برقية لوزير النقل

مقالات رأي و تحليلات الخميس ١٦/أغسطس/٢٠١٨ ٠٣:٣٨ ص
برقية لوزير النقل

عزيزة راشد

معالي الوزير: لقد وهبنا الله أرضا خضراء وضباب صلالة وفيها المنظر الخلاب، يجمع بين الماء والخضرة والأحباب، نروّج لسياحتها بالمدح والإعجاب، فلمَ من يزورنا يختلط دمه بالتراب، ويمشي على طريق متشقق بالاضطراب، وبدل أن يعود باللبان تكفنه الأثواب، وأصبح اسم صلالة طريق الدم المذاب، نفقد مع الموت رونق الإعجاب؟ هذا الطريق المليء بالحكايات والعذاب، بالشوق والصحبة الطيبة، بالأمل والسياحة، كتبت فيه عشرات المقالات وألوف التغريدات، ولا تزال الحفر فيه والشقوق تأكله والزحام يشتد عليه، فيه نداءات كثيرة من أرواح رحلت وحصدها طريق واحد لا يرحم.
يُقال: من سار على الدرب وصل، ولكن طريق أدم - ثمريت فيه من لا يصلون، وإن حاول البعض وفاز بالوصول إلا أن هناك أرواحا كثيرة سُفكت دماؤها على إسفلت هذا الطريق، ولم تبد النداءات أي نتيجة ولم يعد هذا الشارع يرحم.
يا تُرى ما الحل؟ هل نشاهد الجثث المبعثرة وهي تختلط دماؤها بالتراب دون حل أو سعي أو مبادرة؟ أين الخطط التنموية من إنشاء طريق مزدوج يحمي الأرواح مزوّد بخدمات متنوعة؟ إن البلدان يعرف تطورها من عوامل عدة ومنها الطرق، وهي وسيلة أساسية وضرورية وملحّة لإيجاد ديمومة حياتية وإنسانية واقتصادية، ولكن لماذا يترك هذا الطريق دون تطوير؟ لا أجد إجابة مقنعة!!
إن كل دم يُراق على تراب طريق أدم - ثمريت هو دم غال أيا كانت جنسية حامله، ويعتصر الألم قلوبنا عندما نشاهد الجثث المبعثرة هنا وهناك وقد تهشمت بينما كان كل طموحها أن تقضي أياما جميلة في ربوع بقعة أعطانا الله إياها جنة.
معالي الوزير: كم حطمنا من أمل وكم أزهقت من روح، وكم دم سُفك، والطريق هو الطريق والسؤال معلق والإجابة مجهولة، من يمتلك القرار هو المسؤول والمحاسب أمام الله، وأمام أهالي الضحايا.
نطمح أن نرفد ميزانية الدولة بتطوير قطاع السياحة، ولكننا تركنا الطرق المؤدية إلى السياحة متهرئة وضيّقة ومهشمة، فكيف إذن نُوجِد قفزة اقتصادية سياحية ونحن لم نعمل شيئا بعد على أرض الواقع، وأداة السياحة وهي الطرق غير متطورة؟ اللهم إننا بلغناهم، وكتبنا النداء وصوّرنا المشهد، فلا تحمّلنا يا الله ذنب كل قطرة دم وكل روح أزهقت في طريق عمره عشرات السنين ونحن ننادي بتطويره دون جدوى!!