خالد العنقودي: مغامرتي في زنجبار هدفها توثيق الوجود العماني هناك

7 أيام الخميس ٠٦/سبتمبر/٢٠١٨ ٢٠:٠٠ م
خالد العنقودي: مغامرتي في زنجبار هدفها توثيق الوجود العماني هناك

مسقط- خالد عرابي
هو واحد من المغامرين العمانيين ذوي الطراز الفريد، فقد كان من أوائل المغامرين الذين زاروا العديد من الدول، وقطعوا الكثير من المسافات جوا، وبحرا، وبرا، حيث بلغ عدد الدول التي زارها إلى الآن أكثر من 65 دولة، وبلغ عدد الجبال التي تسلق حتى وصل قممها أكثر من 8 قمم منها ما هو عالمي، ناهيك عن عشرات من الجبال في مختلف الدول، كما أنه كاتب ومؤلف لأكثر من 5 أعمال أدبية.. إنه الرحالة والمغامر العماني خالد بن سعيد العنقودي.. سافر مؤخرا -وما زال هناك- إلى زنجبار فتواصلنا معه ليكون لنا معه هذا اللقاء.

في البداية قال خالد العنقودي: إن طابع رحلاتي يختلف من مغامرة إلى أخرى ومن رحلة إلى أخرى وذلك بحسب طبيعة وموقع البلد الذي أزوره وظروفه، فمنها ما يكون لاستكشاف الطبيعة، ومنها ما يكون لمعرفة ثقافات الشعوب عن طريق المغامرات كالمشي وعبور الحدود واستخدام القطارات والعبارات البحرية والمركبات، وتأتي رحلتي هذه إلى زنجبار -تلك الدولة التي تربطها علاقة تاريخية وثيقة ولها صلات وطيدة بالسلطنة عبر التاريخ- وذلك لأبعاد منها: اقتفاء الوجود والأثر العماني هناك والتأثير الكبير الذي أحدثه أجدادانا هناك ومازالت آثاره وتأثيراته الإيجابية إلى اليوم، كما تأتي هذه الرحلة كجزء من مغامرة ممتدة في القارة السمراء في تنزانيا وجزرها وخاصة أرخبيل زنجبار والجزيرة الخضراء موطن العمانيين سابقا.

وأضاف قائلا: لا أخفي عليك أني قارئ نهم ومهووس بكتب التاريخ والجغرافيا، وقد هالني ما قرأت عن تاريخ عمان في زنجبار ووجود كثير من الشواهد الدالة على ذلك وعلى تاريخ عمان الموغل في القدم في أفريقيا، لذلك عزمت المضي قدما نحو توثيق وتسجيل تلك الشواهد والعمل نحو الالتقاء بكثير من العمانيين المقيمين هناك حتى يكون مضمنا في إصداري القادم، حيث أنوي أن أكتب كتابا عن زنجبار وعن الآثار والوجود العماني هناك. كما لا أخفيك سرا أنني من عشاق استكشاف الطبيعة الخضراء بكل مكنوناتها الجميلة الممثلة في الابتعاد عن الضوضاء وعن المدن بازدحامها والتي تكدرها الأصوات المزعجة والضجيج مفضلا البحث عن السكينة والراحة في الدول التي أقوم بزيارتها لما تمتلكه من مقومات وكنوز، حيث أبتعد عن زيارة المدن لأن الإقامة فيها لا تروق لي بتاتا، ولذلك فإن كل رحلاتي لا تخلو من معايشة الطبيعة، لذلك فلا يغيب عن هذه الرحلة أيضا الاستمتاع بالطبيعة هناك وخاصة بعدما قرأت وعرفت ووجدت أن زنجبار واحدة من الأماكن الرائعة والفريدة بطبيعتها البكر من شواطئ ورمال ومياه وخضرة وغيرها. كما أن هذه الرحلة تأتي استكمالا وجزءا من رحلة ممتدة انطلقت قبل عدة أشهر حيث سافرت قبل ذلك إلى عدة دول أفريقية حتى وصلت إلى أرخبيل زنجبار. واستطرد قائلا: هذه الرحلة تخللتها عدة وسائل، فقد سافرت إلى هناك جوا ثم أكملت مغامرتي هناك برا تارة وتارة عن طريق المراكب والعبارات البحرية لعدم وجود طرق برية تربط الجزر وتارة مشيا على الأقدام، فالرحال عليه أن يكيف نفسه حسب ظروف كل بلد ومدى توفر وسائل النقل المختلفة.

