مباغتة حارس الثورة

الحدث الأحد ٢٣/سبتمبر/٢٠١٨ ٠٤:٥٠ ص
مباغتة حارس الثورة

طهران - رويترز - وكالات

تفاجأ الحرس الثوري الإيراني بهجوم مسلح عندما فتح مجهولون النار خلال عرض عسكري بجنوب غرب إيران مما يعد أحدث هجوم مباشر على الحرس الثوري. فيما قالت القناة الروسية إن الرئيس الإيراني، حسن روحاني، غادر العرض العسكري في طهران بعد نبأ الهجوم المسلح على العرض العسكري في الأهواز. فيما أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن الهجوم.

وذكرت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء أن عدد القتلى الذين سقطوا في إطلاق نار على عرض عسكري بجنوب غرب البلاد أمس السبت وصل إلى 24 قتيلا.
ونقلت الوكالة عن مصدر مسؤول لم تذكر اسمه قوله «هناك عدد من الضحايا غير العسكريين بينهم نساء وأطفال جاؤوا لمشاهدة العرض». وأصيب أكثر من 30 آخرين في الهجوم الذي استهدف منصة احتشد فيها المسؤولون لمتابعة حدث يُقام سنويا بمناسبة ذكرى بدء الحرب العراقية الإيرانية التي دارت من العام 1980 إلى العام 1988.

مقتل مسلحين

وقالت وكالة «تسنيم» الإيرانية، إن «الهجوم الإرهابي الذي ضرب العرض العسكري في الأهواز، أسفر عن مقتل اثنين من المسلحين».
فيما نقلت «وكالة أنباء فارس»، عن مصدر مطلع، بأن «إرهابيين اثنين قتلا وأصيب آخر، فيما اعتقل رابع خلال الاعتداء «الإرهابي» في مدينة الأهواز».
وأظهر مقطع مسجل جرى توزيعه على وسائل الإعلام الإيرانية جنودا يزحفون على الأرض بينما تنطلق أعيرة نارية صوبهم. وأمسك جندي سلاحا ونهض واقفا بينما هربت نساء وأطفال من المكان.
ونُقل عن نائب حاكم إقليم خوزستان علي حسين حسين زاده قوله إن من المتوقع ارتفاع عدد القتلى. وسقط صحفي ضمن الضحايا.
ويوجه الهجوم الدامي ضربة للأمن في إيران التي تشهد استقرارا نسبيا مقارنة بدول عربية مجاورة تواجه اضطرابات منذ انتفاضات العام 2011 التي وقعت في أنحاء مختلفة بالمنطقة.
وأظهر مقطع مسجل بثه الموقع الإلكتروني للتلفزيون الرسمي جنودا مذهولين موقع الهجوم يتساءل أحدهم «من أين جاؤوا؟». ورد آخر «من خلفنا».
ونقل التلفزيون الرسمي عن مراسله قوله «بدأ إطلاق النار من قبل عدة مسلحين من وراء المنصة أثناء العرض. هناك قتلى ومصابون كثيرون».
وذكرت وكالة مهر شبه الرسمية للأنباء أنه حدث إطلاق نار أيضا بعد الهجوم أثناء ملاحقة بعض المهاجمين الذين تمكنوا من الفرار. ويندر استهداف الجيش بهجمات في إيران. والعام الفائت، وفي أول هجوم مميت يتبنّاه تنظيم داعش في طهران، قتل 18 شخصا في البرلمان وضريح مؤسس الجمهورية الإسلامية وأول زعيم لها روح الله الخميني.

دولة خليجية

بدوره، أصدر الحرس الثوري الإيراني بيانا عاجلا، اتهم فيه «جماعة الأهوازية بالوقوف وراء الهجوم على العرض العسكري»، مؤكدا أن دولة خليجية تقف وراء دعم هذه الحركة الإرهابية.
وقال المتحدث باسم الحرس الثوري، رمضان شريف، إن «عناصر من جماعة الأهوازية هم من أطلقوا النار على الناس والقوات المسلحة»، مضيفا أن هذه الجماعة «مدعومة من دولة خليجية». وأشار إلى أن هذه الجماعة استهدفت سابقا المعسكرات الصيفية السنوية، التي يقيمها الباسيج.
وكان التلفزيون الإيراني قد أعلن، السبت، سقوط قتلى وجرحى، في هجوم إرهابي استهدف عرضا عسكريا جنوب غربي إيران.
وقال مراسل التلفزيون الرسمي إن إطلاق النار بدأ من قبل عدة مسلحين، كانوا يقفون خلف أحد المدرّجات خلال العرض وقتلوا وأصابوا العشرات.
كما قالت وكالة أنباء «فارس» الإيرانية إن إطلاق النار استهدف العسكريين المشاركين في العرض العسكري، الذي كان بمناسبة بدء ذكرى الحرب التي خاضتها إيران ضد نظام صدام حسين في العراق في ثمانينيات القرن الفائت.

