إثر اهتمام «إثراء» فرص كبيرة لـ«الاقتصاد الفضي» بالسلطنة

مؤشر الخميس ١٦/أغسطس/٢٠١٨ ٠٢:٥٢ ص
إثر اهتمام «إثراء»
فرص كبيرة لـ«الاقتصاد الفضي» بالسلطنة

مسقط - خالد عرابي

برز على الساحة الاقتصادية مؤخراً مصطلح «الاقتصاد الفضي»، وهو نوع من الاقتصاديات التي تركز على فئة عمرية بذاتها، وهي بالنسبة للسلطنة الفئة العمرية من 50 سنة فما فوق، وهي الفئة التي لديها صرف متمكن وعالٍ جداً في السياحة وفي الحياة بصفة عامة، ولكن قد يكون لا يوجد تركيز عليها سابقاً، ولم تتم الاستفادة منها أو من الفرص التي يمكن أن توفرها.. ولذا فقد توجهت الهيئة العامة لترويج الاستثمار وتنمية الصادرات (إثراء) مؤخراً إلى الاهتمام به وتسليط الضوء على هذا النوع من الاقتصاد من خلال إقامة عدد من حلقات النقاش والندوات، وكان لنا هذا اللقاء مع اثنين من الرؤساء التنفيذيين لاثنتين من الشركات الصغيرة والمتوسطة العاملة في هذا الاقتصاد، واللذين رشحتهما لنا الهيئة للحديث حول هذا الموضوع.

في البداية قال هلال الريامي، المؤسس المشارك بشركة «جايد جيت» وهي إحدى الشركات الناشئة والعاملة في هذا الاقتصاد: «الاقتصاد الفضي» هو توجه جديد على المستوى العماني ولكنه موجود منذ فترة في العالم، وهو اقتصاد يركز على فئة كبار السن، ونحن بدأنا نتطلع على هذا الاقتصاد ونتجه له، وقد تختلف فئاته العمرية من دولة إلى أخرى بحسب التصنيف العمري، ولكن التصنيف المتوسط والمتفق عليه وهو متفق عليه في السلطنة أيضا، 50 سنة فما فوق، فهذه الفئة العمرية لها احتياجات معينة ولذا تتطلب تركيزاً على بعض الخدمات والمجالات، ولذا فقد أصبح التوجه للتركيز على متطلباتها والكسب من خلالها مطلبا مهما.

وأوضح الريامي قائلا: هناك شقين في الاقتصاد الفضي: الأول: هو مدى مساهمة الاقتصاد الفضي أو اقتصاديات هذه الفئة العمرية في الاقتصاد المحلي لبلد ما، أما الجانب الثاني، فهو كيف يستفيد الشباب أو شباب بلد ما من هذا الاقتصاد الذي يمتلك ثروة كبيرة وحتى الآن لم يتم الاستغلال التام أو الاستفادة المثلى منها.
وعن كيفية استفادة الشباب منه قال الريامي: يتم ذلك من خلال إنشاء الشباب لشركات ناشئة تدرس وتلبي احتياجات هذا السوق والتعرف على الفرص المتاحة فيه وتوفير فرص وخدمات تناسب هذا السوق، ويجب أن تكون تلك الشركات الناشئة في بيئة محفزة لهذا الاقتصاد، ولذا على المؤسسات الكبرى أن تحفز الشباب وتمدهم بالخبرة الكافية وتهيء لهم البيئة المناسبة للاستفادة من هذا الاقتصاد، سواء من حيث الاستشارات أو غيرها.
وعن المحفزات في هذا القطاع قال الريامي: هو عدم وجود كثير من الشركات العاملة في القطاع أو للاستفادة منه، علاوة على أنه قطاع مليء بالفرص، ويلبي رغبات الشركات الناشئة سواء من الناحية المادية أو اللوجستية ولذلك يمكن للشباب العماني الاستفادة من ذلك.
أما عن العوائق التي تقابلهم قال الريامي: هي تحديات يواجهها الشباب بصفة عامة ومنها عدم وجود البيئة التعليمية والتثقيفية المناسبة للاستفادة من هذا المجال، مثل موضوع الاستشارات والخبرات، والبيئة القانونية والاستثمارية الناجحة للاستفادة من هذا الاقتصاد، وأعتقد أن هناك بعض الجهات قائمة بهذا الدور.. غير أن واحداً من التحديات الأخرى هي أن من يعمل في الاقتصاد الفضي قد يكون غير ملم بالتقنيات الجديدة وذلك لأن هذه الفئة العمرية تركز على التفاعل المباشر مع الآخرين ولذا لا بد من وجود حلول ومنها إيصال التقنيات إلى هؤلاء وطرق التواصل الجديدة لهم.

فرص كبيرة

وقال الرئيس التنفيذي لشركة «الردهة» محمد الوهيبي: أعتقد أنه مع تغيير الأعمار في السلطنة هناك توجه وفرص كبيرة في هذا القطاع، ولكن ينبغي علينا أولا أن نتعرف على احتياجاته، ومن ثم ندرس الفرص المتاحة به بشكل حقيقي وذلك لأنه لكل بلد خصوصيته، وفي نفس الوقت هناك جوانب مختلفة لتنمية هذا الاقتصاد، فلا بد من بناء منتجات وخدمات تستهدف هذه الفئة، ولكن الجانب الآخر هو تمكين هذه الفئة للمساهمة بشكل أكبر في الاقتصاد، خاصة أن هذه الفئة من الناس تتوافر لديها سنوات كبيرة من الخبرة.. وهنا يكون التساؤل: كيف يمكننا بناء منصات تمكنهم من المساهمة بشكل أكبر في تحفيز الاقتصاد.
وأشار الوهيبي إلى أن هناك الكثير من العوائد الاقتصادية التي يمكن جنيها من تنمية الاقتصاد الفضي، وأن به فرصا ضخمة خاصة مع زيادة فترة سن التقاعد في السلطنة، ونظرا لأنها أصبحت أكبر، وهم لديهم فراغ والثروة المعرفية والمادية وذلك سواء لسد احتياجاتهم الخاصة أو استغلالها في المساهمة في الاقتصاد.
وقال: الإحصائيات تؤكد أن نسبة مساهمة الاقتصاد الفضي في السلطنة هي 9% ويتوقع لها خلال فترة عشرين عاما أن ترتفع إلى 11%، وتوجد بالعديد من الفرص في القطاعات ومنها على سبيل المثال: الصحة والسياحة وخاصة السياحة العلاجية وهي عليها إقبال كبير. ويمكن لشبابنا أن يستفيدوا من هذا النوع من الاقتصاد وذلك من خلال التعرف عليه وعلى عوائده والإقرار بوجوده والفرص الموجودة بها والعوائد المادية التي يمكن أن يستفيد منها كشاب، ومن ثم التوجه إليه والعمل فيه وبناء ومنتجات وحلول خاصة به.
وأكد الوهيبي قائلا: على الشباب الاستفادة من الفرص المتاحة في الاقتصاد الفضي حاليا سواء من خلال بناء خدمات ومنتجات أو تمكين الفئة العمرية الموجودة في الاقتصاد الفضي لبناء مساحات ومنصات مشتركة بين الأجيال لإنتاج قيمة مشتركة أو المشاركة في إنتاج القيمة فيما بينهم، خاصة أن المستقبل في الاقتصاد الفضي واعد والتجارب العالمية تقول ذلك، بل وتؤكد على أنه مزدهر جدا.