ملتقى الإعلام العربي بظفار يختتم فعالياته

بلادنا الخميس ١٦/أغسطس/٢٠١٨ ٠٣:٣٥ ص
ملتقى الإعلام العربي بظفار يختتم فعالياته

صلالة - محمد الخروصي وصالح الرواحي

اختُتمت أمس الأربعاء فعاليات وبرامج ملتقى الإعلام العربي، الذي نظّمته جمعية الصحفيين العمانية بالتعاون مع اتحاد الصحفيين العرب، بمشاركة أكثر من 30 ضيفاً إعلامياً من الوطن العربي، وذلك برعاية وكيل وزارة الإعلام سعادة علي بن خلفان الجابري.
تضمن اليوم الختامي للملتقى، الذي أقيم على مدى ثلاثة أيام في منتجع روتانا صلالة، عقد جلسة حوارية جمعت المشاركين، حيث تحدث فيها كل من عضو نقابة الصحفيين اليمنيين ورئيس شبكة الصحفيين الاستقصائيين في اليمن الإعلامي وهيب النصاري، ورئيس لجنة الحريات بنقابة الصحفيين الفلسطينيين الإعلامي محمد اللحام.
وتحدّث النصاري بداية الجلسة عن التجربة اليمنية والإعلام في اليمن متطرِّقاً إلى مسارات التطوّر وتحوّلات الحروب، مشيراً إلى أن الإعلام في اليمن اتسم بداية بطابع شمولي وساد فيه احتكار وسائل الإعلام لخدمة السلطة والترويج لسياستها الداخلية والخارجية، وفي فترة المواجهات المسلحة في السبعينيات ظهر إعلام موجه لكل شطر ضد الشطر الآخر، وتطوّر الوضع حتى بدأت صحف عن أحزاب اليسار في صنعاء بالظهور، وهي صحف معارضة لسلطة الشمال، ثم إشهار إذاعة في الشمال موجهة للجنوب تعارض النظام هناك.
كما تطرّق إلى الفترة ما بعد الوحدة اليمنية، قائلاً: إن مجال الإعلام شهد ثورة كبيرة في مجال الحريات الإعلامية والتعددية في الإصدارات المقروءة في حين كان الإعلام المسموع والمرئي ملكاً للسلطة وحكراً عليها، وفي حرب صيف 1994م انقسم الإعلام بين الحزب الحاكم وحلفائه والحزب الاشتراكي وحلفائه، فانتقالاً إلى استقطاب الصحف المستقلة بين الطرفين، وتطوّر الحال إلى أن اكتملت الحريات في وسائل الإعلام المسموع والمرئي والمقروء بقيام الوحدة اليمنية.
كما تطرّق النصاري إلى موضوع مسؤولية الصحفيين في تغطية الأزمات والأحداث بمهنية، مشيراً إلى أبرز التحديات التي تواجه الإعلام، ومنها أن وسائل الإعلام اليمنية تعرّضت منذ بداية الحرب لانتهاكات كبيرة وصلت حد إغلاق بعضها وملاحقة الصحفيين واختطاف عدد منهم حيث ما يزال هناك قرابة 15 صحفياً مختطفاً لدى بعض الجماعات المسلحة، فيما قُتل 25 صحفياً منذ مطلع العام 2015م حسب تقارير نقابة الصحفيين اليمنيين، مؤكدا على الضوابط التي يجب أن يتّبعها الإعلامي في حالة الكوارث والأزمات، ومنها الأمانة في نقل الأحداث كما هي دون تحريف أو تشويه أو تحيّز، وتوثيق المعطيات الميدانية بأمانة وإنصاف، والابتعاد عن التحيّز السياسي والتعصب العقائدي، وخدمة الحقيقة وإعلام الجمهور، والالتزام بالموضوعية.
وبدوره تحدث الإعلامي محمد اللحام عن جوانب المصداقية وطريقة ترويج الإشاعات، وترويج شبه الإشاعات بترويج الطرائف، كما أشار إلى أن بعض المصادر قد تقوم بتقديم تصريحات "مطاطة" دون وجود كلام صريح، وبعد ذلك قد تأخذ تلك التصريحات أبعادا أخرى تساهم في ترويج الإشاعات على أساس أنها موثقة بالفيديو، وقام اللحام بتقديم تدريب تطبيقي أكد للمشاركين طريقة تسريب الإشاعات أو الفهم الخاطئ، كما أوضح تلاعب بعض المسؤولين أو المعنيين بالتصاريح لتأخذ مسارات متعددة، مؤكداً ضرورة أن يكون الإعلامي محايداً في نقل التصاريح.
فيما قدّم نائب رئيس مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية سالم بن حمد الجهوري ورقة عمل حملت عنوان "مسؤوليات الإعلام في مقاومة تنامي خطاب الكراهية وتعزيز السلم الأهلي" أشار فيها إلى الإعلام الحديث الذي ساهم في انتشار خطاب الكراهية، وظهور ما يُعرف بالصحفي المواطن الذي لا يمتلك المهارات الصحفية الحقيقية والمبادئ الأولية لممارسة المهنة، مستعرضاً بعض النماذج التي تجمع خطاب الكراهية، والإعلام الجديد المروّج للإشاعة، حيث تطرّق إلى أهداف خطابات الكراهية، والتي أبرزها التقليل من شأن دولة على حساب أخرى، وتأييد موقف سياسي على آخر.
كما شمل اليوم الختامي أيضاً كلمة لجمعية الصحفيين العمانية قدّمها رئيس لجنة المراسلين أحمد بن ثابت المحروقي، أشار فيها إلى أن الملتقى تضمن مناقشة عدد من المواضيع من خلال جلسات حوارية وأوراق عمل قدّمتها نخبة من المختصين في مجال الصحافة والإعلام، كما أن الملتقى يعد فرصة سانحة لالتقاء المشاركين من مختلف الدول العربية مع بعضهم بعضا لتبادل الأفكار والخبرات في مجال الإعلام والصحافة تحديداً وخاصة في مجال الإعلام وإدارة الأزمات. وفي ختام الملتقى قام راعي الحفل بتكريم وتوزيع الشهادات على المشاركين.

