بركاء.. موطن الحصون والأبراج والأسوار والجزر

مزاج الاثنين ٢٢/أكتوبر/٢٠١٨ ٠٨:٥٠ ص
بركاء.. موطن الحصون والأبراج والأسوار والجزر

مسقط - خالد عرابي
يميز ولاية بركاء عن كثير من الولايات الأخرى أنها الأقرب إلى العاصمة مسقط، إذ لا تبعد عنها سوى 85 كلم. ولذا يمكن إضافتها إلى برنامجها السياحي، وتشتهر الولاية بالعديد بالأماكن السياحية التراثية منها والبرية والبحرية، وتشكل الولاية مصدر جذب سياحي مهماً كما يوجد بها العديد من معالم الحصون مثل: بركاء، والفليج، وحصن النعمان. وكذلك الأبراج التي يقال بأن عددها يصل إلى 38 برجا. علاوة على الأسوار ومنها: سور حصن بركاء، وسور الجنينة وسور الموالك في العقدة وسور المطارفة وسور المشافرة في الرميس وسور الدوكة وسور الحكمان في سوادي الحكمان وسور آل بدر وسور حي عاصم وغيرها، كما تشتهر الولاية بمصارعة الثيران التي تعد من أبرز الرياضات التقليدية الفريدة، كما تتميز أيضا بالأخوار مثل: خور السوادي بمنطقة السوادي وخور الملح الذي يقع في منطقة الرميس. ويعتبر من أبرز المعالم الطبيعية بها محمية جزر الديمانيات التي تقع شمال مسقط وشرق بركاء. ويبدأ موسمها السياحي خلال هذه الفترة من العام وتتميز بشواطئها الخلابة والشعاب المرجانية والأنواع المختلفة من الأسماك ذات الأشكال والألوان.. زارها مؤخرا أحمد عيسى ليحدّثنا عن أبرز معالمها.

حصن بركاء
في البداية حدّثنا أحمد عن أحد معالم الولاية السياحية وهو حصن بركاء فقال: يعتبر الحصن المسمى على اسم الولاية أبرز المعالم الأثرية في الولاية، وهو عبارة عن بناء مستطيل الشكل ثماني الزوايا ويوجد به برجان للمراقبة. يقع في منطقة السوق. وقد وصفه لنا المرشد السياحي فقال: تم بناء أقدم أجزائه في عهد الإمام سيف بن سلطان اليعربي، ثم قام السيد حمد بن سعيد بن أحمد بن سعيد البوسعيدي العام 1795م بإدخال عدة إضافات وملحقات عليه وهو مبني من الحجارة والطين والجص وتم ترميمه عدة مرات.. ويوجد بداخل الحصن مسجد للصلاة. وقد كان الحصن سكنا للوالي ومقرا للحكومة، وتوجد به غرفة للعدالة وقاعة للانتظار، وبجوار قاعة المحكمة يوجد جناح أسرة الإمام، الذي يتكون من ثلاث غرف وغرفة للاستقبال وبئر للمياه تخدم أفراد العائلة والقائمين على خدمتهم، وفي أعلى الجناح توجد غرفة الإمام الخاصة التي تتكون من غرفتين ملتصقتين ببعضهما. وفي الناحية الغربية يوجد أقدم جزء في الحصن ويسمى قلعة الدفاع، وذلك لوجود مخازن الأسلحة والذخيرة والمخازن السرية.

