العقم الثانوي ظاهرة تربك ملايين النساء حول العالم

7 أيام الخميس ١٦/أغسطس/٢٠١٨ ٢١:١٠ م
العقم الثانوي ظاهرة تربك ملايين النساء حول العالم

أبوظبي- 7
هناك العديد من النساء اللاتي يكافحن من أجل الحصول على الحمل بعد أن كان لديهن القدرة على إنجاب طفل من قبل، ويطلق على هذه الحالة «العقم الثانوي». وتشير الدراسات إلى أن واحداً من كل ثمانية أزواج يعانون من العقم، ووفقا لأحدث الأبحاث العلمية، ف 11% من الأزواج الذين لديهم أطفال بالفعل يصابون بحالة العقم الثانوي، وهذا ما يعادل 4 ملايين أسرة أو ما يعادل نصف حالات العقم.

وقالت د.«لورا ميلادو»، أخصائية أطفال الأنابيب لدى مركز «IVI Fertility» الشرق الأوسط في أبوظبي: «يعاني الكثير من المرضى الذين يأتون إلى عيادتنا من عقم ثانوي. وتماما مثل العقم الأولي يمكن أن يكون العقم الثانوي مؤثراً بشكل كبير، ويتطلب نفس نهج العلاج مثل تشخيص العقم الأساسي. وبالتالي، من المهم زيادة الوعي وإعطاء توضيحات كافية، وتشجيع الأشخاص الذين يكافحون من أجل الحمل وحصولهم على الدعم الذي يحتاجونه».

والعقم الثانوي ليس مرضاً أو حالة طبية محددة، ولكنه يعبر عن حالة زوجين يمران بتجربة عدم القدرة على الحمل أو الحفاظ على الحمل لفترة، وذلك بعد ولادة طفل واحد أو أكثر. وهناك العديد من العوامل التي يمكن أن تؤدي إلى حالات العقم الثانوي أهمها التقدم في العمر، وزيادة الوزن أو نقص الوزن، ونقص التعرض لأشعة الشمس، وزواج الأقارب، والمشاكل الهرمونية، والأضرار من حالات الحمل السابقة كالندبات الناتجة عن عمليات الولادة القيصرية، بالإضافة إلى أنماط الحياة المتغيرة.

وأضافت د.لورا: «غالبا ما يعتبر العقم من القضايا المحرجة، وبالنسبة للنساء اللاتي يعانين من العقم الثانوي فإن حالهن ليس أفضل من غيرهن على الإطلاق، فمعظم النساء اللاتي يعانين من العقم الثانوي يصبن بالاكتئاب، مما يؤدي في كثير من الأحيان إلى اضطراب في علاقة الزوجين. وعلى الرغم من أنه ليس من السهل التعامل مع هذه الحالة، إلا أننا ننصح المريضات إذا تعرضن للعديد من حالات الإجهاض أو عند عدم انتظام الدورة الشهرية أو إذا حدث لديهن حمل غير ناجح بعد تجربة لمدة تتراوح من ستة إلى اثني عشر شهراً، رؤية طبيب متخصص».

وأضافت قائلة: «هناك الكثير من العواطف والمشاعر التي تمر بها المرأة التي تناضل من أجل الحمل، وغالباً ما يصيبها الاكتئاب كل شهر حينما تدرك أنها ليـــــست حاملا. وعلاوة على ذلك، من الصــــــعب جداً أن تستوعب المرأة التي حملت بسهولة قبل ذلك أنه يتعذر عليها الحمل مـــــــرة أخرى. ومع ذلك، نريد أن نجعل جمـــــــيع النساء اللاتي يعانين من هذه الحالة أن يعرفن أنهن لسن وحدهن، وأن الكثير من النساء لديهن حالات مماثلة».

ويمكن أن يتسبب العقم في حالة انعزال، ولضمان عدم خوض المرأة تجربة نضالها للحصول على الحمل في صمت، يهدف مركز «IVI Fertility» الشرق الأوسط للإخصاب إلى نشر الوعي حول العقم الثانوي من خلال جلسات مع المريضات بانتظام في عيادات المركز من أجل تقديم الاستشارات المناسبة.

واختتمت د.لورا حديثها قائلة: «قد يواجه الأزواج المصابون بالعقم الثانوي صعوبة في الحصول على الدعم من قبل العائلة والأصدقاء أيضاً.

لذلك هناك مجموعة متنوعة من الخيارات التي يمكن للأزواج أن يختاروها للتعامل مع هذه الحالة، إلا أن التشاور مع أخصائي الخصوبة هو الخطوة الأولى التي يجب عليهم القيام بها».