مداخلات
وفي رصد لانطباعات المشاركين، كانت هناك لقاءات مع بعضهم، حيث قالت ردينة النحاس مندوبة وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا): تعرّفت على العديد من الصحفيين العرب وهذا مهم جداً لتبادل الخبرات ولنكن أكثر قرباً واطلاعاً على وضع كل بلد في الوطن العربي.
وأكدت على أنها أخذت التجارب العمانية بعين الاعتبار بالإضافة إلى جعلها نموذجا للتعامل مع الأزمات كإعصار (مكونو) والدور الفعال للصحافة.
ومن موريتانيا قالت الصحفية والمذيعة الغالية أعمرشين: أعبّر عن سعادتي لكم لمشاركتي في هذه الدورة التدريبية وهذا الملتقى في هذا البلد الجميل المضياف السلطنة وخاصة أهل مدينة صلالة الجميلة. التنظيم كان في غاية الدقة وعنوان حمل تجربة مرّت بها السلطنة واستطاعت أن تتخطاها بكل نجاح، واحسب أن إدارتكم للأزمة تستحق أن تكون أنموذجا يحتذى به ويطبّق ويدرّس لجميع الإعلاميين وخاصة المراسلين. كنتم الضيوف ونحن أهل الدار، نشكركم على تنظيم المحاضرات والأوراق التي قُدّمت.
جدير بالذكر أن الملتقى أقيم برعاية رسمية من وزارة الإعلام، ورعاية كل من: وزارة السياحة وبلدية ظفار وشركة رسيوت للاسمنت، وصلالة للميثانول وشركة التسنيم والشركة العمانية للاتصالات (عمانتل) وبنك مسقط وشركة عمران وطيران السلام وبنك ظفار والشعلة للعطور.

زيارة الأماكن السياحية
قام المشاركون في فعاليات ملتقى الإعلام العربي بزيارة للأماكن السياحية التي تنفرد بها محافظة ظفار عن سائر محافظات السلطنة خاصة في فصل الصيف من عيون وشلالات مائية وحصون وقلاع تاريخية تحكي تاريخ وحضارة عمان، كما زار المشاركون سوق الحافة للتبضع وشراء اللبان والبخور العماني والملابس العمانية التي تتميّز بها محافظة ظفار بصورة خاصة، وشراء الحلوى العمانية بمختلف أنواعها.