هِممٌ عالية وإنجازات كبيرة

مقالات رأي و تحليلات الأحد ٢١/أكتوبر/٢٠١٨ ٠٢:٤٠ ص
هِممٌ عالية وإنجازات كبيرة

خميس البلوشي
amrad77@hotmail.com

شتان بين مشاركة السلطنة في دورة الألعاب الآسيوية التي أقيمت في إندونيسيا أغسطس الفائت ومشاركتنا التالية في نفس الدورة ولكن لأصحاب «الهِمم» أو ما يعرف بـ«البارالمبية»، وأقول شتان لأن المقارنة في الأساس غير عادلة ولكن «الهمم» العالية هي من تحقق النجاحات وتنشر الفرح الذي ننتظره.. في مشاركتنا الأولى في أغسطس التي كانت تحت لواء اللجنة الأولمبية العمانية ذهبت البعثة بعد دراسة واسعة وفحص متأنٍ للرياضيين المشاركين وعادت باستياء كبير من الوسط الرياضي والإعلامي وبفشل ذريع وصمت لا يتسع له الفضاء، وانتهت برحيل رئيس اللجنة الأولمبية الشيخ خالد الزبير وإن تعددت أسباب الاستقالة.. كل ما كان في تلك المشاركة السلبية في النتائج أن بعض لاعبينا حطموا أرقامهم الشخصية لا أكثر رغم أنهم وعدونا فيها بميداليتين على أقل تقدير.. أما المشاركة الثانية التي تنضوي تحت لواء اللجنة البارالمبية العمانية التي تشرف عليها وزارة الشؤون الرياضية فقد كانت مشاركة ناجحة جداً بامتياز رغم الظروف الصعبة لهؤلاء الرياضيين واللجنة وأماكن التدريب والدعم التي تحصل عليه وأشياء أخرى لا يتسع المجال لحصرها.. أقول مشاركة ناجحة لأن هؤلاء الأبطال رفعوا علم السلطنة في منصات التتويج وعُزِفَ السلام السلطاني في الدورة وبكل شموخ وتألق.. كان محمد المشايخي ورفاقه على موعد مع خمس ميداليات ملونة وليست واحدة أو اثنتان وكانت فرحة الإنجاز يتردد صداها في كل مكان وتتناقلها الجماهير بكل سعادة.. لم يكن المشايخي ورفاقه يجدون ذلك الدعم المادي والإعلامي الكبيرين ولم يذهب معهم إداريون يبحثون عن الشهرة والاجتماعات وكاميرات التصوير كما يفعل البعض لكنهم جميعاً أبطال من ذهب ويعرفون قيمة تمثيل السلطنة في هذه المحافل الكبيرة وقيمة أن تسجل اسم بلدك في سجلات الشرف بالدورة التي تشارك فيها معظم دول القارة الآسيوية.. شتان كبير بين من يعتقد بأن المشاركة هي للاحتكاك وتحطيم الأرقام الشخصية والسفر على «حساب القضية» والالتقاء بالأصدقاء وبعد ذلك توفير الأعذار المناسبة لكل سقوط حتى ولو كانت أعذاراً مستهلكة وتصل إلى درجة الابتذال ويعجز عن حملها العصبةُ أولو القوة وبين لجنة صغيرة بدعم محدود لكنها كبيرة بنجاحاتها وكبيرة بأفرادها إداريين وفنيين.. شتان في أن تذهب وتعود بخفي «حُنين» وجميع أهله وعشيرته وفِي أن تذهب بكل ثقة وتعود بخمس ميداليات وفرحة واسعة للرياضة العمانية ولكل منتسبيها.. هؤلاء الأبطال لم يخذلونا يوماً في مشاركاتهم السابقة بل يقدمون لنا إنجازات عالمية أيضا كما فعل محمد المشايخي في بطولة العالم وبالتالي هم يستحقون الاهتمام الكبير والدعم الأكبر لأن الناجحين علينا تعزيز نجاحاتهم ولأن السائرين على خطط واضحة ودرب واضح المعالم علينا أن نقف معهم ونسهل لهم كل متطلبات النجاح والتألق.. لم يذهب معالي الشيخ وزير الشؤون الرياضية معهم إلى جاكرتا كما فعل مع الآخرين الذين خذلوه بعد ذلك لكنه وبكل سعادة ومحبة ومسؤولية استقبلهم في مكتبه الرسمي ليقدم لهم التهاني وهو يعلم أن هذا الاستقبال يعني الشيء الكثير لهم ويعزز من روحهم المعنوية للمشاركات القادمة وأن هذا الاستقبال أيضاً رسالة للآخرين بأننا مع الناجحين ومع كل من يرفع علم السلطنة في جميع المحافل الرياضية، وأن الدولة لا تبخل في دعم شبابها الرياضي الناجح.. شكراً للإخوة جميعاً في اللجنة البارالمبية العمانية وشكراً للأبطال المتوجين بالإنجازات فقد حققتم ما عجز عنه الآخرون ونحن على ثقة أكبر بأن نجاحاتكم ستستمر وتتعاظم فأنتم أهل الهِمم الصادقة التي لا حدود لها، شكراً لأنكم مسحتم غبار المشاركة البائسة في آسياد جاكرتا والحصيلة الصفرية التي أوجعت الوسط الرياضي العُماني، وشكراً لأنكم تعملون في صمت وتتركون عملكم شاهداً عليكم، وشكراً أكثر لأنكم الجانب المضيء في مشاركاتنا الأولمبية فهناك ومع كل أسف طرف آخر مكسور في كل مشاركة وكما تعلمون المكسور لا يضيء.