الشرطة تقاتل طالبان

الحدث الثلاثاء ١٨/سبتمبر/٢٠١٨ ٠٤:٤٣ ص
الشرطة تقاتل طالبان

غزنة (أفغانستان) - رويترز

عادة ما تكون الشرطة الأفغانية التي تعاني من ضعف التسليح والأجور في الخطوط الأمامية في المواجهات مع حركة طالبان وخسرت 90 رجلا خلال الدفاع عن مدينة غزنة الاستراتيجية الشهر الفائت مما يبرز أوجه ضعف مزمنة. أماط القتال العنيف في غزنة الذي دام أربعة أيام اللثام عن مشكلات من بينها مشاعر الاستياء من الجيش النظامي، والتي تتزايد مع تصعيد المسلحين للضغط لعرقلة الانتخابات البرلمانية المقررة الشهر المقبل. وقُتل عشرات من رجال الشرطة منذ معركة غزنة فيما تهاجم طالبان المدن والمناطق الشمالية ومن بينها ساريبول وبغلان وسمنكان. وفي إقليم قندوز قُتل 15 من أفراد الشرطة في حادث واحد الأسبوع الفائت.

مزايا مفقودة

يقول محمد زمان -الشرطي في غزنة: «نحارب من أجل بلدنا لكن لا نحصل على المزايا والاحترام مثل جنود الجيش» وهو ما يعكس مشاعر الاستياء القديمة التي تعرقل التنسيق بين قوات الأمن.
وأضاف: «تكبّدنا الكثير من الخسائر البشرية ولقي العديد من رجال الشرطة حتفهم لكن الحكومة لم تُعِرنا أي اهتمام. لم نحصل على رواتب بعد».
ورغم أن قوات الشرطة الأفغانية أقل أجرا وتجهيزا بشكل عام من الجيش إلا أنها كانت على خط المواجهة في التمرّد لسنوات عديدة ويحمي أفرادها نقاط تفتيش مكشوفة حيث يتحمّلون الوطأة الأكبر للقتال ويتكبّدون خسائر فادحة.
وأشار تقرير لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) في مارس إلى أن القوة الفعلية للشرطة الوطنية الأفغانية تبلغ 129 ألفا و156 فردا من إجمالي قوات الأمن التي يبلغ قوامها 313 ألفا و728 رجلا وهو ما يقل 11 في المئة عن العدد المسموح به وهو 352 ألفا.

بطء التغيير

وبموجب خطة بدأت العام الفائت تم نقل تبعية شرطة الحدود والشرطة المدنية الوطنية إلى وزارة الدفاع في خطوة تهدف إلى تفريغ وحدات الشرطة الأخرى لمهام إنفاذ القانون التقليدية. لكن التقدم بطيء. ووفقا لتقرير البنتاجون لم يكن هناك «تغيير كبير» في دور الشرطة رغم نقل التبعية.
وكشف تقرير لوزارة الداخلية صدر بعد اجتياح طالبان لغزنة لفترة قصيرة الشهر الفائت أن رجال الشرطة قاتلوا أكثر من 28 ساعة بمفردهم قبل أن يبدأ الجيش عملياته لمواجهة المسلحين.
وقال التقرير «الشرطة الوطنية الأفغانية تصرّفت بسرعة لكنها تعرّضت للهزيمة إذ إنها لم تتلقَ تدريبا على قتال طالبان. تبيّن أن بعض رجال الشرطة أصابهم الخوف وهربوا إلى القرى المجاورة».

إعادة تقييم

من المرجح أن يزيد دور الشرطة مع زيادة محاولات المسلحين لعرقلة الانتخابات البرلمانية التي ستجرى في أكتوبر بالنظر إلى سيطرة طالبان على مناطق شاسعة في الريف وشنِّها لهجمات على مدن.
وقال المتحدّث باسم شرطة غزنة، أحمد خان، إن نحو 50 ألفا من رجال الشرطة يخضعون في الوقت الحالي للتدريب لحماية آلاف من مراكز الاقتراع التي يقع الكثير منها في مناطق نائية في أنحاء البلاد لكن ارتفاع عدد القتلى والمصابين في صفوف الشرطة أضر بالمعنويات.وأضاف خان: «من واجب الجيش القتال ضد طالبان أما نحن (الشرطة) فعلينا تأدية واجبنا لكننا قاتلنا لإنقاذ غزنة.. نفعل بالضبط ما يفعله الجيش». وتابع: «نريد أن نعرف لماذا تأخر الجيش الأفغاني عندما تعرّضنا للهجوم من كل الجهات. نحن مجبرون على القتال بمفردنا وإتمام مهمات أخرى أيضا».

قادة فاسدون

وطالب مانحون أجانب على رأسهم الولايات المتحدة منذ مدة طويلة بتنفيذ إصلاحات بما يشمل زيادة الرواتب والتخلّص من القادة الفاسدين ومن أفراد الشرطة «الأشباح» الذين لا وجود فعلي لهم في الخدمة من على قوائم التوظيف والدفع.
ومن المتوقع أن تخصص الولايات المتحدة 766 مليون دولار هذا العام لقوات الشرطة الوطنية الأفغانية.
وتسبب ما حدث في غزنة والشكاوى واسعة النطاق من الشرطة في تعهدات بالإصلاح قطعتها الحكومة ووعود بتوفير أسلحة جديدة وعتاد بدلا من الكلاشنيكوف وسيارات الهمفي التي تستخدمها الشرطة.
وقال مسؤول كبير في وزارة الداخلية «لن يكون لزاما على الشرطة حراسة نقاط التفتيش.. سننشر جنودا من الجيش في كل مواقع التفتيش المهمة على مدة الأيام الثلاثين المقبلة».
وأضاف: «سنزيد أيضا من رواتبهم في ميزانية الدفاع والأمن المقبلة».
لكن الخطة لم تحظَ بعد بموافقة من مستشار الأمن القومي الجديد حمد الله مهيب الذي تولى المنصب الشهر الفائت بعد استقالة سلفه حنيف عتمار بسبب خلافات مع الرئيس أشرف غني عقب حصار غزنة.