وعن استعداداته لهذه المغامرة قال العنقودي: إنها بدأت منذ فترة ليست بالقريبة، حيث كنت أقوم بجمع المعلومات ومجالسة من سبق أن سافروا إلى هذه البلدان وكذلك ممارسة مختلف الرياضات -وبالتحديد المشي- اضف إلى ذلك أهدافي التي بسببها ارتحلت إلى هذه البلدان، كما تبع ذلك ترتيب الأمور المالية والمعنوية للسفر، وبصفة عامة بالنسبة للسفر فأنا على استعداد تام له.

تاريخ عريق
وعن أبرز مشاهداته من هناك قال: بالطبع حينما نتحدث عن زنجبار فهي تاريخ عريق مليء بالتفاصيل والشواهد منذ الوجود العماني هناك، وما أسسه سلاطين عمان من نهضة وتطور هناك متروك أثره إلى الآن، ومن ذلك مثلا أنني وجدت بعض تلك الآثار عندما عمدت إلى المسير من مكان إلى آخر ومن مدينة إلى أخرى، فهناك ترى قصر العجائب بتاريخه العريق شاهدا على ما شيده العمانيون.. كما شاهدت في مدينة "نامشي بزار" خرائب قصر قديم بعدما تعرض للحريق، حيث كان المشهد الذي يحيط بالمكان بيوت تتناثر هنا وهناك يسكنها صيادون، والمكان ما زال محاطا بتموجات الريف، لكن لم تعد الأرض كما كانت أعمدة تقف شامخة فلم يتبق سوى أطلال قصر منيف كان في يوم ما قصر المرهوبي، حيث إن هذا القصر كان من أجمل القصور التي بناها السيد برغش بن سعيد في زنجبار عام 1882 بعد قصر بيت العجائب، وهو ثاني سلاطين زنجبار وقد تعرض للحرق في العام 1899 م وفي هذا المكان كنت اتلفت يمنة ويسرة ولم أجد سوى بقايا قوارب وسفن وصيادين يعدون السردين في أوعية للطبخ، المكان لم يراع أحد حرمته وهو غير مسور فسكان المنطقة يخترقون ممراته، وهناك حوافر خراف يسمع صوتها وهي تقتات تلك الحشائش التي تحيط بالقصر.

أصعب المواقف
وعن أصعب المواقف التي تعرض لها في مغامراته قال خالد العنقودي: حدث ذلك عندما وصلت إلى أحراش السافانا الأفريقية حيث قرعت طبول القارة الأفريقية بعدما انطلقت الأصوات الراقصة عندما صاحبتها صرخات رجال قبائل الماساي الأفريقية بقوة بربرية لا يوازيها صوت بعدما أحاطت بي مجموعة من الرجال وكنت لا أدري كيف اتعامل معهم ولكن -ونظرا لأنني كنت أرف عددا من الكلمات السواحيلية ومنها أنني ضيف ومسافر أو سائح وضللت الطريق وغيرها- حاولت أن أوصل لهم ذلك وفي النهاية فهموا ذلك بل وساعدوني حتى وصلت إلى الطريق الصحيح.. أما عن أطرف المواقف فقال: حدث ذلك معي عندما أكلت وجبة الحشرات في أوغندا وقد أتى أحدهم كي ينتشلني من الموقف الصعب، ولكن هيهات فقد جاء بعد فوات الأوان.