إدلب «تفلت» من الخيار العسكري

الحدث الأربعاء ١٩/سبتمبر/٢٠١٨ ٠٣:٠٠ ص
إدلب «تفلت» من الخيار العسكري

دمشق - موسكو - طهران - رويترز - وكالات

رحّبت الحكومة السورية بالاتفاق حول محافظة إدلب الذي أُعلن عنه في مدينة سوتشي الروسية -بين الرئيسين الروسي والتركي- مؤكدة أن هذا الاتفاق كان حصيلة مشاورات مكثّفة بين الجمهورية العربية السورية والاتحاد الروسي وبتنسيق كامل بين البلدين فيما قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أمس الثلاثاء إن الدبلوماسية بين إيران وتركيا وروسيا نجحت في تفادي الحرب في إدلب بشمال غرب سوريا.

وقال مسؤول بوزارة الخارجية السورية إن الاتفاق الروسي التركي بشأن إدلب الواقعة تحت سيطرة المعارضة «مؤطر زمنيا بتواقيت محددة» ويعتمد على «وحدة وسلامة» الأراضي السورية.
ونقلت وسائل الإعلام السورية عن المسؤول قوله «هو جزء من الاتفاقيات الفائتة حول مناطق خفض التصعيد... التي انطلقت في أساسها من الالتزام بسيادة ووحدة وسلامة أراضي الجمهورية العربية السورية وتحرير كافة الأراضي السورية سواء من الإرهاب والإرهابيين أو من أي وجود عسكري أجنبي غير شرعي».
أما وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف فقد كتب على تويتر «الدبلوماسية المكثفة التي اتّسمت بالمسؤولية خلال الأسابيع القليلة الفائتة والتي اتّبعناها خلال زياراتي إلى أنقرة ودمشق، ثم قمة إيران وروسيا وتركيا في طهران والاجتماع في سوتشي تحقق نجاحا في تفادي الحرب في إدلب بالتزام راسخ على محاربة الإرهاب المتطرف. الدبلوماسية تنجح». ونقلت قناة الميادين الفضائية عن المتحدّث باسم وزارة الخارجية الإيرانية قوله إن إيران ترحّب باتفاق بين تركيا وروسيا بشأن محافظة إدلب التي تقع في شمال غرب سوريا مضيفا أنه جرى التشاور مع طهران قبل الإعلان عنه.

ارتياح المعارضة

قال مسؤول بارز بالمعارضة السورية المسلحة أمس الثلاثاء إن اتفاق روسيا وتركيا على إنشاء منطقة عازلة في إدلب قضى على آمال الحكومة السورية في استعادة سيطرته الكاملة على سوريا.
وقال المسؤول البارز في الجيش السوري الحر مصطفى السراج في تصريحات لرويترز «اتفاق إدلب يضمن حماية المدنيين من الاستهداف المباشر ويدفن أحلام «الأسد» من إعادة إنتاج نفسه وفرض كامل سيطرته» على سوريا.
وأضاف أن الاتفاق الذي تم التوصل له في سوتشي يوم الاثنين بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوجان والروسي فلاديمير بوتين «يفرض أمرا واقعا من سيطرة جغرافية للمعارضة وبقاء السلاح بيد الجيش السوري الحر» مما سيكون نقطة انطلاق نحو تحوّل سياسي ينهي حكم الأسد. وقال إن هذه المنطقة ستظل في أيدي الجيش السوري الحر مما سيؤدي إلى «إجبار النظام وداعميه على البدء بعملية سياسية جدية تفضي إلى انتقال سياسي حقيقي وإنهاء حكم الأسد».

مراقبون أتراك وروس

وقال بوتين خلال مؤتمر صحفي مشترك مع أردوجان «اتفقنا على أنه بحلول 15 أكتوبر سنقيم على طول خط التماس بين المعارضة المسلحة وقوات الحكومة منطقة منزوعة السلاح عمقها ما بين 15 و20 كيلومترا مع انسحاب مقاتلي المعارضة المتطرفين وبينهم جبهة النصرة».
وقال بوتين: «اتفقنا على أن تسحب كل جماعات المعارضة الأسلحة الثقيلة والدبابات وأنظمة الصواريخ وقذائف المورتر من تلك المنطقة». وتابع قوله: «ستراقب مجموعات من الوحدات التركية ووحدات من الشرطة العسكرية الروسية المنطقة منزوعة السلاح».
ولم يفسّر بوتين أو أردوجان كيف يعتزمان التمييز بين مقاتلي المعارضة المتطرفين والجماعات الأخرى التي تعارض الحكومة السورية. كما لم يتضح بعد إن كانت مدينة إدلب جزءا من المنطقة.
وتسيطر على إدلب مجموعة متنوّعة من الجماعات المسلحة أقواها هيئة تحرير الشام وهي تحالف لجماعات إسلامية تهيمن عليه جبهة النصرة سابقا، والتي كانت تتبع تنظيم القاعدة حتى العام 2016.
وتوجد جماعات إسلامية أخرى وجماعات تحارب تحت لواء الجيش السوري الحر بدعم تركي. وانضوت هذه الجماعات تحت لواء «الجبهة الوطنية للتحرير».
وقال أردوجان للصحفيين خلال المؤتمر الصحفي «بهذا الاتفاق استطعنا تلافي أزمة إنسانية في إدلب».
وأضاف: «المعارضة ستظل باقية في أماكنها. وفي المقابل سنضمن أن الجماعات المتطرفة، التي سنحددها مع روسيا، لن تعمل في المنطقة المطروحة للنقاش». وأردف قائلا: «روسيا حتما ستتخذ التدابير اللازمة لضمان عدم تعرّض منطقة خفض التصعيد في إدلب للهجوم. معا سنضمن رصد الاستفزازات من أطراف ثالثة والانتهاكات للاتفاق ومنعها». وقال أردوجان قبل القمة إن دعوات تركيا لوقف إطلاق النار في منطقة إدلب تؤتي ثمارها بعد أيام من الهدوء النسبي لكن هناك حاجة لمزيد من العمل.

سقوط طائرة روسية

قالت وزارة الدفاع الروسية أمس الثلاثاء في تقرير بثته وكالة الإعلام الروسية إن الجيش السوري أسقط بطريق الخطأ طائرة عسكرية روسية فوق سوريا، لكنها -روسيا- ألقت باللائمة في حدوث هذا على إسرائيل. وكانت الوزارة قد ذكرت من قبل أن الطائرة اختفت من على شاشات الرادار فوق سوريا في نفس الوقت الذي كانت فيه قوات إسرائيلية وفرنسية توجه ضربات لأهداف في سوريا.
وذكرت وكالة الإعلام الروسية أن الوزارة اتهمت الطيران العسكري الإسرائيلي بتعمد إيجاد وضع «خطير» قرب مدينة اللاذقية السورية القريبة من قاعدة جوية روسية وقالت إن الطائرة العسكرية وهي من طراز إليوشن-20 كانت تستعد للهبوط فيها.
وأضافت الوزارة أن 15 عسكريا روسيا لقوا مصرعهم بسبب ما وصفته بأفعال إسرائيل غير المسؤولة. وقالت إن إسرائيل لم تحذرها من الضربات إلا قبل دقيقة واحدة من تنفيذها.