ساعات الخليج الملتهبة

الحدث الثلاثاء ٣٠/أكتوبر/٢٠١٨ ٠٣:٤٠ ص
ساعات الخليج الملتهبة

المنامة (رويترز) -
تتحرك دول الخليج والولايات المتحدة قدما لتشكيل تحالف الشرق الأوسط المكون من دول الخليج، بالإضافة إلى مصر والأردن في خطوة ترمي إلى مواجهة إيران "الشريرة" على حد وصف واشنطن وبعض حلفائها الخليجيين مع اقتراب الحظر الذي ستفرضه الولايات المتحدة على إيران في الرابع من نوفمبر المقبل.
ومنذ فترة وبهدوء تعمل إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، على إنشاء تحالف أمني ويعرف هذا التحالف بشكل غير رسمي باسم "الناتو العربي"، كما يحمل أسماء مثل "ميسا" و"تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي".
وفي هذا الإطار، يقول نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الخليج العربي، تيم لاندركينغ: إن الإدارة الأمريكية تخطط لعقد قمة في ينايري المقبل لتدشين الحلف الجديد.
كما يقول لاندركينغ: إن التحالف الجديد سيضم تسع دول عربية على رأسها دول التعاون الخليجي، بالإضافة لمصر والأردن والولايات المتحدة.

رؤية

وتقول السعودية والبحرين إن دول الخليج العربية تلعب دورا مهما في الحفاظ على الاستقرار بالشرق الأوسط من خلال مواجهة الرؤية "الظلامية" الإيرانية،
وتعد السعودية حجر الزاوية للتكتل الإقليمي الذي تدعمه الولايات المتحدة في مواجهة نفوذ إيراني متنام في الشرق الأوسط.
وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أمام مؤتمر (حوار المنامة) الأمني المنعقد في البحرين "نتعامل حاليا مع رؤيتين في الشرق الأوسط: رؤية (سعودية) مستنيرة... ورؤية (إيرانية) ظلامية تسعى لنشر الطائفية في أنحاء المنطقة".
وتابع قائلاً: "يخبرنا التاريخ أن النور ينتصر دائما على الظلام... والسؤال هو كيف يمكننا هزيمتهم".
وقال وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس في جلسة منفصلة في مؤتمر حوار المنامة السنوي بالبحرين: "إن عدم التزام أي دولة بالمعايير الدولية وحكم القانون يقوض الاستقرار الإقليمي في وقت تشتد الحاجة إليه".
والمؤتمر الذي يبدأ التحضير له قبل فترة طويلة من انعقاده اجتذب قدرا أكبر من الاهتمام هذا العام.

حروب الوكالة

وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير: إن علاقات السعودية مع الولايات المتحدة "صلبة وثابتة" وأن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تتبع سياسة خارجية "متعقلة وواقعية".
وأكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على دور الرياض باعتبارها حليفا في مواجهة إيران والمتشددين الإسلاميين إضافة إلى كونها مشتريا كبيرا للأسلحة الأمريكية.
وتتنافس السعودية وإيران منذ فترة طويلة على النفوذ الإقليمي عبر حروب بالوكالة من العراق إلى سوريا ومن لبنان إلى اليمن.
وساند ترامب بقوة السعودية في جهودها لمواجهة النفوذ الإيراني كما انسحب في مايو من الاتفاق النووي مع طهران. ومن المقرر أن تدخل الحزمة المقبلة من العقوبات الأمريكية على إيران حيز التنفيذ في الرابع من نوفمبر تشرين الثاني.
وتتهم إيران بدورها السعودية والإمارات بتمويل مسلحين شنوا هجوما على عرض عسكري على أراضيها الشهر الفائت مما أسفر عن مقتل 25 شخصا من بينهم 12 من الحرس الثوري. وتنفي السعودية والإمارات أي ضلوع لهما في الأمر.واتهم الحرس الثوري الدولتين "بتدبير المؤامرات وإثارة التوترات".