حصن النعمان
وأضاف أحمد عيسى قائلا: هناك أيضا حصن النعمان وهو من المعالم السياحية المهمة في الولاية وقد سُمي بهذا الاسم نسبة إلى وقوعه في بلدة النعمان كما يسمى أيضا ببيت النعمان. وقد قيل لنا بأنه بناه الإمام سيف بن سلطان اليعربي واستغرق بناؤه عاما كاملا، ثم جدده الإمام نفسه وأضاف عليه أسوار وأبراج واتخذه متنزها له ويمتاز هذا الحصن الأثري بسقف نادر على شكل قبة، وهو مبنى سكني دفاعي في الوقت ذاته، كما اتخذه الإمام أحمد بن سعيد استراحة له أثناء رحلاته بين مسقط والرستاق. كما استُخدم بيتا للضيافة لأئمة اليعاربة في رحلاتهم من عاصمتهم في الرستاق وإليها. وأشار أحمد إلى أن الحصن يتكوّن من ثلاثة أدوار وله هيئة رفيعة بسبب ارتفاعه، وهو محمي بسور مزود بفتحات مع مدخل وحيد من خلال باب خشبي ثقيل. والدخول إلى الحصن يمر عبر بوابة خشبية منقوشة تحت قوس محدب موضوع في مستطيل مفتوح من الجص المزخرف، وتقود قاعة واسعة إلى 5 غرف بعضها به سقف معقود، وتتلقى غرف الطابق الأرضي الإضاءة من شبابيك موجودة في أعلى الجدران.
وأضاف قائلا: يمر بالحصن فلج كان يتخذ سبيله عبر الطابق الأرضي من الجنوب إلى الشمال مرورا بأحواض الوضوء وأماكن الاغتسال، وقد أبقيت القناة المائية جافة للحفاظ على بنية الصاروج العماني وهو عبارة عن نوع من الطين التقليدي المحروق. وكان الطابق الأرضي للحصن يضم التجهيزات والخدمات اللازمة للاحتياجات اليومية لسكان الحصن وأماكن لإعداد الطعام، والأعمال المنزلية، كما توجد مخازن التمور واستخلاص العسل. ويوجد عند الطريق المؤدية إلى الطابق الأول «مندوس» يقدّر عمره بنحو مئة سنة تقريبا ويعتقد أنه كان يُستخدم في حفظ الثياب الفاخرة والعملات المعدنية والأسلحة والأغطية والسجاد.

حصن الفليج
وقال أحمد: يأتي حصن الفليج كمعلم مهم من بعد حصني بركاء والنعمان، وقد سُمي بهذا الاسم نظرا لوقوعه ببلدة الفليج، وهو عبارة عن مسكن محصن مستطيل الشكل يبلغ ارتفاعه 11 مترا ويضم برجين مشيدين بالحجارة ومطليين بالجص، يقع أحدهما في الشمال الغربي، والآخر في الجنوب الشرقي وقد بناه السيد سلطان بن أحمد في فترة سنة 1799م ثم اتخذه مقرا له خلال السنوات الأخيرة من حياته. ويضم الحصن مسرحا مفتوحا يتسع لأكثر من 500 متفرج لتقديم المسرحيات والأمسيات والأعمال الفنية والثقافية وقد أقامت على مسرحه ولفترة طويلة وزارة السياحة العديد من العروض الفنية العالمية.

جزر الديمانيات
وأكد أحمد عيسى قائلا: تعتبر محمية وجزر الديمانيات من أبرز المعالم الطبيعية هناك، وتعتبر من أجمل أماكن الغوص في عمان، وهي عبارة عن مجموعة من 9 جزر يوجد بها الكثير من الطيور والنوارس كما يفد إليها أعداد لا حصر لها من الطيور المهاجرة، كما تؤوي أعدادا كبيرة من السلاحف البحرية. وتبلغ مساحتها 100 هكتار، وتعتبر من المحميات ذات التراث الطبيعي الغني إذ تضم مجموعات نادرة من الشعاب المرجانية. كما وتتميز بشواطئها البكر ذات الرمال البيضاء ومياهها الزرقاء الصافية. وقد تم تسجيلها دوليا في العام 1984 لأنها تقع ضمن مشروع الحاجز المرجاني الأعظم الذي يُعد محمية طبيعية دولية.. وتحوي الجزر أكثر من 22 موقعا معروفا للغوص، كما يحلو للبعض التخييم فيها. وقد بدء مؤخرا موسمها السياحي الذي يمتد في الفترة من مطلع أكتوبر إلى فبراير من كل عام.