«تنظيف» إدلب من الأسلحة الثقيلة

الحدث الاثنين ٠٨/أكتوبر/٢٠١٨ ٠٣:٣١ ص
«تنظيف» إدلب من الأسلحة الثقيلة

دمشق-موسكو-القدس-وكالات

بدأت جماعات المعارضة المسلحة سحب الأسلحة الثقيلة من المنطقة منزوعة السلاح التي اتفقت عليها تركيا وروسيا في شمال غرب سوريا.

وقالت «الجبهة الوطنية للتحرير» في بيان إن عملية سحب الأسلحة الثقيلة بدأت لكن المقاتلين سيبقون في مواقعهم داخل المنطقة منزوعة السلاح.
وبموجب الاتفاق المبرم الشهر الفائت بين تركيا وموسكو يتعين على مسلحي المعارضة الانسحاب من المنطقة منزوعة السلاح بحلول منتصف هذا الشهر ويتعين سحب الأسلحة الثقيلة بحلول العاشر من أكتوبر.

سيبقون في المنطقة

وقال بيان الجبهة الوطنية للتحرير إن مسلحي المعارضة سيبقون في المنطقة منزوعة السلاح لمساعدة القوات التركية التي تقوم بعمل دوريات في المنطقة.
وكان مسؤولان بالمعارضة المسلحة المدعومة من تركيا قالا لرويترز إن عملية سحب الأسلحة الثقيلة بدأت السبت وإنها ستستمر عدة أيام.
وقال قيادي في المعارضة المسلحة لرويترز إن تحالف الجبهة الوطنية للتحرير المدعوم من تركيا سيسحب الأسلحة الثقيلة مثل «قاذفات الصواريخ والمدافع الميدانية والعربات المدفعية... من خطوط التماس مع قوات «نظام الأسد» «لتكون على بعد 20 كيلومترا».
وأضاف القيادي: «تبقى الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والرشاشات الثقيلة حتى عيار 57 ملليمترا في أماكنها».

نتنياهو يحاول

وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمس الأحد، عن اتفاق لمقابلة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قريبا، لمواصلة العمل على التعاون في مجال الأمن. وقال نتنياهو في مستهل جلسة مجلس الوزراء الأسبوعية: «تحدثت قبل قليل مع الرئيس بوتين واتفقنا على الاجتماع قريبا من أجل مواصلة التنسيق الأمني الهام بين الجيشين». وتابع نتنياهو: «إسرائيل ستعمل باستمرار من أجل منع إيران من التموضع عسكريا في سوريا، ومن تحويل أسلحة فتاكة إلى حزب الله بلبنان».

خطأ إسرائيلي
«تقع إسرائيل في خطأ فادح عندما تزعم أن أسلحة الدفاع الجوي الروسية لا تملك فاعلية كافية لصد الغارات الجوية على سوريا. هكذا أجاب السيناتور الروسي فرانتز كلينتسيفيتش، عضو لجنة الدفاع والأمن في الغرفة العليا للبرلمان الروسي، بعد استيائه من تصريحات وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي تساحي هنغبي الذي زعم أن منظومات صواريخ «إس- 300» المضادة للطيران التي قامت روسيا بتوريدها لسوريا، لن تجدي نفعا في مواجهة مقاتلات «إف-35» الأمريكية الموجودة في حوزة القوات الجوية الإسرائيلية.

ونبه السيناتور الروسي إلى أن مزاعم من هذا القبيل لا يدحضها إلا الممارسة العملية غير المرجوة، مؤكدا تمسك روسيا بقرار تجهيز الدفاعات الجوية السورية بمنظومات «إس- 300»، وهو قرار لا رجعة فيه. وقال السيناتور الروسي عبر موقع «فيسبوك»: إن «إسرائيل تلعب بالنار»... بيد أن «مَن يظن أنه يمكن لروسيا أن تتراجع فهو مخطئ».
وأشار السيناتور إلى أن إمكانيات منظومة «إس- 300» لا يمكن التشكيك فيها، وأضاف أن «إس300 قادرة على إنجاز عملها بشكل كامل».

بؤرة الإرهابيين

من جانبه أكد نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، أن الهدف الرئيسي هو إنشاء منطقة خفض التصعيد في إدلب، والقضاء على بؤرة الإرهابيين، كما أن المسلحين الذي رفضوا الاستسلام سيتم تحييدهم.

