سامر الحارثي.. من الإعاقة إلى العمل

مزاج الاثنين ٢٢/أكتوبر/٢٠١٨ ٠٨:٤٩ ص
سامر الحارثي.. من الإعاقة إلى العمل

مسقط - لورا نصره- تصوير - طالب الوهيبي

سامر الحارثي شاب يبلغ من العمر 18 سنة، بدأت قصته بعد تشخيصه بإعاقة ذهنية تتراوح بين البسيطة إلى المتوسطة. ورغم أنه يمتلك القدرة على التدرب والتواصل إلا أن لديه قصورا واضحا في الجانب الإدراكي والمهارات العقلية كما أن درجة ذكائه منخفضة.

الجانب المشرق من قصة سامر أنه وبعد ثماني سنوات من التدرب والتأهيل مع مدرسة الإنجاز نجح اليوم في الحصول على وظيفة في فندق كمبينسكي.

للتعرف على تفاصيل قصة النجاح المذهلة هذه تحدّثنا إلى سامر ومدرسته وإدارة فندق كمبينسكي حيث يعمل، وإليكم التفاصيل.

كيف تم تأهيله؟

يعمل قسم ذوي الاحتياجات الخاصة في مدرسة الإنجاز على دمج الطلاب في المدرسة العادية في المجالات التعليمية والاجتماعية والمهنية، وذلك حسب قدرات الطلاب، كما تساعدهم المدرسة على تطوير المهارات اللغوية باللغتين العربية والإنجليزية بالإضافة إلى مهارات رياضية بسيطة. ويتم إعطاء الطلاب المتقدمين التدريب المهني في الأنشطة المتعلقة بالمكتب مثل النسخ والطباعة وتنظيم الملفات؛ وكل ذلك بهدف جعل الطالب مستقلا بذاته.وعن وضع سامر تقول «أميتا شارما» مديرة المدرسة: «انضم سامر الحارثي إلى الإنجاز قبل 8 سنوات، وذلك بعدما قام بتغيير العديد من المدارس مما أدى إلى سلوك غير مستقر وقد قامت المدرسة بتقييمه لمعرفة الصعوبات التي يواجهها ثم تم إعداد برنامج تعليمي متكامل (IEP) يتناسب مع قدراته وإمكاناته».

صعوبات عدة

وحول الصعوبات التي واجهتهم خلال فترة تدريب سامر تقول «نيدي سيث» مشرفة قسم الاحتياجات الخاصة: «كانت عدم قدرة سامر على الاحتفاظ بالتعلم في الذاكرة طويلة المدى عائقا كبيرا أمام تطوره. وقد ألحقناه بجلسات العلاج الوظيفي وعلاج النطق وكذلك جلسات تنمية المهارات إلى أن تحسّن أداؤه بشكل عام. وكان الهدف الأكبر هو تطوير مهاراته الاجتماعية والأكاديمية لتلائم المجتمع أو العالم الخارجي، والانضمام إلى وظيفة لكسب عيشه باحترام، وكان من الرائع رؤية التعاون الكبير والجاد من قبل سامر مع طاقم المدرسة، وكانت نهاية هذه الجهود بإثباته نفسه وحصوله على وظيفة في فندق كمبينسكي.

وتضيف سيث: «صعوبات أخرى يواجهها المعلمون خلال رحلة تدريبهم للطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة وهي التعاون والقبول من أولياء الأمور والمجتمع لحالته، وحملهم على العمل مع المدرسة على نفس المسار لمساعدة الطالب على القيام بأفضل ما لديه.

فرصة عمل

ربما نجاح سامر بالحصول على وظيفة تفتح أبواب الأمل لدى العشرات من ذوي الاحتياجات الخاصة وعائلاتهم فكيف نجحت مدرسة الإنجاز بتحقيق هذا الإنجاز الرائع؟ تقول مديرة المدرسة «أميتا شارما»: «لطالما سعت المدرسة إلى إيجاد الفرص لطلابها. اقتربت المدرسة من صناعات مختلفة وكانت إدارة فندق كمبينسكي لطيفة بما يكفي لترتيب مقابلة لفهم قدرات سامر. وعقد اجتماع، كنت أنا أمثّل المدرسة، وكريستين، مدير الموارد البشرية في فندق كمبينسكي، وشمسة آل الوردي، مديرة التدريب من الفندق، ووالد سامر. خلال الاجتماع، تمت مشاركة التقارير حول سامر، تمت مناقشة خطة بين الفندق والمدرسة لتدريب الطالب في الفندق. أعجبوا بسامر بإدارة مهاراته بنجاح وأتيحت له الفرصة. يتم تدريبه لمدة 3 أشهر من قبل أعضاء الفندق في مختلف مجالات العمل المناسبة له».

وتضيف: «شعر سامر وعائلته بسعادة غامرة بهذه الفرصة التي أتيحت له. عززت ثقته بالنفس. في العمل، وقد تم بنجاح المهمات في مختلف الإدارات. لقد اختلط مع الموظفين بسهولة وأصبح رائجا بسبب سلوكه الودود».
وتختم أميتا: «سامر، هو أول حالة يتم فيها توظيف طالب من قسم ذوي الاحتياجات الخاصة في إحدى المنظمات بنجاح. هناك خطط للقسم لتدريب وتأهيل مجموعة أخرى من الطلاب على التوالي في المستقبل القريب».

نجاح في العمل

من جهتها تقول شمسة آل الوردي مديرة التدريب من فندق كمبينسكي: «إن إدارة فندق كمبينسكي تؤمن بدمج وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة وتقوم بتقديم الدعم والمساندة لهم بكل الطرق وعندما تلقّى قسم التدريب بالفندق اقتراح مدرسة الإنجاز بخصوص تدريب سامر رحّبنا جدا بهذه الفكرة لأنه واجب على كل المجتمع تقديم الدعم لهم».

وحول المعايير التي يتم من خلالها تقييم أداء سامر تقول شمسة: «هناك مجموعة من البنود يتم التقييم من خلالها مثل الانضباط بمواعيد العمل، التعامل مع النزلاء والتعامل مع الزملاء بالعمل».
وتضيف: «هناك حالة من الانسجام بين سامر وزملائه. وأيضا نزلاء الفندق سعداء جدا بوجود سامر بينهم».

سامر يشكر الجميع

وفي نهاية قصتنا كان لا بد من الاستماع إلى سامر لاستطلاع مزاجه بعد التحاقه بالعمل فقال لنا: «أشكر إدارة المدرسة والمعلمين على إتاحة الفرصة لي للتدرب في فندق كمبينسكي في الفترة المسائية. وأنا سعيد ومرتاح لأنني أقوم بالعمل، وعندما أصل إلى الفندق أقوم بارتداء الملابس الخاصة بالعمل ويقوم أحد الموظفين بتدريبي على الأعمال البسيطة مثل تعليق ملابس موظفي الفندق، أو ترتيب فوط الطعام. وأشكر أمي وأبي وكل من ساعدني».

يمكنكم الاستماع إلى صوت سامر يتحدث عن عمله في التسجيل المرفق.