محمد البرعمي عين تصور وعين توثق

مزاج الأحد ١٦/سبتمبر/٢٠١٨ ٠٤:٢٨ ص
محمد البرعمي

عين تصور وعين توثق

مسقط - لورا نصره

يجتذب تصوير الحياة الفطرية والطبيعية الكثير من المصورين والهواة في كل عام، معظمهم يهتم بالتقاط صورة مميزة، بينما هناك القلة ممن يهتمون بالتوثيق ومنهم محمد بن مسلم البرعمي. محمد من أبناء مدينة صلالة بمحافظة ظفار، درس علم الجيولوجيا بجامعة الكويت وله اهتمام كبير بالبيئة والحياة الفطرية وكذلك علم المناخ ومتابعة الأحوال الجوية.. في السطور المقبلة نتعرّف عليه أكثر وعلى طموحه في هذا المجال.

لك اهتمام خاص بتصوير الحياة الفطرية وبالأخص الطيور.. حدّثنا عن مشوارك في هذا المجال، كيف بدأ.. وكيف طوّرته؟

كوني من منطقة جبلية نيابة «حجيف» التي تكثر بها الطيور وتزخر بالعديد من مكونات الحياة الفطرية كان من الطبيعي أن يولد في داخلي الاهتمام بتتبعها ومتابعتها منذ الصغر وتطوّر الاهتمام من المشاهدة إلى جلب الأدوات الخاصة بالتصوير مثل الكاميرا الاحترافية والعدسات المناسبة لتصوير الطيور والطبيعة بتلك المنطقة ومنها بدأت أنتقل لمتابعة الحياة الفطرية في مناطق ظفار كلها، يدفعني إلى هذا حبي للطبيعة والمفردات الفطرية النادرة لبيئتنا العمانية وتنوعها وحرصي لمتابعتها ونشر الثقافة البيئية لدى المتلقي.

ما هي أبرز أعمالك

وهل شاركت بها في

معارض متخصصة؟

الاتجاه نحو التصوير بالأساس ومنذ بدايتي كان بهدف توثيق شخصي للحياة الفطرية ومحاولة إكمال حلمي الخاص بتوثيق جميع مكونات الحياة الفطرية بمحافظة ظفار وإصدار كتاب بذلك.. لذلك كان الهدف الأساسي متابعة ومراقبة وتوثيق الحياة الفطرية دون التفكير بالدخول بمسابقات أو الأمور الأخرى.

ما الصعوبات التي تكتنف هذا النوع من التصوير؟

بالطبع هناك عدة تحديات يجب على المصوّر المتخصص بالحياة الفطرية معايشتها وأهمها الصبر، فأحيانا يتطلب التقاط صورة الانتظار لساعات عديدة حتى تتم مشاهدة الطير أو تصويره ومتابعته، وكذلك تواجه المصوّر مصاعب أخرى تتعلق بوعورة المناطق الجبلية وطول المسافات من منطقة إلى أخرى.

حدّثنا قليلا عن التنوع الأحيائي الطبيعي في ظفار؟

تزخر محافظة ظفار بتنوع فريد للحياة الفطرية كبقية مناطق السلطنة، وتتميّز بوجود ثلاث بيئات مختلفة: البحرية والجبلية والصحراوية، مما يجعلها من المناطق المهمة للتنوّع الأحيائي الطبيعي، ويتوافد سنويا العديد من راصدي الطيور حول العالم إلى ظفار لتسجيل وتوثيق هذا التنوّع الغني والمذهل. ومن أهم ما يميّز المنطقة هو وجود النمر العربي والوعل النوبي والغزلان ومئات الأنواع من الطيور سواء كانت مهاجرة أو محلية.. وغيرها من الكائنات الفطرية.

كيف يمكن للمصوّر أن يمارس هوايته.. وبنفس الوقت لا يزعج الطيور أو الكائنات الأخرى في بيئتها.. ما هي نصائحك؟

من المهم جدا متابعة الحياة الفطرية دون إزعاج تلك الكائنات، فالإساءة غير المقصودة لها في بيئاتها تتسبب بانتقالها لمواقع أخرى بعيدة وعدم وجودها ببيئتها الطبيعية وخاصة عندما تشعر بوجود أية أخطار نحوها. لذلك يجب التصوير والمتابعة من مسافة بعيدة يشعر معها الكائن الحي بالأمان، وعدم إصدار أية أصوات مزعجة، كما ويمنع إحداث أية تغيّرات بمكوناتها البيئية كقطع بعض الأشجار أو العبث بالأعشاش أو إحداث أية تغييرات غير طبيعية في المنطقة.

هل تمارس التصوير في ظفار فقط.. حدّثنا عن المناطق أو البلدان التي تجذبك للتصوير؟

حاليا كل مجهوداتي ومتابعتي وعملي يقوم على توثيق الحياة الفطرية في ظفار فقط، وعندما أتمكن من إنهاء هذا العمل سأنتقل إلى مناطق السلطنة الأخرى لتوثيق الحياة الفطرية فيها ولديّ الرغبة للقيام بهذا.

طموحك في هذا المجال؟

طموحي كما ذكرت سابقا توثيق جميع مكونات الحياة الفطرية بمحافظة ظفار وفهم طبيعة الهجرات ومواسمها وإصدار كتاب بذلك مستقبلا.