على هامش المنتدى الدولي «حوار الحضارات»: « الاتصالات مستمرة، ونواصل العمل مع الشركاء الأتراك وفقًا لاتفاقيات 17 سبتمبر. هاك حاجة للاستفسار عن التفاصيل من جيشنا، الذي هو على اتصال وثيق مع أنقرة. أعتقد أن العمل مستمر، دعونا نأمل أن يتم تنفيذ كل ما تم الاتفاق عليه في مذكرة سوتشي».

وأكد بوغدانوف أنه من المهم تنفيذ الاتفاق بشأن إدلب بأسرع وقت ممكن، ومن المهم التصرف بحكمة وتجنب وقوع خسائر بين المدنيين.
وأشار بوغدانوف إلى أن «اتفاقيات إدلب مؤقتة»، وهدفها النهائي هو «القضاء على بؤرة الإرهاب في سوريا بشكل عام وفي منطقة إدلب على وجه الخصوص، والوصول إلى وحدة السيادة ووحدة أراضي الدولة».
وأضاف بوغدانوف: «بالطبع، الإرهابيون الذين رفضوا رمى أسلحتهم، والذين يواصلون هجماتهم، إما سيتم القبض عليهم، أو القضاء عليهم كما ذكر بوضوح الجانب الروسي وبعض شركائنا الآخرين، بما في ذلك القيادة الشرعية في دمشق».

استعادة ما فقدوه
ويقول الخبير العسكري السوري، العميد مرعي حمدان، إن مواصلة قوات الجيش لعمليات ضد التنظيمات الإرهابية في ريف حماة الشمالي، تؤكد السيطرة على الأرض، وتمحي آمال الإرهابيين في استعادة ما فقدوه.

وتوقع الخبير العسكري، في تصريحات لـموقع «سبوتنيك» الروسي، أن تشهد الفترة المقبلة محاولات من جانب التنظيمات الإرهابية، وتنظيم «داعش» الإرهابي، للتسلل إلى المناطق التي استحوذ عليها الجيش العربي السوري، بهدف تعطيل التقدم المطرد الذي يحققه، ولعرقلة الوصول إلى حل نهائي بشأن أزمة إدلب.
وأضاف حمدان: أن «وحدات الجيش السوري، تمكنت من إحباط عمليات تسلل نفذتها مجموعات إرهابية في ريف حماة الشمالي، وكل هذه العمليات هي محاولات لوقف تقدم الجيش السوري، من خلال استهداف عدد من نقاطه العسكرية بعمليات قد تكون محدودة الأثر وقد تكون ذات وقع قوي، ولكن في كل الأحوال، فإن يقظة الجيش عطلت المخططات الإرهابية».
ولم يستبعد أن تكون التنظيمات الإرهابية داخل إدلب بدأت التنسيق بين بعضها البعض، من أجل إرسال عناصرها للتسلل لمناطق عسكرية، بهدف إرسال صورة مغلوطة، عن عدم تركز وجود التنظيمات الإرهابية بقوتها الكبيرة داخل إدلب فقط، وأنها ما زالت خارج إدلب وتنتشر في الأراضي السورية وتقوم بعمليات مؤثرة، وهو المخطط الذي أفشله الجيش العربي السورية.
وبحسب وكالة «سانا» الرسمية السورية فقد أحبطت وحدات من الجيش السوري في ريف حماة الشمالي أمس الجمعة محاولة مجموعات إرهابية التسلل باتجاه عدد من النقاط العسكرية، في محيط قريتي معركبة ولحايا.
وذكرت الوكالة أن وحدات الجيش تتابع عملية رصد ومراقبة تحركات المجموعات الإرهابية المنتشرة في عدد من قرى وبلدات ريف حماة الشمالي، حيث كشفت عناصر الاستطلاع محاولة مجموعات إرهابية تابعة لما يسمى «كتائب العزة» الإرهابي التسلل باتجاه النقاط العسكرية المرابطة في محيط قريتي معركبة ولحايا.
وبينت أن وحدات الجيش نفذت على الفور عمليات تمشيط واسعة في محيط القريتين وتعاملت مع المتسللين الذين فروا باتجاه المواقع التي قدموا منها بعد انكشاف تحركاتهم.
وكانت وحدة من الجيش السوري قد تصدت لمحاولة تسلل مشابهة قامت بها مجموعة تابعة لـ «كتائب العزة»، حاولت التسلل من محور بلدة مورك شمال مدينة حماة بنحو 35 كم إلى بعض النقاط العسكرية المتمركزة في محيط البلدة وأوقعت في صفوفهم قتلى ومصابين.