مدرسيات

مقالات رأي و تحليلات الأربعاء ١٢/سبتمبر/٢٠١٨ ٠٤:٠٨ ص
مدرسيات

ناصر العموري

وبدأ العام الدراسي من جديد بعد إجازة صيفية ليست بالقصيرة، وبدأ معه الاستنفار من قبل وزارة التربية والتعليم والاستعداد للعام الدراسي الجديد وعلى جميع الأصعدة، ولكن تبقى هناك بعض الإشكاليات والظواهر التي تطفو على السطح خلال العام الدراسي ينبغي الالتفاف عليها وعمل ضوابط وآليات منظمة لها من قبل وزارة التربية والتعليم، نستعرضها لكم كالآتي:

(حافلات المدارس)
بداية نتقدم بخالص التعازي وصادق المواساة لذوي الطالب من الجالية السودانية والذي توفاه الله في حافلة المدرسة خلال الأسبوع الفائت. نعم، إنه أمر الله وهو مطاع ولكن علينا أن نأخذ بالأسباب وأنا أقولها صراحة: لن يتوقف ضحايا الحافلات المدرسية إن لم نجد تدخلا صارما واهتماما جادا من قبل وزارة التربية والتعليم، فكل سنة تقريبا نسمع عن ضحية أو أكثر حتى بات البعض يخاف على أولاده من ركوب الحافلة المدرسية. المطلوب أن تعطي الوزارة هذا الموضوع الاهتمام الأكبر مناقشة وتنفيذا، وهناك حلول كثيرة وعديدة للحد من هذه الظاهرة للحفاظ على سلامة الطلاب، فحبذا لو نسمع حراكاً جاداً من قبل وزارة التربية والتعليم وجهات أخرى ذات علاقة كشرطة عمان السلطانية فالموضوع أصبح لا يحتمل التأجيل والتأخير من أجل أبنائنا فلذات أكبادنا.

(الطلبات مستمرة)
في بداية كل عام دراسي هناك قائمة من الطلبات التي تبدع بعض المدارس في طلبها من الطلاب، ولا نعرف تحديداً هل هذه طلبات إدارة المدرسة أم أنها اجتهاد من تلقاء المدرس نفسه؟! نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر طلب مبالغ لتزيين الصف أو لشراء فرش لطاولة الصف أو التنسيق مع شركة لتوفير قمصان رياضية موحدة لطلبة الصف، وكأنهم في منتخب رياضي، وغيرها العديد! قد تكون هذه المبالغ بنظر البعض مبالغ زهيدة ولا تستحق الذكر، ولكن ماذا عمن لديه أكثر من طفل يدرس؟ وماذا عن أصحاب الميزانيات المتواضعة؟ والطلبات مستمرة طوال العام مع اختلاف المضمون بل وبعضها يكون غريبا وعجيبا؟! والسؤال هنا هل وزارة التربية والتعليم على علم بما يحدث، فإن كانت تعلم فتلك مصيبة وإن كانت لا تعلم فالمصيبة أعظم.

(المشاريع الطلابية)
هو الموضوع المتجدد في كل عام دراسي، كما أنه مرتبط بالموضوع الأسبق الطلبات الدراسية.. لماذا كثرتها وما هو مصيرها نهاية العام؟ هل إلى مكب النفايات وهو ما شاهدته بأم عيني عندما ذهبت لإحضار شهادة نهاية العام لابني وبصراحة كان منظرا مؤسفا وأنت ترى جهود الطلبة إلى أين مصيرها؟! نحن هنا لسنا ضد هذه المشاريع طالما أنها تفيد الطالب دراسيا وإن كانت المكتبات الآن تقوم بهذا الدور وليس الطالب نفسه، ولكن ينبغي تقنين عمل هذه المشاريع لا أن تكون سيلا هادرا طوال العام لا تتوقف وأن يكون مصيرها معروفا سواء إلى مخازن المدرسة إن كانت مشاريع متميزة للمشاركة بها مستقبلا في المعارض المدرسية أو تعاد إلى الطالب نفسه نهاية العام لا أن يكون مصيرها القمامة بعد تلكم المصاريف؟!

حصص التجويد بدلاً عن الموسيقى
القرآن الكريم هو منهجنا ودستورنا ومن الضروري الاهتمام به من الصغر سواء أكان خارج المدرسة أم داخلها، وظهر مؤخرا عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقترح لماذا لا تستبدل حصص الموسيقى بحصص التجويد للقرآن الكريم؟ لاسيما ما لوحظ مؤخرا من ضعف في التجويد لدى كثير من الطلبة وهذا ناتج بالطبع عن قلة التركيز في المنهج الدراسي بالنسبة للتجويد، وحقيقة لم أجد ما يفيد الطالب عندما يدرس السلم الموسيقي أو علماء الموسيقى بل أجد الكثير من الطلبة يعتبر حصة الموسيقى نوعا من الراحة والترفيه فقط لا غير.. فيا ليت أن تكون هناك عملية اختيارية بالنسبة للطالب بين حصص التجويد والموسيقى وما تختاره الأغلبية سيكون هو الراجح والدائم خلال السنوات الدراسية المقبلة ويكون طبعا إعطاء الأولوية لحصص التجويد ففيها الخير العميم.

(المناهج الطلابية ومواءمة سوق العمل)
هل المناهج الدراسية لدينا يا ترى توائم سوق العمل المستقبلي لاسيما فيما يتعلق بالفصول العليا ومدى حاجتها لتحديد التخصص؟ أم أن الأمر ما زال حبرا على ورق؟! فمما لا شك فيه أن التخصص بات حاجة ملحة في الوقت الحاضر ابتداء من المدارس مرورا بالكليات والجامعات ومعرفة احتياجات سوق العمل مطلب ضروري ما يساعد على زيادة فرص التوظيف بالنسبة لأصحاب الشهادات عوضا عن تكدس الخريجين بالمئات، فما أجمله عندما تحدد سيرك ابتداء من المدرسة إلى الجامعة إلى الحياة المهنية، والأجمل هنا أنك تحب ما تخصصت لأجله لا أن يكون مفروضا واقعا عليك تحدده النسبة المفروضة أو اشتراطات معينة.
هي إشارات ذات نمط تربوي منها ما وصل لبريد نبض قلم ومنها ما يتداول عبر الرأي العام.. نتمنى بل ونرجو من وزارة التربية أخذها في الحسبان، وعلاج ما هو طارئ بشكل مكثف وسريع مع تقديرنا التام لما تقوم به وزارة التربية والتعليم من جهود تحسب لها في تنمية وتطوير المسيرة التربوية.