تحالف أمني

يقول وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة: إن مجلس التعاون لدول الخليج العربية "يعد دعامة للاستقرار الإقليمي وأهم عنصر، إلى جانب جمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية، في مساعدة المنطقة على الاستقرار".
وأضاف أن التحالف الأمني الخليجي المزمع تشكيله، والذي يضم مصر أيضا، سيكون في طور العمل بحلول العام المقبل.
ويهدف (تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي) إلى مواجهة إيران والتطرف وفقا لما تقوله واشنطن. لكن شكوكا أحاطت بكيفية بدئه العمل وسط النزاع القائم بين قطر وأربع دول عربية.
وقال ماتيس: إن من الضروري إنهاء هذا النزاع الذي يقول محللون إنه أضعف التنسيق الإقليمي في مواجهة إيران.
وقال الجبير: إن مسؤولين قطريين شاركوا في مناقشات دارت في الآونة الأخيرة في السعودية بشأن إطار عمل تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي، وإن التحالف المقترح لن يتأثر بالنزاع الدبلوماسي.
وقال الوزير البحريني الشيخ خالد: "هذا التحالف سيسهم في تعزيز الأمن والازدهار في المنطقة وسيكون مفتوحا أمام من يقبلون بمبادئه"، مشيرا إلى أن التحالف سيشمل أيضا التعاون في الملفات الاقتصادية.
كما تطرق وزراء خارجية دول الخليج لمبادرات السلام في الشرق الأوسط.

تحالفات

قال ماتيس: إن الوجود الروسي في الشرق الأوسط، حيث تعد حليفا قويا للرئيس السوري بشار الأسد، لا يمكن أن يكون بديلا لوجود الولايات المتحدة التي كرر التأكيد على التزامها "الطويل والثابت والشفاف" إزاء المنطقة.
وقال ماتيس: "تسوية الجدال الداخلي بين شركائنا في مجلس التعاون الخليجي أمر جوهري لتحقيق هذه الرؤية، ودون ذلك فإننا نضعف أمننا".

لكنها معزولة

أما الرئيس الإيراني حسن روحاني فيقول:الولايات المتحدة معزولة وسط حلفائها التقليديين في مواجهتها مع إيران وإن أوروبا نفسها تقف إلى جانب طهران ضد إعادة فرض العقوبات الأمريكية.
وأضاف روحاني أمام البرلمان في كلمة نقلها التلفزيون الإيراني على الهواء مباشرة "لا يحدث كثيرا أن تتخذ أمريكا قرارا وينبذه حلفاؤها التقليديون".
وأعادت الولايات المتحدة فرض عقوبات على العملة الإيرانية وقطاعي المعادن والسيارات بإيران في أغسطس بعد قرارها الانسحاب من الاتفاق النووي الذي أبرم في 2015 ورفع عقوبات عن طهران مقابل فرض قيود على البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية.
وانتقدت دول أوروبية انسحاب واشنطن من الاتفاق وتعمل على وضع حزمة إجراءات اقتصادية للمساعدة على تعويض تأثير الضغوط الأمريكية على طهران والتي أسهمت في تقلبات اقتصادية بالبلاد.
ومن المقرر أن تدخل قيود أمريكية على صادرات النفط الإيرانية الحيوية حيز التنفيذ في الرابع من نوفمبر المقبل.
وكان روحاني يتحدث في مستهل جلسة للبرلمان لمناقشة تعديل وزاري يشمل وزيرا جديدا مقترحا للاقتصاد هو فرهاد دج بسند، الذي يعتبر على نطاق واسع تكنوقراطيا، وثلاثة وزراء آخرين على صلة بالاقتصاد.
يأتي التغيير الوزاري المقترح في وقت تواجه فيه الحكومة ضغطا شديدا يتعلق بالاستقرار الاقتصادي سببه الأكبر العقوبات الأمريكية.
وتدهور الاقتصاد الإيراني على نحو واضح خلال العام الفائت وعانى من ارتفاع التضخم وارتفاع أعداد الباحثين عن عمل وتراجع قيمة الريال وفساد حكومي.
وقال روحاني: "لم يكن أحد ليتصور قبل عام... أن تقف أوروبا مع إيران في وجه أمريكا".
وأضاف: "روسيا والصين والهند والاتحاد الأوروبي وبعض دول أفريقيا وأمريكا اللاتينية أصدقاؤنا. علينا أن نعمل معهم ونجذب استثمارات".

أوروبا تستعد

وقال ثلاثة دبلوماسيين: إن آلية جديدة يعدها الاتحاد الأوروبي لتسهيل مدفوعات صادرات النفط الإيرانية يجب أن تكون في موضعها الصحيح من الناحية القانونية بحلول الرابع من نوفمبر عندما تبدأ المرحلة الثانية من العقوبات الأمريكية على طهران.
لكنهم أشاروا إلى أن تلك الآلية لن تعمل قبل أوائل العام المقبل.
وتهدف الآلية الجديدة إلى تجنب العقوبات الأمريكية التي ستُخرج من النظام المالي للولايات المتحدة أي بنك يسهل التعاملات النفطية مع إيران. وستضمن الآلية سداد قيمة الخام الإيراني الذي يشتريه الأوروبيون في صورة سلع وخدمات أوروبية بقيم مماثلة.