هناك تفاوض بشأنه "لأنه لا يهدد أحدا".
كما علّق المسؤول الإيراني على الهبوط الحاد الذي شهدته الليرة التركية بالقول إن أمريكا تشنّ حربا اقتصادية شرسة على تركيا، وإن إيران تقف مع أنقرة بالكامل.
وفقد الريال الإيراني نحو نصف قيمته منذ أبريل الفائت تحسبا للعقوبات الأمريكية الجديدة، متأثرا في الأساس بالطلب القوي على الدولار من الإيرانيين العاديين الذين يسعون لحماية مدخراتهم.
وألقى مسؤولون إيرانيون بمسؤولية انخفاض قيمة العملة والارتفاع السريع في قيمة العملات الذهبية على "الأعداء" وألقت السلطات القبض على أكثر من 60 شخصا من بينهم العديد من المسؤولين باتهامات تصل عقوبة بعضها للإعدام.
وقال خامنئي إن المسؤولين "الفاسدين يجب أن يعاقبوا بحزم".

صاروخ جديد
وفي تحد لمطالب الولايات المتحدة لإيران بكبح برنامجها الصاروخي قال التلفزيون الرسمي إن طهران كشفت عن جيل جديد من الصاروخ "فاتح مبين" الباليستي قصير المدى.
وقال وزير الدفاع الإيراني البريجادير جنرال أمير حاتمي بعد الكشف عن الصاروخ الجديد "إرادتنا لتطوير قوتنا الدفاعية في كل المجالات ستتعزز إذا زادت الضغوط على إيران... (الصاروخ) محلي الصنع بالكامل وعالي الدقة".
وقال ترامب إن على إيران أن تتوقف عن التدخل في الصراعات الدائرة في سوريا واليمن، لكن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قال لقناة الجزيرة القطرية "لن تغيّر إيران سياساتها في المنطقة بسبب العقوبات والتهديدات الأمريكية".

بغداد مع طهران
وفي بغداد قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إن حكومته ملتزمة فقط بعدم التعامل بالدولار في تبادلاتها مع إيران وليس بكل العقوبات الأمريكية على طهران.
ونقل التلفزيون الحكومي عن العبادي قوله في مؤتمر صحفي "التزامنا في موضوع إيران هو عدم التعامل بعملة الدولار وليس الالتزام بالعقوبات الأمريكية".
ويتناقض تصريحه هذا مع آخر أدلى به الأسبوع الفائت عندما قال إن العراق يختلف مع الولايات المتحدة بشأن فرض عقوبات على إيران لكنه سيلتزم بها لحماية مصالحه مما أثار انتقادات من ساسة عراقيين متحالفين مع إيران ومن الجمهورية الإسلامية.
والولايات المتحدة وإيران حليفان للعراق.