«تسونامي» يضرب الجزيرة

الحدث الاثنين ٠١/أكتوبر/٢٠١٨ ٠٠:٤٣ ص
«تسونامي» يضرب الجزيرة

بالو (إندونيسيا) (رويترز) -

ارتفع عدد قتلى زلزال وأمواج مد عاتية (تسونامي) في إندونيسيا بعد أن تأكد مقتل 832 شخصا وتخشى السلطات أن يرتفع العدد أكثر فيما يكافح عمال الإنقاذ للوصول إلى مناطق نائية انقطعت عنها الاتصالات والمساعدات. بعد وقوع زلزال قوي أعقبته أمواج مد عاتية (تسونامي) في جزيرة سولاويسي الإندونيسية بينما توقعت السلطات ارتفاعاً كبيراً في عدد القتلى أمس الأحد مع وصول الأنباء من المناطق النائية.
وأفادت أنباء أن عشرات الأشخاص ما زالوا تحت أنقاض فندق ومركز تجاري في مدينة بالو التي ضربتها أمواج يصل ارتفاعها إلى ستة أمتار بعد الزلزال الذي بلغت قوته 7.5 درجة.
وتتأهب السلطات لما هو أسوأ لأن عدد القتلى إلى الآن من بالو وحدها بينما تأتي تقارير ببطء من دونجالا وهي منطقة يقطنها 300 ألف نسمة إلى الشمال من بالو وهي أقرب إلى مركز الزلزال.
وقال نائب الرئيس الإندونيسي يوسف كالا إن عدد القتلى ربما يصل إلى آلاف.
كان المئات تجمعوا لحضور مهرجان على شاطئ مدينة بالو يوم الجمعة عندما اجتاحت أمواج وصل ارتفاعها إلى ستة أمتار المدينة وقت الغروب لتجرف الكثيرين وتدمر كل ما في مسارها.

ارتفاع عدد القتلى
وقال رئيس الوكالة الوطنية لإدارة الكوارث ويليم رامبانجيلي للصحفيين أمس الأول السبت إن عدد القتلى من بالو وصل إلى 420 شخصاً.
ونقل موقع كومباس الإخباري الإلكتروني عنه قوله: "تشير التقديرات إلى أن هناك 10000 لاجئ في 50 نقطة بمدينة بالو... نواجه صعوبة في نشر معدات ثقيلة للعثور على الضحايا تحت أنقاض المباني لأن العديد من الطرق المؤدية إلى مدينة بالو تضررت".
وأظهرت لقطات صورها هواة وعرضتها محطات تلفزيون محلية المياه وهي تسحق المنازل بطول الشريط الساحلي لبالو وتبعثر حاويات الشحن وتغمر مسجدا في المدينة.
وتلقى عشرات الجرحى العلاج في خيام طبية مؤقتة أقيمت في العراء.
وأظهرت الصور التي نشرتها السلطات الجثث متراصة في الشارع أمس السبت.
وقال المتحدث باسم الوكالة الوطنية لإدارة الكوارث سوتوبو بورو نوجروهو للصحفيين في جاكرتا إن الدمار "شامل" بعد انهيار آلاف المنازل والمستشفيات والمراكز التجارية والفنادق. وجرفت المياه أحد الجسور بينما انقطع الطريق الرئيسي المؤدي إلى بالو بسبب انهيار أرضي.
وقال نوجروهو: "لم تكن أمواجا فقط إذ إنها جرفت السيارات والأشجار والمنازل واجتاحت كل شيء على الأرض". وأضاف: أن أمواج المد وصلت سرعتها إلى 800 كيلومتر في الساعة قبل أن تصل إلى الشاطئ.

تحت الأنقاض
وذكرت محطة مترو التلفزيونية أن مئات الأشخاص تجمعوا خارج مركز تسوق منهار امس الأحد، بحثا عن أقارب يخشون أنهم تحت الأنقاض.
وقال نوجروهو: إن عدد القتلى والمصابين وحجم الأضرار ربما يكون أكثر على امتداد الساحل لمسافة 300 كيلومتر شمالي وجنوبي بالو بما في ذلك منطقة دونجالا.
وقال الصليب الأحمر إن عاملين ومتطوعين يتوجهون إلى المناطق المنكوبة.
وأضاف في بيان: "لدينا الآن اتصال محدود بشأن الدمار الذي حل بمدينة بالو لكننا لم نسمع شيئا عن دونجالا وهذا أمر مقلق للغاية. يعيش هناك ما يزيد على 300 ألف شخص... هذه مأساة لكن ربما تزيد الأمور سوءا".
وقال رئيس وزراء استراليا سكوت موريسون إن إندونيسيا لم تطلب بعد المساعدة لكنه اتصل بالرئيس ويدودو لتقديم الدعم.

فرار السجناء
وذكرت وكالة أنتارا للأنباء أن ما يزيد على نصف السجناء البالغ عددهم 560 سجينا في سجن بالو فروا بعد انهيار جدران السجن أثناء الزلزال.
وأظهرت لقطات مصورة لهواة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي رجلا يقف على سطح أحد المباني وهو يصرخ محذرا أشخاصا في الشارع بقدوم تسونامي وبعدها بدقائق تضرب أمواج المد الشاطئ لتأخذ في طريقها مباني وسيارات. ولم تتمكن رويترز بشكل مستقل من التحقق من صحة هذه اللقطات.
كانت وكالة الأرصاد والجيوفيزياء الإندونيسية أصدرت إنذارا من أمواج المد العاتية بعد الزلزال لكنها رفعته بعد 34 دقيقة.
وثارت انتقادات واسعة للوكالة لعدم تحذيرها من أمواج المد التي ضربت بالو لكن المسؤولين قالوا إن الأمواج كانت وصلت بالفعل وقت صدور الإنذار.
وقالت السلطات إن الجيش الأندونيسي بدأ في إرسال طائرات تحمل مواد إغاثة من العاصمة جاكرتا ومدن أخرى لكن من جرى إجلاؤهم لا يزالون في أمس الحاجة للطعام وغيره من الاحتياجات الأساسية.
وأضافت السلطات أن مطار بالو تضرر في الزلزال لكن أعيد فتحه لعدد محدود من الرحلات التجارية اليوم الأحد.
وتقع إندونيسيا في منطقة "حزام النار" في المحيط الهادي التي تكثر بها الزلازل. وأدى زلزال وأمواج مد عاتية في 2004 إلى مقتل ما يزيد على 120 ألف شخص في إقليم اتشيه بشمال أندونيسيا.