فشل ترامب

وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيفشل في مواجهته مع إيران مثلما فشل صدام حسين تماما، مشيرا إلى الحرب التي دارت في الثمانينيات بين إيران والعراق ومتعهدا بألا تتخلى طهران عن صواريخها.
وبالتزامن مع كلمة روحاني، بدأت إيران إظهار قوتها البحرية في الخليج خلال عروض سنوية في العاصمة طهران وميناء بندر عباس بالخليج إحياء لذكرى نشوب الحرب الإيرانية العراقية التي دارت فيما بين عامي 1980 و1988.
وقال روحاني في كلمة بثها التلفزيون الرسمي على الهواء «الشيء نفسه سيحدث لترامب. ستواجه أمريكا نفس مصير صدام حسين. لن تتخلى إيران عن أسلحتها الدفاعية... بما في ذلك صواريخها التي تجعل أمريكا غاضبة جدا».
وقالت وسائل إعلام رسمية إن نحو 600 سفينة شاركت في المناورة البحرية في الخليج أمس بعد يوم من إجراء إيران تدريبات جوية فوق الممر المائي، متوعدة «برد ساحق» ينتظر أعداء البلاد.

رعاة إقليميون

وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن بلاده سترد على الهجوم «بسرعة وحسم» محمِّلا عملاء نظام أجنبي المسؤولية عنه.
وكتب ظريف تغريدة قائلا «هاجم إرهابيون الأهواز بعد أن قام نظام أجنبي بتجنيدهم وتدريبهم وتسليحهم ودفع الأموال لهم. إيران سترد بسرعة وحسم دفاعا عن أرواح أبنائها».
وحمَّل ظريف، من وصفهم بـ«رعاة الإرهابيين الإقليميين وأسيادهم الأمريكيين» مسؤولية الهجمات الإرهابية، وقال ظريف، في تغريدة عبر «تويتر»: «تجنيد الإرهابيين، وتدريبهم، وتسليحهم، وتمويلهم بواسطة أنظمة أجنبية هاجموا الأهواز، ومن بين الضحايا أطفال»، متابعا: «إيران تحمّل رعاة الإرهابيين الإقليميين وأسيادهم الأمريكيين مسؤولية الهجمات الإرهابية».

حماية النظام

تأسس الحرس الثوري الإيراني في أعقاب الثورة الإسلامية في إيران التي اندلعت في 1979، بقرار من المرشد الأعلى للثورة الإسلامية، علي خامنئي؛ وذلك بهدف حماية النظام الإسلامي الناشئ في البلاد، وبناء نوع من توازن القوى مع القوات المسلحة النظامية.
ومنذ ذلك الحين، أصبح الحرس الثوري قوة عسكرية، وسياسية، واقتصادية كبيرة في البلاد، للثورة الإسلامية. ويُقدَّر عدد أفراد الحرس الجمهوري بنحو 125 ألف عنصر، ولديه قوات أرضية، بالإضافة إلى وحدات بحرية وجوية، ويمتلك سلطة الإشراف على أسلحة إيران الاستراتيجية.

الباسيج

وتعرف بقوات التعبئة الشعبية، وهي تابعة للحرس الثوري وتضم حوالي 90 ألف رجل وامرأة، ولديها القدرة على حشد حوالي مليون متطوع عند الضرورة.
ومن أولى مهمات الباسيج التصدي للأنشطة المناهضة للنظام داخل البلاد كما يتولى الباسيج مهمة حفظ النظام داخل البلاد والحفاظ على القاعدة الشعبية له.

فيلق القدس

فيلق القدس هو إحدى أذرع الحرس الثوري ويتولى تنفيذ مهمات حساسة في الخارج مثل تقديم الأسلحة والتدريب للجماعات المقربة من إيران مثل حزب الله اللبناني وفصائل في العراق في أعقاب الغزو الأمريكي للعراق العام 2003.
وقد بنى قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني الذي يلقبه المرشد الأعلى علي خامنئي باسم «الشهيد الحي»، شبكة علاقات واسعة في المنطقة تمتد من اليمن إلى سوريا والعراق وغيرها من الدول.